آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

"قصيدة النثر والتفات النوع" معالجة فى مفهوم الشعر

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  -

قصيدة النثر والتفات النوع"
القاهرة _ المغرب اليوم

يطرح الناقد الكبير د.علاء عبد الهادى رؤيته النظرية حول الشعر فى كتابه "قصيدة النثر، والتفات النوع: دراسة فى النوع الشعرى" الصادر فى طبعته الثانية فى دار نشر أفكار البحرينية.عالج عبد الهادى فى هذا الكتاب مفهوم الشعر من خلال علاقات الشعر بأضلاع أربعة هي: "النثر، والسرد، والمعنى، واللعب"، وامتنع فى هذا الكتاب عن معالجة مفهوم الشعر من خلال حدوده، ذلك لأن الحدّ فى الشعر تاريخي كما يقول، ويقوم على الاتفاق الاجتماعي، ولا يوجد ما يمنع أن يتغير هذا الاتفاق حول مفهومه إلى اتفاق غيره، إذا ما دعم ذلك واقع موضوعي إبداعى جديد.

 
يقول "علاء" فى مقدمة كتابه، يتوافر فى واقعنا الثقافى في العقود الثلاثة الأخيرة عددا مؤثرا من النصوص النقدية الصغرى المتداولة حول قصيدة النثر، فى شكل قوالب "كليشيهات" تحمل في طياتها أحكامًا، التصقت بموضوعات أدبية، وبقضايا شعرية مهمة يتداولها مجموعة من المثقفين والنقاد "على السماع" - كما يقول الموسيقيون - دون تمحيص، أو مساءلة، تبدو كأنها حقائق، تتداولها الألسنة، في المقاهي والصحف، وفي منتدياتنا الأدبية، وتجمعاتنا الثقافية، وقد خلق شيوع هذه القوالب، وتحولها إلى فلكلور نقدي، لو صحت التسمية، حالة من الاحتراب القائم على سطحية الفهم، والنفي المزدوج بين المتخاصمين.
 
و ينطلق الكتاب من دراسة الشعر من خلال ثلاث علاقات: العلاقة الأولى هى علاقة الشعر بالنثر، تناولها في الفصل الأول من خلال مبحثين الأول هو "علاقة الشعر بالنثر"، والثانى هو "الشعر فى النثر".
 
ويقدم المؤلف رؤيته فى الفصل الثانى حول علاقة الشعر بالسرد، ومفهومه عن الكتلة النصية، كما يقدم تنظيره الخاص عن "النص التشعبي" مقدما تنظيرا جديدا عن المصطلح البلاغي العربى "الالتفات"، بعد اشتغاله على النوع وانتقاله من مستوى جزئى إلى آخر كلى، كما قدم قراءة متأملة عن سمات ما بعد الحداثة الشعرية.
 
وفي الفصل الثالث يقدم الدكتور علاء عبد الهادى، دراسة مستفيضة حول الشعر والمعنى، مشتبكا مع قصيدة الهايكو اليابانية، ومع نظرية النظم لعبد القاهر الجرجانى، فى مبحث يفترض بالتطبيق على قصيدة لا يملك المتلقى العام موقفا نقديا حاسما تجاهها وهى قصيدة الهايكو اليابانية أن هناك مشيرا شعريا يرتبط بالمعنى في كل نص شعرى ولا يرتبط بشكل اللغة والإيقاع فحسب، وهذا ما يتعلق بقدرة المتلقى على البحث عن هذا المعنى بصفته مشيرا إلى النوع الشعرى، وفى الفصل الأخير يعالج الفن واللعب، ومعالجا على المستوى الفلسفى علاقة اللعب بالشعر.
 
في نهاية كتابه يشير المؤلف إلى نوعان من الشعراء، نوع يضنيه اهتمامه باصطياد حركة لا تتوقف، وآخر منشغل بالتقاط الجميل في سكونه، تتسم معظم القصائد المكتوبة في شعرنا العربي المعاصر بما تتسم به جماليات زهرة ساقطة، انقطعت عن حياتها، الزهور الساقطة فحسب هي التي قالت كلمتها الأخيرة، أما الزهور الموصولة، المتروكة لأيدي الهواء، لجدلها مع الريح، لمصادفة ميلها الأخاذ، ولحريتها في الانحناء، فتتكتم كلمتها الأخيرة دائمًا، على الضفة الأخرى من النهر قلة من أدباء بنَّائين، يهتمون بخلق تربة تعيش فيها نصوصهم، يكتبون في بنية مفتوحة، هجينة، محملة بالتفاتاتها، ترنو إلى التجدد، من خلال اللعب، يصعب استهلاكها، والتخلص منها - بعد ذلك - لأنها تظل جديدة دائمًا، تنتظر شريكها الإيجابي الفاعل "متلقى النص".

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قصيدة النثر والتفات النوع معالجة فى مفهوم الشعر قصيدة النثر والتفات النوع معالجة فى مفهوم الشعر



GMT 11:50 2021 الثلاثاء ,26 تشرين الأول / أكتوبر

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 18:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 08:12 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

أويلرز يفوز على مونتريال في دوري هوكي الجليد

GMT 05:03 2017 الأربعاء ,27 أيلول / سبتمبر

شخص ملثم أضرم النار داخل مسجد فجر الاربعاء

GMT 17:08 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

"المغرب اليوم" يكشف عن أجر "جون سينا" في" التجربة المكسيكية"

GMT 06:44 2018 الأربعاء ,26 أيلول / سبتمبر

"كالابريا" أحد كنوز إيطاليا الخفية عن أعين السائحين

GMT 01:14 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

مرتجي يؤكد استعداد الأهلي إلى "حدث تاريخي"

GMT 06:21 2018 الإثنين ,02 تموز / يوليو

أحلام تهتف باسم الملك وتُغني للراية الحمراء

GMT 20:38 2018 الأربعاء ,06 حزيران / يونيو

"شعبي نايت لايف" حفلة ضخمة للطرب في عيد الفطر
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca