التكناوتي والزنيتي وشياطين المجالس

الدار البيضاء اليوم  -

التكناوتي والزنيتي وشياطين المجالس

بقلم - منعم بلمقدم

وأنت تتحاور مع أنس الزنيتي تجده يحملك بصوته المنخفض لعوالم الظلم والحكرة والشعور بالدونية، ويستحيل عليك أن تقنعه أن كل شيء قسمة ونصيب. ليقين الفتى أنه لم ينل حقه مع الفريق الوطني بفعلة فاعل..

حين  يحدثك أنس يقوم باستحضار أرقام الكفاءة ومعطيان الجودة ويخبرك بعدد «الكلين شات» والمرات التي حافظ فيها على نصاعة مرماه، وعديد الألقاب التي تحصل عليها  وصادرها رجال جمارك الفريق الوطني؟

يحملك لانفراد رائع بلقبين لكأس العرش مع فريقين مختلفين ومثليهما لكأس الكاف واحد باللون الأصفر والثاني أخضر ويترافع باسم «الشان» الذي لم يرفع له شأن.

أنس الذي تعرفت عليه فتى طافح الحماس بفاس لما كان يتأبط قفازات احتياطي حراس النمور الصفر، وما زلت أذكر ما قاله لي أستاذ تكوين الحراس «باكتوم» أو عبد الحق الكتامي يومها «تذكر معي هذا الفتي سيكون له شأن كبير في حراسة المرمى يملك غرينطا غريبة تفوق سنه».

اليوم لا أجد حرجا في أن أشرح للزنيتي باسم المنطق والعدل أمرين هامين، وهو أن يقبل بالأمر الواقع الذي لا ترتفع فوقه قياسات التعاطف التي يدندن له بها بعض من شياطين المجالس، الأمر الأول أن هذا زمن بونو والمحمدي اللذان يحلقان في الليغا ويستحيل علميا وفيزيائيا وبكل أشكال العلوم الأخرى، تصور أن لا يحرس اليوم مرمى الأسود من يقف في وجه ميسي وبنزيمة وسواريز وغريزمان في الليغا.

والأمر الثاني هو أن لا يتحول لدون كيشوط يحارب طواحين الهواء ويتخيل الجميع أعداءه أو يحاربونه وهكذا يوحي له بعض من المفتنين سامحهم الله.

 من بين هؤلاء المفتنين الذين نفخوا في جمر الفتنة من ساق الزنيتي لمقارنات شيطانية مع التكناوتي، وحين أقول شيطانية فإني أقصد ما أقول، لأنهم يضعون حارسين لفريقين غريمين موضع مقارنة هذا أولا، وثانيا لأن التكناوتي كان يحضر وهو شاب يافع لتداريب الماص يوم كان الزنيتي يدافع عن عرينها بطلا، ليحتكم أنس لنوسطالجيا الماضي الذي يعيد أمامه مشاهد التكناوتي وهو يجمع له الكرات حين كان يتواجد في تداريب النمور ليتقدم عليه اليوم.

 وحين يترك الزنيتي مرماه ويتوجه لكاميرات التلفزة ويتحاور مع شخص مجهول أو معلوم، ويرد عليه بأنه هو السبايدرمان وليس غيره، فهنا يكبر اليقين أن الزنيتي فعلا سقط في فخ من تسلطوا على مهنة الصحافة وعاكسوا نبل رسالتها.

شخصيا أعرف الزنيتي منذ سنوات ولا صلة لي بالتكناوتي الذي حاورته مؤخرا، وهالني بالفعل فكر ونضج حارس الوداد واتزانه الذي لا تخفيه أكوام الطموح الجارف التي يحملها في صدره ليصبح الأول في إفريقيا قريبا.

 ومع ذلك فإني بالواقعية أولا والتجرد من كل تعصب ثانيا، أجد أني ملزم بمنح أفضلية آنية وحالية للتكناوتي على الزنيتي لأسباب يتداخل فيها السن والمردود ونسبة التطور وهامش التحسن وكذا المستقبل.

ولا أعتقد أن الزنيتي يقبل بأن يسافر مثلا لمصر ليكون الحارس الثالث للأسود، مكررا ما فعله في دورة جنوب إفريقيا مع الطوسي، إلا أن هذا الدور يليق بالتكناوتي الذي يصر في حواره أنه مستعد لمواصلة التعلم ويسكنه هاجس اكتشاف أجواء الكان كما اكتشف أجواء المونديال.

هو نفسه المنطق الذي يقول أن التكناوتي قد يمثل حارس الأسود الأول في مونديال الدوحة إن شاء الله إن واصل بنفس وتيرة التطور، وبه يجب أن يكون صاحب أولوية الحضور في «الكان» لأننا بهذا الشكل سنستثمر في خبرة حارس المستقبل وهو ما لا يتوفر في الزنيتي الذي تخطى حاجز الثلاثين.

لا تروق لي المقارنات الفارغة في الطول والقامة والمورفولوجية ولا من يلعب بقدميه أفضل وغيرها من التفاصيل السخيفة كما يستحضرها بعض المهرنطين الذين يزيدون الخل حموضة بين الإثنين، أنا أنطلق من البراغماتية والمصلحة العليا لقفازات الأسود والتي تدلني على من يستحق أن يكون سفير البطولة في مصر وهو التكناوتي .

أن لا يحضر الزنيتي في الكان فهذا لا ينقص من قيمته شيئا، وإن كان قد ظلم ففي زمن مضى وليس الآن. هذا عصر بونو جدار جيرونا وحراس الوداد من الزاكي لعزمي مرورا بفوهامي والجرموني ثم لمياغري والخروبي ثم التكناوتي وكلهم في مصادفة غريبة حضروا آخر نسخ الكؤوس الإفريقية. 

 

عن صحيفة المنتخب المغربية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التكناوتي والزنيتي وشياطين المجالس التكناوتي والزنيتي وشياطين المجالس



GMT 10:25 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

الدفاع في الريادة

GMT 10:22 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

"وشكون عرف؟"..

GMT 15:07 2019 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

"كلمة حق"..

GMT 13:45 2019 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

منتخبات مجنونة

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 19:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 15:38 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

انفراجات ومصالحات خلال هذا الشهر

GMT 04:11 2016 الخميس ,20 تشرين الأول / أكتوبر

تقنية جديدة تظهر النصِّ المخفي في المخطوطات القديمة

GMT 13:52 2016 الأحد ,20 آذار/ مارس

كريم طبيعي مزيل لرائحة العرق

GMT 08:47 2016 الإثنين ,11 كانون الثاني / يناير

البامية للوقاية من الأمراض المستعصية والاكتئاب
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca