زياش الغبي

الدار البيضاء اليوم  -

زياش الغبي

بقلم - منعم بلمقدم

كلما عدت بذاكرة المراهق لاستحضار مشاهد ذلك الهدف الأنطولوجي الذي وقعه الهداف الهولندي الخالد ماركو فان باسطن في اورو 88 في مرمى العملاق السوفياتي يومها داساييف من زاوية ضيقة ومستحيلة، إلا و استحضرت معها الاعتراف لهذا المهاجم الفذ بالعبقرية والنبوغ، وهو الذي فرض علينا في صيف تلك السنة تحت قيادة رائد الكرة الشاملة رينوس ميشلز التعلق بإعجاب بالمنتخب الهولندي البرتقالي وكرته الرائعة التي كانت تصدر المتعة للعين.

وكلما استحضرت روائع ماركو فان باسطن في الزمن الذهبي للميلان رفقة مواطنيه رود غوليت وفرانك رايكارد، إلا وحضرت معها الحسرة على ذلك الزمن الذي لم يواكبه ما يواكب نجوم اليوم من صخب إعلامي وغزو إلكتروني، لأن هذا الثلاثي فاق بمسافات ما قدمه "الإيميسين" وما يقدمه "البي بي سي"، فتعلقنا بفان باسطن كواحد من المهاجمين الأساطير بلعباته الهوائية ورأسياته وكل أطرافه ولم أشك للحظة واحدة في أن فان باسطن من الممكن أن يكون غبيًا، لغاية اليوم الذي فكر فيه أن ينطق بهذه الصفة ويسقطها على اللاعب المغربي حكيم زياش.

مغاربة هولندا تصدوا لحملة مسعورة شنها الإعلام الهولندي على عدد من اللاعبين المغاربة الذين اعتنقوا مذهب الأسود على حساب عشق الطواحين، وعادوا ليذكروا فان باسطن لما تهجم ذات يوم على زياش ومارس عليه ضغوطات رهيبة مدربًا لفريقه السابق وحتى بعدما إلتحق بالعارضة التقنية للمنتخب الهولندية لمنعه من تمثيل الأسود، اليوم التاريخ يقول إن المغرب سيسافر لروسيا وسيلعب المونديال وهولندا خارج سرب الكبار ولم تقو حتى على اللحاق بالملحق الشرفي وغادرت بمهانة مجموعتها.

كان سيكون حكيم زياش الذي أضفى تألقًا خاصًا على الأسود غبيًا لو اختار هولندا وسار على نهج بوشيبة وبوستة وبولحروز وأفلاي ممن رهنوا مستقبلهم بالأراضي المنخفضة ولم يخلدوا اسمهم بالشكل اللائق في السجلات الدولية.
وكان سيحسب غباء زياش مضاعفًا لو ركب في نفس مركب مواطنه أنور الغازي الذي تعرض لذات المقلب وشرب من نفس الكأس التي شرب منها منير الحدادي وغيرهم من اللاعبين المغرر بهم لدقائق معدودات رفقة منتخبات النشأة وبعدها تطوى أسماؤهم كطي السجل للكتاب ويتم رميهم على الجانب.

اليوم حكيم زياش يعيش أميرًا في عرين الأسود وينال التقدير اللائق به وعليه تدور رحى خط الوسط وما زال ينتظر منه الكثير وهو الذي لم تتجاوز مبارياته الرسمية 15 مباراة وحصيلة أرقامه جد محترمة وتبشر بمستقبل زاهر، ومع كل الإحترام الذي ناله فان باسطن فهو اليوم مطالب بالإعتذار لحكيم زياش بعدما خسر الرهان وبعدما انتهى الحال بهولندا مقصية ومتخلفة عن 32 منتخبًا الأفضل في العالم ليفرض عليها متابعة المونديال خلف شاشات التلفاز.

ومن حق حكيم زياش أن يختال ويزهو باختياره الحكيم بعدما تصدى لكل الطوفان الذي مورس عليه وأكد للهولنديين بالتصريح تارة والتلميح أخرى أن الدماء التي تجري في عروقه حمراء وليست برتقالية، تذكرت زياش وما قاله فاسطن مقهورًا في حقه، لأني على يقين أن نقطة التحول في مسار المنتخب المغربي والطفرة التي حدثت في أدائه والذروة التي بلغها، كانت نتيجة للمصالحة التي حدثت بين رونار وزياش ولكم أن تقارنوا بين واقع الأسود قبل تواجد حكيم وكيف صار عليه الأداء بعد قدومه، لماركو فان باسطن أقول "زياش أثبت أنه أذكى منك ومن كل الهولنديين الأغبياء، وعلى أنه اختار البرتقال المغربي الذي يسبب المغص لخصومه".

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زياش الغبي زياش الغبي



GMT 13:19 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"خوكم بدون عمل"

GMT 20:05 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

فاقد الشيء لا يعطيه

GMT 20:48 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إدمان التغيير

GMT 20:16 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طاليب والحلوى المسمومة

GMT 12:48 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

"الكان" في المغرب

GMT 12:18 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 19:14 2019 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

يبدأ الشهر بالتخلص من بعض الحساسيات والنعرات

GMT 11:40 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 17:27 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 20:11 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تجنب الخيبات والارتباك وحافظ على رباطة جأشك

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 17:59 2019 الثلاثاء ,23 تموز / يوليو

تستاء من عدم تجاوب شخص تصبو إليه

GMT 11:31 2019 الجمعة ,29 آذار/ مارس

منع جمهور الرجاء من رفع "تيفو" أمام الترجي

GMT 08:41 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة وصادمة في حادث قتل الطفلة "إخلاص" في ميضار

GMT 06:39 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"بيكوربونات الصودا" حل طبيعي للتخفيف من كابوس الشعر الدهني

GMT 00:42 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

تعرف على أبرز صفات "أهل النار"

GMT 15:58 2018 الأحد ,08 إبريل / نيسان

"القرفة" لشعر صحي بلا مشاكل ولعلاج الصلع

GMT 11:49 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

توقيف صاحب ملهى ليلي معروف لإهانته رجل أمن

GMT 11:52 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

"زيت الخردل" لشعر صحي ناعم بلا مشاكل
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca