رحيل السطاتي المدرب الأنيق

الدار البيضاء اليوم  -

رحيل السطاتي  المدرب الأنيق

بقلم - بدر الدين الإدريسي

ودعت اليوم الخميس 29 مارس 2018، أسرة الرياضة الوطنية وتحديدًا عائلة كرة القدم المغربية رجلًا من أغلى وأثمن الرجال وإطارًا تقنيًا وتربويًا من أنجب وأكفأ الأطر التقينة التي مرت بتاريخ كرة القدم الوطنية، ودعنا جميعًا السيد عبد الله السطاتي الذي يمثل لوحده زمنا غير قصير من الأزمنة الجميلة لكرة القدم، كيف لا والرجل ملأ في إبانه الأرجاء بصدى عمله الإحترافي كمؤطر رفيع المستوى، وقبلها بإبداعاته كلاعب نجح في تصميم تجربة إحترافية ناجحة بنادي بوردو الفرنسي.
نجم ولد من رحم الأحياء

على غرار أقرانه، إنطلق عبد الله السطاتي للحواري ليعقد قرانه بالكرة المستديرة ليودعها أحلامه وطموحاته وليغذي شغفه، وهناك ظهرت بوادر الإبداع في أدائه، ما جعل عيون الكشافة تترصده لتنقله إلى كرة القدم النظامية، وكان الوداد البيضاوي هو أول فريق لعب له عبد الله السطاتي في الفترة ما بين 1952 و1953، والمثير أن الطول الفارع لعبد الله السطاتي وأيضا لياقته البدنية الكبيرة وحسه الجمالي في الأداء مكنه من مزاوجة الأدوار بمهارة عالية، إذ تقلب بين المراكز الدفاعية والوسطية وحتى الهجومية مبديًا مهارة لا توصف.
تجربة رائعة مع بوردو

بعد الوداد البيضاوي سينضم عبد الله السطاتي لنادي الراسينغ البيضاوي الذي كان وقتذاك من الفرق الطلائعية بالمغرب، كان ذلك في موسم 1953 و1954، وقد تقلب بين مركزي الظهير الأيسر ووسط الميدان.

ولم يكن الأداء المبهر لعبد الله السطاتي ليمر من دون أن يلفت إليه الأنظار، إذ سينجح نادي بوردو الفرنسي في خطف هذه الموهبة المغربية سنة 1955.
مع بوردو قضى عبد الله السطاتي 8 سنوات لعب خلالها ظهيرا أيسر ووسط ميدان ومهاجم.

بداية المسار التدريبي
وبعودته للمغرب سينضم عبد الله السطاتي للمغرب الفاسي لاعبا ومدربا سنة 1964 آخر موسمه كلاعب، وانطلقت المسيرة التدريبية الأسطورية، من وجدة مع المولودية الوجدية التي أشرف على تدريبها في الموسم الرياضي 1965-1966، ثم أشرف في الموسم الموالي على تدريب النهضة السطاتية، قبل أن ينصب من قبل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم مدربا لمنتخب الأمل المغربي سنة 1968.

أحد صانعي ملحمة مكسيكو 70

وبطلب من المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني، سيتولى عبد الله السطاتي سنة 1968 إلى جوار غي كليزو تدريب الفريق الوطني، وقد تزامنت فترة إشرافه تلك على تدريب الفريق الوطني مع دخول أسود الأطلس تصفيات كأس العالم 1970.

وسينجح السطاتي بمعية كليزو في تحقيق حلم المغاربة بالتأهل لنهائيات كأس الععالم مكسيكو 1970 لأول مرة في تاريخ كرة القدم الوطنية، بعد أن نجح الأسود في إقصاء كل كبار القارة الإفريقية.

وحتى بعد أن أسند تدريب الفريق الوطني لليوغوسلافي فيدنيك، إلا أن عبد الله السطاتي حافظ على منصبه كمساعد للناخب الوطني، ليكون بالفعل واحدا من صناع ملحمة مكسيكو 70.
وواصل السطاتي عمله داخل الإدارة التقنية للجامعة مشرفًا على الفريق الوطني بعد رحيل فيدنيك، إذ سيرافق الإسباني باريناغا في رحلة التأهل لأول مرة إلى الألعاب الأولمبية 1972 بميونيخ.

مسار تدريبي بخصوصيات كثيرة

وبحلول سنة 1973 سينهي عبد الله السطاتي مشواره مع المنتخبات الوطنية ليعود لتدريب الأندية الوطنية، وقد أشرف تواليًا على تدريب الإتحاد الرياضي القاسمي والوداد البيضاوي والجمعية السلاوية وشباب المحمدية والرجاء البيضاوي، كما شغل مهمة مدير تقني لكل الأندية في الموسم الكروي 2005 و2006.

ويظل من أكبر إنجازاته على صعيد الأندية أنه أسهم مع المرحوم عبد الحق القدميري في تتويج نادي المغرب الفاسي بلقب البطولة الوطنية في الموسم الكروي 1964-1965، وكان المغرب الفاسي أنذاك مشكلا من طابور من كبار النجوم والدوليين، الأبيض، مولاي ادريس، جنان، السادني وبوطيب.
مدرب على خلق

وكما تشهد مسيرته كلاعب هاو ومحترف على علو الكعب ودماثة الأخلاق والإحترام الكبير للمنافسين، فإن مسيرته كمدرب ومؤطر حفلت بالكثير من المواقف الإنسانية الرفيعة، إذ كان من الحريصين جدا على أن تتقدم الأخلاق على كل شيء، وهو ما ترك له مكانة رفيعة في تاريخ كرة القدم الوطنية يذكره بها كل من جايلوه كلاعبية وكل من تواى تدريبهم وتأطيرهم.
رحم الله عبد الله السطاتي وجعل مثواه جنان الفردوس وجازاه الله خيرًا عما أسداه لكرة القدم الوطنية.

 


 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحيل السطاتي  المدرب الأنيق رحيل السطاتي  المدرب الأنيق



GMT 13:19 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"خوكم بدون عمل"

GMT 20:05 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

فاقد الشيء لا يعطيه

GMT 20:48 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إدمان التغيير

GMT 20:16 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طاليب والحلوى المسمومة

GMT 12:48 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

"الكان" في المغرب

GMT 09:43 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

أناقة خبير الرياضيات فيلاني تتغلّب على أزياء ماكرون

GMT 02:38 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أحمد عمور يُعلن خفض ديون "أليانس" للتطوير العقاري

GMT 07:01 2018 الخميس ,26 إبريل / نيسان

تعرفي على اتيكيت التقديم وفنونه المختلفة

GMT 09:22 2017 السبت ,28 كانون الثاني / يناير

تعديلات مبهرة في سيارة لامبورغيني "Aventador S"

GMT 07:43 2015 الإثنين ,23 آذار/ مارس

أقراص الكوسا والجبن

GMT 00:05 2015 الإثنين ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تضيء أهرامات الجيزة بالعلمين الفرنسي والروسي

GMT 04:31 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

قلة تناول "أوميغا 3" يؤدي إلى ضعف السلوك الاجتماعي

GMT 23:23 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

وفاة سائح فرنسي اصطدمت دراجته بحافلة في مراكش
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca