ترويع النّاس واغتيال راحتهم بالمفرقعات ظاهرة يفترض اجتثاثها!

الدار البيضاء اليوم  -

ترويع النّاس واغتيال راحتهم بالمفرقعات ظاهرة يفترض اجتثاثها

حنا ميخائيل سلامة نعمان

لأنَّ إطلاق المفرقعات قد أخذ بُعدًا ترويعيًا فاق البُعد الضوضائي، الذي كان ولم يزل يغتال راحة الناس ويقضّ مضاجعهم، ويبعث القلق في نفوسهم، فمن الأهمية إعطاء هذه "الظاهرة السلبية"، بكل ما تعنيه هذه الكلمة، الاهتمام الرسمي مع اتخاذ الإجراءات العاجلة لاجتثاثها من جذورها، وليس لِفزْعة أيامٍ فحَسْب كما جرت العادة، حيث تعوَّدنا أن تستكين لفترة ثم تعود الأمور أسوء من سابق عهدها وبطرائق مُسْتحْدَثة! واعترفُ أنْ لم يكن في نيَّتي الكتابة عن هذه الظاهرة، التي أبى قلمي معاودة الكتابة فيها، بعد أن كان جرى في ثلاثة مقالات كانت نُشرت على مراحل في هذه الصفحة من الرأي الغراء، لولا إصراري عليه تسطير مقالٍ رابع، عسى تنفتح الأعين هذه المرَّة وننتهي من هذه الظاهرة غير الحضارية والمُنفِّرة إلى غير عودة!

 إنه لخطأ الاعتقاد أنَّ إطلاق المفرقعات ذات الأصوات المُدوِّية، أو حتى ما هو أخّف منها، يندرج تحت مُسمَّى الَّلعِب الصِّبيانيّ أو التَّسلِّي الشَّبابي، فالَّلعِب والتَّسلي لا يكون بإلحاق الضرر بالناس عن قصدٍ وتصميمٍ، ولا يكون بإلقاء تلك المفرقعات ذات الأصوات العالية المُخيفة على الشوارع والطرق، وبين أرْجُل المُشاة والمَارَّة في الأحياء السكنية ودَخلاتها وأدراجها، لاسيّما غير المزودة بالإنارة، حيث ترتفع إثر ذلك صَرَخات الفَزَع والجَفَل والاستغاثة.

 ولا يدخل تحت مسمَّى اللّعِب والتَّسلي إلقاء المفرقعات بين السيارات على جوانب الأرصفة، كما يحدث، أو المصطفَّة في كراجات العمارات، بما تحمل هذه الممارسة من مخاطر ليست خافية على أحد.

 ولا نحْسَب من باب الَّلعب أو التسلي إلقاء المفرقعات من فوق أسوار العمارات وإلى داخل باحات البيوت، حيث تُسْمَع صرَخاتُ هلعٍ ورُعبٍ من السكان الآمنين.

 وتستمر هذه الممارسات، التي أصِّرُ هذه المرَّة على القول أنها مقصودة، إلى ما بعد منتصف كل ليلة، فتنتزع سكينة الناس وراحتهم، وتسلِب النوم عن أطفالهم، وتمنع الطلبة من التركيز على دروسهم، كما وتهزّ المرضى على أسِرَّة شفائهم، سواء كانوا في بيوتهم أو في المستشفيات.

 فإلى متى الصمت، وإلى متى تترك تلك الفئات المستهترة تعتدى على حقوق الناس؟ وإذا كانت الحكومة قد منعت استيراد المفرقعات، ومنعت استيراد الألعاب النارية الخطيرة، فهل تهبط علينا من الفضاء هذه البضائع الممنوعة، أم أنها تُهرَّب بدهاء وذكاء؟ أم أنها- ولا حرج في السؤال- تُدْخَل بطريقة رسمية وتحت بنود التفافية معينة؟.

 ومن حقنا أن نسأل أيضاً: كيف تتوفر تلك المفرقعات في بعض أسواق تِجارة الجملة، والكثير من البقالات والدكاكين، ونخص بالذكر المنزوية في الأحياء السكنية، وتكون أنواع المفرقعات مركونة في زوايا المحال داخل كرتونات أو أكياس تمويهية، حيث يتم بيعها لأشخاصٍ محددين، ليقوموا بالتالي بتصريفها وبيعها داخل الأحياء دون الإشارة لمن زوَّدهم بها؟.

 وعلى ما سبق فمن الضرورة أن تُعيد الجهات المعنية النظر، فتكشف مواقع الخلل، وتضبط إجراءاتها، وتراقب الأماكن التي تتعامل بتلك المواد، وتُجري التفتيش بجدِّية، وليس لجولة صباحية ثم القول "كل شيء تمام التمام!".

 ولا بُد من ربط المتاجرين بالمفرقعات بكفالاتٍ وضمانات، ذلك أنَّ مصادرة المتوفر لا تكفي لردع أيّ شخصٍ توارى شرش الحياء عن جبينه.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترويع النّاس واغتيال راحتهم بالمفرقعات ظاهرة يفترض اجتثاثها ترويع النّاس واغتيال راحتهم بالمفرقعات ظاهرة يفترض اجتثاثها



GMT 01:00 2022 الإثنين ,14 آذار/ مارس

بعد أوكرانيا الصين وتايون

GMT 11:30 2021 الإثنين ,20 كانون الأول / ديسمبر

عطش.. وجوع.. وسيادة منقوصة

GMT 21:38 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

GMT 07:46 2019 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

مزوار: اذكروا أمواتكم بخير !

GMT 00:19 2019 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

اليمن والحاجة لإعادة إعمار القيم

GMT 11:33 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يَموت حقٌّ لا مقاومَ وراءَه

GMT 12:18 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 19:14 2019 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

يبدأ الشهر بالتخلص من بعض الحساسيات والنعرات

GMT 11:40 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 17:27 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 20:11 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تجنب الخيبات والارتباك وحافظ على رباطة جأشك

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 17:59 2019 الثلاثاء ,23 تموز / يوليو

تستاء من عدم تجاوب شخص تصبو إليه

GMT 11:31 2019 الجمعة ,29 آذار/ مارس

منع جمهور الرجاء من رفع "تيفو" أمام الترجي

GMT 08:41 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة وصادمة في حادث قتل الطفلة "إخلاص" في ميضار

GMT 06:39 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"بيكوربونات الصودا" حل طبيعي للتخفيف من كابوس الشعر الدهني
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca