مرسي يتحدى شعبه

الدار البيضاء اليوم  -

مرسي يتحدى شعبه

أكرم علي

في يوم الخميس 22 من تشرين الثاني/نوفمبر، تداول المصريون على شبكات التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية أنباء عن إصدار الرئيس محمد مرسي، قرارات قيل إنها "ثورية" وسوف تثلج قلوب المصريين، واعتبرها البعض قرارات "مصيرية" وظل الشعب ينتظر وينتظر وينتظر حتى يجد ما يسر قلبه من قرارات تعيد السير مجددا على خط الثورة، وحان الوقت ليهل على الشعب المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية، ليعلن قرارات لم تمر على تاريخ مصر  من قبل. ولأول مرة وبعد انحياز عدد كبير من المصريين للرئيس محمد مرسي بعد فوزه، وبعد خطابه الشهير في ميدان التحرير، شقت قرارات الرئيس مرسي الصف بعد الثورة، وأصبحت البلاد على حافة صدام أهلي، ولاسيما بعد حرق مقر الإخوان المسلمين في الإسكندرية والسويس وعدد من المحافظات أيضا حسب قول شهود العيان. الأمر لم يقف عند ذلك فحسب وإنما اتخذت القوى السياسية قرارا بالاعتصام في ميدان التحرير للدعوة إلى إسقاط هذا الإعلان الدستوري الجديد، ولم تكن معارضته لقدوم نائب عام جديد، لكن قرارات التحصين وعدم الطعن على أي قرارات من قبل الرئيس ومنح نفسه سلطات لم يتخذها أي رئيس مصري من قبل. أتوقع أن الاستمرار في الاعتصام من قبل القوى السياسية وممارسة التصعيد ضد جماعة الإخوان، ورفض هذه القرارات، مع إعلان حالة العصيان المدني، ربما تجبر الرئيس محمد مرسي على العدول عن قراراته الخاصة لتحصين مجلس الشورى والجمعية التأسيسية لصياغة الدستور، وإلغاء الإعلان الدستوري بعد الطعن والمراقبة على القوانين، كما قال من قبل الرئيس مرسي أنه لن يستخدم حق التشريع إلا في أضيق الحدود. المؤشرات من وجهة نظري تأخذنا إلى تراجع الرئيس محمد مرسي بعد لقاءات مكثفة مع قيادات مكتب الإرشاد داخل جماعة الإخوان المسلمين، خاصة إذا تصاعدت حدة المعارضة، وأدت إلى الهجوم على مقرات الإخوان في القاهرة وباقي المحافظات أيضا، وقتها سيقرر الرئيس محمد مرسي إلغاء الإعلان الدستوري على الفور، والعدول عن قراراته. الشيء الآخرـ الذي لم يلتفت أحد إليه هو إمكانية تأثير قرارات الرئيس مرسي على القرار النهائي لصندوق النقد الدولي، بشأن إقراض مصر لتمويل عجز الموازنة وتؤدى إلى تراجع الصندوق عن إقراض مصر بـ 4.8 مليار دولار. وأعتقد أن هذه القرارات تؤثر سلبًا على الاستثمار الحالي، والبعض قد يخرج من السوق المصري إلى أسواق أخرى توجد بها استقرار سياسي وأمني، ويأتي ذلك مع التحذيرات الدولية من الاتحاد الأوروبي مثلاً، والأمم المتحدة، والتي تثير قلق إدارة صندوق النقد الدولي ويدفعها إلى العدول عن قراراتها. فأتمنى أن يفكر الرئيس المنتخب محمد مرسي جيدا في الأمر من كافة الجوانب الداخلية والخارجية، والنظر لمصلحة مصر وشعبها أولا قبل النظر لمصلحة جماعته التي ينتمي إليها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مرسي يتحدى شعبه مرسي يتحدى شعبه



GMT 01:00 2022 الإثنين ,14 آذار/ مارس

بعد أوكرانيا الصين وتايون

GMT 11:30 2021 الإثنين ,20 كانون الأول / ديسمبر

عطش.. وجوع.. وسيادة منقوصة

GMT 21:38 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

GMT 07:46 2019 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

مزوار: اذكروا أمواتكم بخير !

GMT 00:19 2019 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

اليمن والحاجة لإعادة إعمار القيم

GMT 11:33 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يَموت حقٌّ لا مقاومَ وراءَه

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 19:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 15:38 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

انفراجات ومصالحات خلال هذا الشهر

GMT 04:11 2016 الخميس ,20 تشرين الأول / أكتوبر

تقنية جديدة تظهر النصِّ المخفي في المخطوطات القديمة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca