آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

"محلك سر" الحياة على حافة الجنون

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  -

القاهرة - وكالات

يتحرك السرد الروائي في أحدث أعمال الكاتبة المصرية سمر نور 'محلك سر' بين أزمنة وأماكن مختلفة في رحلة بحث يخوضها الرواي داخل ذاكرة فتاتين صديقتين منذ الطفولة. وتلجأ الفتاتان إلى تلك الرحلة لتخطي لحظات اغتراب داخل مدينة لم تغادراها طوال حياتهما، فتطاردان لحظات وأماكن من ماضيهما، وتكشفان عن مساحات الخيال فى الذاكرة. بين قوسين من تمني الجنون وتحققه يتابع قارئ الرواية مصائر الطبقة الوسطى في مصر من منذ اغتيال الرئيس المصري الأسبق أنور السادات وعلى مدى ثلاثين عاما، من خلال صداقة تجمع الفتاتين، ليصل إلى أن الزمن توقف ويراوح مكانه، حيث تبدأ الرواية من خرابة رجل مجنون، وتنتهي بما يشبه 'التخريب' للمجتمع. واختارت الكاتبة سمر نور أن تطل على هذه الفترة عبر وعي يتنامى للطفلتين 'لمى' و'صوفي'، وهما تتشابهان في بعض الملامح النفسية، وإن كانت ذاكرة لمى التي تعيش حلم يقظة ممتدا 'أكثر تعقيدا'. أما ذاكرة صوفي، فهي 'أقرب إلى لوحة تشكيلية' تتيح للقريب منها فرصة التأمل، ولكنه سيكتشف أنها 'مراوغة'، وتقترب من التعقيد أيضا. وتبدأ الرواية بمراقبة لمى أربعة أعوام للشارع عبر الشرفة، وتتحدث عن 'سيد' المقيم في خرابة، وهو رجل تولى تربية إخوته، ثم أصيب بالجنون بعد أن طردوه 'مثلما ألقى أبناء يعقوب بأخيهم يوسف في البئر'. وتشكل الأساطير عن سيد المجنون أمنية للطفلة لمى وهي في السادسة، حيث تقول لصوفي إنها تحب حين تكبر أن تصير مجنونة. وبعد ثلاثين عاما سيكون الواقع المعقد كفيلا بتحقيق هذه الأمنية، وإن اتخذ الجنون القديم صورة كوابيس أو هوس يدفع البطلة للعودة إلى 'خرابة سيد' لإخراج الطفلة التي كانتها من الذاكرة التي تشكل عبئا عليها. ولا يتحقق الجنون الذي توقعته لمى وهي طفلة، ولكنه سيكبر ويتسع لتشمل دائرته قطاعا كبيرا من الناس، الذين يخفون جنونهم وراء ابتسامات، أو عبر ممارسة أدوار الوصاية على أخلاق الآخرين. والرواية -التي نجحت في التعامل مع فترة زمنية معقدة- حاولت البعد عن الصخب السياسي، إلا أنها لم تخل من تأملات فلسفية ووجودية على لسان أبطالها، ومنها 'النوم صنو الموت، حالة من الموت المؤقت في بعض الفلسفات' و'إننا ندفن أسئلة الماضي حين ندور مثل التروس في ماكينة لا نملك مفاتيحها، فتظل علامات الاستفهام رابضة في العمق، لكنها تأخذ أشكالا متعددة'. وتعد رواية 'محلك سر' التي صدرت في القاهرة عن 'دار النسيم للنشر والتوزيع' العمل الثالث لسمر نور بعد مجموعتين قصصيتين، وهي تقع في 187صفحة متوسطة القطع، منها عشر صفحات تضم عشر لوحات تشكيلية موازية لشخوص الرواية، للتشكيلية المصرية حنان محفوظ.

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محلك سر الحياة على حافة الجنون محلك سر الحياة على حافة الجنون



GMT 12:18 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 19:14 2019 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

يبدأ الشهر بالتخلص من بعض الحساسيات والنعرات

GMT 11:40 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 17:27 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 20:11 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تجنب الخيبات والارتباك وحافظ على رباطة جأشك

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 17:59 2019 الثلاثاء ,23 تموز / يوليو

تستاء من عدم تجاوب شخص تصبو إليه

GMT 11:31 2019 الجمعة ,29 آذار/ مارس

منع جمهور الرجاء من رفع "تيفو" أمام الترجي

GMT 08:41 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة وصادمة في حادث قتل الطفلة "إخلاص" في ميضار

GMT 06:39 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"بيكوربونات الصودا" حل طبيعي للتخفيف من كابوس الشعر الدهني
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca