آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

"حلم لرجل نصف نائم" تسجيل أدبي للحياة الاجتماعية اليومية

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  -

دمشق - سانا

يحاول الكاتب عبد الحسين الغراوي من خلال مجموعته القصصية "حلم لرجل نصف نائم" الصادرة عن دار أمل الجديدة للطباعة والنشر تقديم نماذج بشرية وإنسانية مختلفة عبر الغوص في فضاءات الإنسان الواسعة والبحث في متاهاتها وإيجابياتها وسلبياتها. يبدو الكاتب مهتما بحياة الناس وظروفهم الاجتماعية والإنسانية ففي قصته الأولى حلم لرجل نصف نائم يغوص الغراوي في تفاصيل حياة رجل حزين أفقدته الحرب الدائرة في سورية كل ما بناه في حياته فبدا تائها بين الحسرة على ما مضى ومحاولة إيجاد طريقة لاستمرار الحياة والأمل بالمستقبل. وفي قصة عازف عند الطلب يسهب الغراوي في الحديث عن الغربة وتأثيراتها على الحالة النفسية للإنسان وكيف يمكن للظروف الصعبة أن تغير مسيرة حياة شخص كان يمكن أن يصبح فنانا مهما فتحول إلى عازف في مقهى صغير. وتأتي قصص الغراوي مغرقة بتفاصيل الحياة اليومية حتى لكأنها تبدو رصدا أو توثيقا أدبيا للواقع الذي يعيشه فقد جعل شخوصه يتحركون ضمن المدينة المقيم فيها جرمانا ويتنقلون ضمن شوارعها ومحلاتها بمسمياتها الحقيقية. ويقترب الغراوي في قصصه من معاناة الأطفال الذين هجرتهم المجموعات الإرهابية المسلحة فيغرق في توصيف تشردهم وفقرهم مبرزا تعاطفه معهم كما في قصة "وجوه من صفيح". ورغم الطابع الواقعي التسجيلي الذي اتسمت به مجموعة الغراوي القصصية إلا انه لم ينس أن يعرج على الحب والمشاعر الإنسانية فكتب قصته مع "كاتيا" الفتاة الجميلة التي جمعته معها أجمل المشاعر والأحاسيس ومسحت عنه هموم الغربة والآلام فجاء حبها له وكأنه إكسير حياة ينعش قلبه التعب. ويستمر الغراوي في رصده تفاصيل حياة المجتمع حوله فيروي في "قصة بيت واطئ السقف" تفاصيل حياة أم عانت الفقر والترمل ولكنها قاومت ظروف الحياة الصعبة حتى تتمكن من تربية أولادها بعزة وكرامة وكيف زادت الحرب من فقر هذه العائلة وألمها. كما لم يغفل الغراوي الغوص في حياة الرجل الشرقي ومخاوفه ونظرته للمرأة والحب كما ظهر في قصتي "سونيا والوجه الآخر للحب" و"خاتم لرجل يخاف الزواج" حيث ركز على ضياع الرجل بين أحلام الحب الرومانسية و المخاوف الاجتماعية المحيطة بالزواج . وكان من اللافت في مجمل المجموعة القصصية أن الغراوي انتقى ألفاظه بعناية شديدة فجاءت بسيطة وسهلة ومستوحاة من الحياة اليومية دون أن يظهر فيها أي تكلف حتى وصل إلى خلق علاقة حميمية بين نصه والمتلقي. يذكر أن الكاتب عبد الحسين الغراوي تولد البصرة عضو اتحاد الكتاب العرب في العراق حاصل على شهادة تقديرية وجائزة شرف من جامعة لاهاي العالية للصحافة والإعلام صدر له عدد من المجموعات القصصية من أبرزها "أزهار ذلك اليوم الجنوني، حب آخر لكارنيكا، وحيد يسافر القمر، النهر يحرس البنفسج، هؤلاء هم أنا".

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حلم لرجل نصف نائم تسجيل أدبي للحياة الاجتماعية اليومية حلم لرجل نصف نائم تسجيل أدبي للحياة الاجتماعية اليومية



GMT 04:55 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

إصابة عبد العالي المحمدي لا تدعو إلى القلق

GMT 02:01 2017 الخميس ,15 حزيران / يونيو

جميلة عوض تنتهي من تصوير دورها في "لا تطفئ الشمس"

GMT 20:36 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

رجل أمن يخنق زوجته وينام بجوار جثتها 3 أيام

GMT 09:44 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

كيلى جينر ترفع شعار "الأمومة مش سهلة"

GMT 13:51 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

قصات رالف أند روسو تعرض قصات من وحي الأميرات

GMT 03:10 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

محكمة بريطانية تفرج عن سيدة متهمة بالتطرف لرعاية أطفالها

GMT 02:11 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

9 أفلام يتنافسون على شباك التذاكر في موسم منتصف العام

GMT 09:18 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

20 درهمًا لمتابعة ديربي الشمال الأربعاء

GMT 06:27 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

ساندرا تشوي تبحث أحدث صيحات الموضة مع "جيمي تشو"
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca