أخر الأخبار

الشركات الرياضية.. النفاذ المعجل

الدار البيضاء اليوم  -

الشركات الرياضية النفاذ المعجل

بقلم :بدر الدين الإدريسي

لغة القطع والجزم التي تحدث بها فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، لرؤساء الأندية بمختلف درجاتهم في اللقاء التواصلي الذي دعت إليه الجامعة مؤخرا بالصخيرات، وبخاصة ما ارتبط في حديثه الناري بإحداث الأندية للشركات الرياضية، مبعثها الأساس هو أن كرة القدم الوطنية لا يمكن أن تماطل كثيرا في تنزيل أحكام قانون التربية البدنية والرياضة 30 – 09، ما تعلق تحديدا بإلزام الأندية المستوفية للشروط والمستجيبة للمعايير المنصوص عليها في ذات القانون إما بإحداث شركة رياضية أو بالتعاقد معها.

إن كانت هناك من مصاحبة تلزم بها الجامعة، المواثيق الرياضية وحاجة المشهد الكروي الوطني إلى ميلاد طبيعي لا قيصري للمشروع الإحترافي، فقد جاوزت الجامعة في مصاحبتها للأندية المدى الزمني، وإن كان على السلطات الوصية على الرياضة، أن تضع مددا أو مهلات زمنية استرحامية، تعبر بالأندية المطبات التنظيمية التي يفرضها الإنتقال إلى عهد جديد تنتفي فيه الكثير من تشوهات الهواية وأعطاب قانون المنخرط، فإنها بالغت في ذلك وما عاد ممكنا استهلاك مزيد من الوقت واستنزاف مزيد من القدرات، في التحضير للعبور التاريخي، بل إنها ذهبت إلى تحفيز الأندية التي تمكنت من الحصول على الإعتماد، بمكافآت مالية مزجية لكي تبادر إلى إحداث شركات رياضية.

وعندما يصر رئيس الجامعة على عدم إطلاق البطولة الإحترافية الأولى للموسم الجديد 2019 ــ 2020 إلا وقد أكملت الأندية 16 في أجل أقصاه 20 غشت الحالي، أهليتها القانونية وأحدثت شركات رياضية أو تعاقدت معها بموجب اتفاقية يحددها المشرع بالنص، فإن ذلك معناه أن الجامعة وبخاصة رئيسها، لن يبدي أي استعداد بعد اليوم لإرجاء هذا الإنتقال ببعده الإستراتيجي إلى ما بعد بطولة هذا الموسم.

بالطبع لا أحد يريد أن نسقط مع إصرار الجامعة بمعية الوزارة الوصية على تطبيق القانون، في التسرع الذي يخرج نظام الشركات الرياضية مائلا من خيمة القانون، أو في التطبيقات السيئة لهذه المقاربة التنظيمية الجديدة التي تريد تحقيق قدر عال من الإحترافية في التدبير الرياضي للنوادي، وبحسب رجال الإختصاص الذين تحدثت إليهم في هذا الموضوع وكان فوزي لقجع في مقدمتهم لعمقه المعرفي في هذا المجال، فإن كل ما يروج له من تخويفات وتحذيرات بخصوص هذا المستجد التاريخي الذي سعت نحوه الكرة الوطنية لمدة عقدين من الزمن، لا يعدو أن يكون محاولة لذر الرماد على مشهد كروي، يريد أن ينزع في شكل ونمط تدبيره إلى ما يبيد بالكامل الصور الفجة والسيئة التي سيطرت لردح من الزمن على كرة القدم المغربية.

الشركات الرياضية كما عرفها الخبراء، نمط تدبيري جديد يستطيع أن يرفع كرة القدم بكل مكوناتها إلى درجة أولى من الإحترافية، والشركات الرياضية لا تأتي إلى كرة القدم الوطنية لتنزع عن الأندية هوياتها التاريخية أو لتقتلعها من جذورها، والشركات الرياضية في النهاية هي إطار قانوني تلجأ إليه الجمعيات الرياضية، ليفتح لها أبواب الإستثمار وليدفعها لتكون جمعيات منتجة وفاعلة في النسيج الإقتصادي، ويحميها كليا من الإستعمالات السيئة لقانون المنخرط، والذي نزعت من كينونته كل الأشياء الجميلة التي راهن عليها المشرع أول الأمر، وتحول مع السنين إلى أداة للتسلط وللتملك، بل وبات عند بعض الرؤساء الذين عفا عنهم الزمن، وسيلة للإستحواذ البشع والمطلق على الأندية بخلق برلمانات مزيفة للمنخرطين.

وللتدليل على أن قانون الشركات الرياضية لن يمحو هوية النوادي والجمعيات الرياضية، فإن المشرع لم يقل كما هو مشاع بيننا اليوم، بأن الأندية ستتحول إلى شركات رياضية، بل قال بأن الاندية المستوفية لما هو منصوص عليه قانونا، وجب عليها إحداث شركات رياضية لتدبير الفرع الإحترافي أو التعاقد مع شركات رياضية لهذه الغاية، واشترط المشرع أن تحتفظ الجمعيات والنوادي الرياضية بما لا يقل عن ثلث الأسهم.

وكما أن إحداث شركات رياضية من طرف الأندية سيتيح أمامها نمطا جديدا للتدبير، يفتح بكل احترافية أبواب الإستثمار في مرجعيات النادي وفي إرثه التاريخي ورأسماله البشري، فإنه أيضا سيعجل بخروج المسيرين الفاقدين للأهلية وغير المتطابقين مع المرحلة من المشهد الكروي الوطني لوجود موانع وعوارض فكرية وذهنية يستحيل مواصلة العمل معها في الوسط الإحترافي. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشركات الرياضية النفاذ المعجل الشركات الرياضية النفاذ المعجل



GMT 10:25 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

الدفاع في الريادة

GMT 10:22 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

"وشكون عرف؟"..

GMT 15:07 2019 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

"كلمة حق"..

GMT 13:45 2019 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

منتخبات مجنونة

GMT 22:42 2021 الإثنين ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

المديرية العامة للأمن الوطني تفتتح مدرسة للشرطة في طنجة

GMT 18:57 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

وفاة سيدة اختناقًا أثناء استحمامها في مدينة أغادير

GMT 18:12 2017 الثلاثاء ,10 كانون الثاني / يناير

سُحب كثيفة واستمرار الطقس البارد والزخات المطرية في المغرب

GMT 14:14 2022 الجمعة ,14 تشرين الأول / أكتوبر

البرلمان المغربي يٌطالب بـ"اللباس الوطني" أمام الملك

GMT 10:13 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار ديكور لتصميم مداخل الفلل

GMT 21:11 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

أحمد العوضي يتحدث عن حياته الخاصة قبل التمثيل

GMT 23:20 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

إعادة تشغيل السكة الحديدية الثانية بين القنيطرة وسلا

GMT 13:04 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تقديم مجموعة غوتشي ماقبل خريف ٢٠١٨ من وحي طابع سينمائي

GMT 02:56 2017 السبت ,14 كانون الثاني / يناير

كريم طابو يعلن عدم وجود معارضة حقيقية في الجزائر

GMT 22:49 2017 الأحد ,08 تشرين الأول / أكتوبر

هيرفي رونار يضم بدر بولهرود إلى المنتخب المغربي

GMT 06:10 2012 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

إعادة فتح معبر كرم أبو سالم بعد إغلاق دام 5 أيام

GMT 22:58 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

وداعاً فيديل.. الثوريون لا يموتون .. كوبا بين الأمس واليوم

GMT 12:59 2017 الخميس ,26 تشرين الأول / أكتوبر

شخص يقتل صديقه في جلسة خمرية في مراكش

GMT 18:07 2016 الأربعاء ,08 حزيران / يونيو

الحمل خارج الرحم و كيفية علاجه
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca