الدارالبيضاء - شيماء عبد اللطيف
أرجع الفنان المغربي محمد الدرهم، عضو المجموعة الغنائية "جيل جيلالة" نجاح أغاني الفرقة إلى صدق الكلمة، وارتباطها مع المشاعر والواقع، فضلاً عن بعدها من أي زيف، أو تملق لجهاز ما، مشيرًا إلى أنّها صادرة من عمق المعاناة، وانتظارات شعب بأكمله. وأوضح الدرهم، في حديث إلى "المغرب اليوم"، أنَّ "المجموعة الغنائية كانت تتغنى لتحتج على الأوضاع الثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية"، مشيرًا إلى أنَّ "تألق المجموعات الغنائية يرجع بالأساس إلى ارتباط أعضائها بالمسرح، الذي يعتبر الدرس الأول في الصدق، سيما أنَّ الجمهور لا يتعاطف مع الفن غير الصادق، حتى وإن تضمن إبداعًا". وبيّن المغني المغربي أنّ أغنية "الواجبة"، التي كتبها ولحنها أخيرًا، هي إسهام منه في النهوض بثقافة حقوق الإنسان في البلاد، لاسيما أنّها تتحدث عن الحق في الكرامة والاحترام، مشدّدًا "على أهمية دور الإبداع في توعية الناس، وتعريفهم بحقوقهم"، لافتًا إلى أنّ "الأغنية تؤكّد حق الإنسان في معرفة حقوقه، والمطالبة بها، ووجوب التزامه بالواجبات الملقاة على عاتقه". وأكّد أنّ "مشكلة الأغنية المغربيّة، والمشهد الثقافي والفني ككل، تكمن في غياب ميثاق وطني، واستراتيجية ثقافية فنية شاملة"، مبيّنًا أنّه "طالب النقابات الفنية، والإئتلاف المغربي للثقافة والفنون، بإرساء استراتيجيّة تدعم الفن". واعتبر الدرهم انتخابه لمنصب رئيس الائتلاف المغربي للثقافة والفنون بمثابة "مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتقه"، مشيرًا إلى أنّ "الائتلاف يهتم بكل ما يهم الفنان، ويدافع عنه، بغض النظر عن طبيعة الانتماء، كما أنّه يساهم في تقنين وتأطير مهنة الفنان في المغرب، وتحصينها من الدخلاء، والمسيئين للفن". يذكر أنّ الفنان محمد الدرهم هو أحد مؤسسي مجموعة "جيل جيلالة"، التي ظهرت عام 1973، وحقّق معها شهرة واسعة، إلا أنه انفصل عنها أخيرًا، وواصل مشواره الفني بشكل فردي، حيث أصدر العديد من الأعمال الفنية، من أبرزها أغنية "يا اللي غادي وتكلم"، و"زارع الريح"، و"ايلا ضاق الحال"، التي أدّاها الدرهم في ألبومه المنفرد، إضافة إلى ألبومه الأخير "الساكن".