مصر التي في خاطري...1

الدار البيضاء اليوم  -

مصر التي في خاطري1

بقلم : سفيان اندجار

قبل 8 سنوات، كانت لي زيارة إلى مصر، وهي الدولة التي أعشقها منذ الصغر بفضل أفلامها والصورة التي رسخت في ذاكرتي عن طريق الأفلام التاريخية التي تتحدث عن عظمة أرض الكنانة.
زيارتي إلى مصر كانت عندما رافقت فريق الوداد الرياضي لكرة القدم إلى القاهرة لخوض مباراته ضد الأهلي المصري، برسم دور مجموعات دوري أبطال إفريقيا، وتعذر، في تلك الفترة، أن تخصص طائرة خاصة للفريق الأحمر، ما جعل بعثة الفريق تسافر في رحلة عادية.
اختار اللاعبون والطاقم الصحفي والإداري التجمع في ذيل الطائرة، فيما حرص رئيس الفريق على حجز مقعد في «البزنس كلاص». كان الجو ممتعا في تلك الرحلة، كان اللاعب الودادي «حسين زيدون» يخشى كثيرا السفر عبر الطائرة لدرجة أن يديه ظلتا متشبثتين بالمقعد. تخال أنه سيكسره، وحتى اللحظة التي كانت أنامله تترك فيها المقعد كانت لكي يتأكد من الحزام الواقي فقط. واستغل اللاعبان سعيد فتاح ويوسف رابح هذا العامل وكانا يرعبانه طيلة ساعات السفر، فتعلو صيحات الضحك سقف الطائرة حول هذا الموقف، في حين أن مدرب الفريق في تلك الفترة، السويسري دوكاستل، كان يرمق اللاعبين بنظرة صارمة تخفي وراءها ضحكة حول الموقف.
كانت المواجهة بين الوداد والأهلي ستجرى بدون جمهور، وبالتالي كانت التغطية الإعلامية جد صعبة، كنا صحافيين قلائل رافقنا الفريق في تلك الرحلة، وهم حسن البصري من «المنتخب»، وأحمد نعيم من «الصباح»، والمصور مكاو من «البيان»، وعبد الفتاح الحراق من الإذاعة الوطنية.
الزيارة كانت جد قصيرة لم تتعد أربعة أيام، وبالتالي كان من الضروري تقسيم الوقت وفقا لما يتطلبه العمل. وبما أن المادة الخام في جميع التنقلات تكون هي الجماهير، فالأخيرة لم تكن حاضرة بحكم أن المواجهة كانت «ويكلو»، فقد فُتح المجال أمامي للتعرف أكثر على مصر، وتحديدا مدينة القاهرة العملاقة.
زرت، في بادئ الأمر، ميدان «التحرير» الذي كان، في تلك الفترة، يعج ببعض الناس وحتى الدخول إليه كان عن طريق بطاقة التعريف. أوقفني شخصان رفقة زميلي البصري واستقبلانا بغلظة: «بطاقتك يا باشا»، قبل أن يعرفا أننا من المغرب وتتغير قسمات وجهيهما من صرامة إلى لين، ويدعواننا إلى الدخول.. كنت أشم بالميدان رائحة ممزوجة بدم شهداء وعرق المناضلين وغدر «البلطجيين»، أثارتني صور لأشخاص يحمون الميدان كما لو أن الأمر يتعلق بدولة صغيرة وسط القاهرة.
خلال جولتي في ميدان «التحرير» أثار انتباهي بائع أعلام مصرية اتخذ من الميدان مكانا مناسبا لبيع بضاعته.. اقتربت منه محاولا تبيّن شكل علمين أحمرين وسط الأعلام المصرية، كنت، في البدء، أعتقد أن الأمر يتعلق بعلم الأهلي المصري لكن كلما كانت خطواتي تقترب منه كانت دقات قلبي تشتد خفقانا، قبل أن أكتشف أن العلم الموجود في ميدان «التحرير» هو للمغرب، وبردة فعل تلقائية، طلبت من البصري أن يلتقط لي صورة معه، وكنت سعيدا لدرجة أن كل من يتواصل معي عبر البريد الإلكتروني يرى تلك الصورة إلى حدود اليوم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر التي في خاطري1 مصر التي في خاطري1



GMT 10:25 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

الدفاع في الريادة

GMT 10:22 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

"وشكون عرف؟"..

GMT 15:07 2019 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

"كلمة حق"..

GMT 13:45 2019 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

منتخبات مجنونة

GMT 20:11 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تجنب الخيبات والارتباك وحافظ على رباطة جأشك

GMT 09:26 2018 الثلاثاء ,26 حزيران / يونيو

إعادة سلحفاة نادرة إلى مياه خليج السويس بعد علاجها

GMT 01:32 2014 الأحد ,27 تموز / يوليو

طريقه عمل مفركة البطاطا

GMT 08:20 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

منزل بريطاني على طريقة حديقة حيوان يثير الإعجاب في لندن

GMT 06:11 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

أسهل طريقة لإعداد مكياج رائع لجذب الزوج

GMT 00:03 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

قرار بخصوص مشروع ملكي مغربي يُربك حسابات إلياس العماري

GMT 13:59 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

هجرة "النجوم" شرًا لا بد منه

GMT 04:24 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

السجن 10 سنوات للجهادي المرتبط بمهاجمة "مانشستر أريينا"

GMT 16:31 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

فنانة صاعدة تهدد مخرج مغربي بـ"فيديو إباحي"

GMT 10:51 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنان أمير كرارة يفاجئ المعجبين بإطلالة مختلفة تمامًا

GMT 22:31 2015 الإثنين ,09 آذار/ مارس

الأزرق والأخضر أبرز ألوان المطابخ في 2015
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca