هربنا برشا

الدار البيضاء اليوم  -

هربنا برشا

بقلم - المهدي الحداد

قيمة السيادة ولذة السعادة وطعم التتويج، يكون أحلى وأجمل بكثير حينما يتحدث عنك الآخرون ويقفون لك رافعين القبعات، وحينما يخرس المنتقذون والحساد عاجزين عن إيجاد الكلمات، وبعدما يزيد من إحترامك أولئك الذين كانوا يعتقدون بغطرسة أنهم في مجرة والبقية في مجرة أخرى.
 ما يحدث حاليا وما تعيشه الكرة المغربية من إزدهار وسمو وإرتقاء غير مسبوق، يثير بشكل كبير غيرة العديد من الدول الإفريقية والعربية التي تعترف بأن الوقت الراهن هو وقت المغاربة في الساحة الكروية، وتشهد سرا وعلنا أن المغرب بصدد إكتساح أخضر إفريقيا ويابسها، بعدما أدمن المباريات النهائية ودخل في علاقة حب عنيفة مع البوديوم.
 لن أحصي الألقاب المهمة والإنجازات الرائعة التي حققتها في السنوات الأخيرة المنتخبات والأندية الوطنية في مختلف البطولات والمسابقات، ولن أقف عند التتويج الحلو والمستحق للرجاء قبل أيام بكأس السوبر الإفريقي من قلب العاصمة القطرية الدوحة، ولن أستبق الأحداث القادمة التي قد تزيد المغاربة عظمة في حال تتويج الوداد بالنجمة الثالثة وتحقيق نهضة بركان أو حسنية أكادير للمعجزة، لكن ما حُصد يكفي ليجعلنا رسميا من بين أفضل 3 دول إفريقية تتسيد القارة خاصة في منافسات الأندية.
المصريون يهللون بنا، الجزائريون يفتخرون بنا، التونسيون تعقّدوا من جهتنا، أفارقة جنوب الصحراء يروننا في الكوابيس كوحوش لا ترحم، وهذه حقيقة شهادات من أصدقاء وزملاء من خارج المملكة، يجمعون أن إنتفاضة كرة القدم المغربية جاءت هوجاء وشاملة، من نيابة رئاسة الكاف والتحكم في غرفة القيادة، إلى نجاح قياسي وباهر للفرق المحلية وعودة الروح والسمعة الدولية للفريق الوطني.
 تربطني علاقة صداقة ببعض الصحافيين التونسيين الذين لا يترددون في كل مرة في الإعتراف لي بأن المغرب وصل إلى مرتبة رائدة وبعيدة جدا عن كل الدول الإفريقية، وأن البون شاسع حاليا بين المغاربة والجيران فيما يخص البنيات التحتية والإستراتيجيات الكروية والآفاق المستقبلية، وأستحضر هنا ما قاله لي المدرب التونسي نبيل معلول قبل أزيد من عام حينما حاورته بالدوحة، وقال بنبرة دهشة ممزوجة بالحسرة: «المغرب هْرب علينا برشا، ولا مجال للمقارنة بيننا وبينكم حاليا، نحن نعاني ونحاول الصمود رغم ذلك، والمغاربة يسيطرون ويحصدون نتائج العمل والتخطيط، هنيئا لكم بما تحققونه والكل يحسدكم على ما وصلتم إليه.»
 الأوروبيون هم أيضا يعترفون ويحترمون أكثر من أي وقت مضى المغاربة منتخبا ومحترفين وأندية، ولنا في التصريحات والمقالات الغزيرة عن أسود الأطلس وأسود العالم خير الأدلة، كما أن الشهرة والسمعة تجاوزت البحار وبلغت أمريكا اللاتينية وأستراليا، دون إغفال الدول الخليجية التي يحكم بطولاتها وأنديتها النجوم المغاربة بصواريخهم العابرة للقارات.
 كل إفريقيا والعرب يتمنون أن يكون لديهم نصف الوداد والرجاء، وربع جمهورهما العالمي، ويحلمون بأن يملكوا لاعبين أمثال زياش وحكيمي يرسمون اللوحات في أجمل المسارح الأوروبية، وهدافين كحمد الله والعرابي يجعلون الخليج بأكمله مدرجا يهتف بإسمهم، ويتطلعون لتشييد ملاعب فاتنة كجواهر أكادير ومراكش وطنجة، وغيرها من إنفرادات وإنجازات تجعل مغرب الكرة ريادي فريد بجميع النكهات.
 هو سبق، هو هروب، هو رجوع لحكم إفريقيا، هو واقع للنشوة وغد للتأكيد والتخطيط، هو مسؤولية جسيمة لتطوير الذات وتعزيز المكتسبات، فالقمة ثقافة وإدمانها واجب.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هربنا برشا هربنا برشا



GMT 10:25 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

الدفاع في الريادة

GMT 10:22 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

"وشكون عرف؟"..

GMT 15:07 2019 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

"كلمة حق"..

GMT 13:45 2019 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

منتخبات مجنونة

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 19:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 15:38 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

انفراجات ومصالحات خلال هذا الشهر

GMT 04:11 2016 الخميس ,20 تشرين الأول / أكتوبر

تقنية جديدة تظهر النصِّ المخفي في المخطوطات القديمة

GMT 13:52 2016 الأحد ,20 آذار/ مارس

كريم طبيعي مزيل لرائحة العرق

GMT 08:47 2016 الإثنين ,11 كانون الثاني / يناير

البامية للوقاية من الأمراض المستعصية والاكتئاب
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca