آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

أكدت على ضرورة مواجهة الأزمة من خلال جوانب تنظيمية وصحية اقتصادية

"تيزي باريس" تقترح ميثاقًا اقتصاديًا لمواجهة تداعيات وباء "كورونا" في المغرب

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  -

تيزي باريس
الرباط - الدار البيضاء

أصدرت مبادرة طارق بن زياد "تيزي باريس"، وهي منظمة تضم قادة شبابا وباحثين وجامعيين مغاربة، تحليلاً للوضع الراهن الذي يواجهه المغرب جراء تفشي فيروس كورونا المستجد، يتضمن استشرافا لما يجب العمل عليه في مرحلة ما بعد الجائحة.

وعنونت المبادرة تحليلها بـ"ميثاق اقتصادي تضامني"، أكدت من خلاله ضرورة العمل على مواجهة الأزمة الحالية على ثلاثة جوانب تنظيمية وصحية واقتصادية؛ يركز الجانب الأول على إبطاء تفشي الفيروس من خلال تقييد الحركة، ويعتمد الجانب الصحي على تأهيل وإدارة النظام الصحي، وللجانب الاقتصادي اقترحت المبادرة مخطط حماية اقتصادية.
توقعات التحليل تشير إلى أن الأزمة الحالية ستترتب عليها عواقب متعددة على عدد من قطاعات الإنتاج؛ "فعلى المدى القصير، توجد 4 ملايين وظيفة في خطر، ما يعني أن التأثير الاقتصادي والاجتماعي سيكون قوياً لأن الأمر يهدد 30 إلى 40 في المائة من العمال، خصوصاً في المناطق الحضرية".
وتوجد على رأس القطاعات الأكثر تضرراً التجارة، وشركات البناء والأشغال العمومية، والسياحة والنقل والخدمات اللوجستيكية، والنسيج، والسيارات والطيران. وهذا ينتج عنه انخفاض حاد في مستوى التصدير، إضافة إلى تأثر قطاع "الأوفشورينغ".
أما بالنسبة للأسر، فإن التأثيرات ستشملها مع انخفاض دخل المهن الحرة وتوقف نسبة مهمة من الأجراء عن العمل، ناهيك عن انخفاض التحويلات المالية من المدن إلى القرى. والشيء نفسه ينطبق على تحويلات مغاربة الخارج في إطار عملية التضامن الأسري.
وأشارت "تيزي باريس" إلى أن هذا الوضع سيؤثر على الدولة أيضاً من خلال انخفاض الضرائب المرتبطة بالاستهلاك وضرائب القيمة المضافة والضريبة على الدخل، ناهيك عن انخفاض استثمارات الدولة في القطاع الإنتاجي.
مخاطر كبيرة
يعتقد معدو التحليل أن "كوفيد-19" سيترك بصمته في الأشهر المقبلة من خلال أربعة مخاطر رئيسية، أولها إفلاس الشركات، وثانيها زيادة انعدام الأمن الاجتماعي.
أما على المستوى السياسي، فيمكن أن تظهر توترات اجتماعية قبل سنة 2021 الحاسمة، في إشارة إلى الانتخابات التشريعية المقررة، وهو ما قد يضطر الدولة إلى اعتماد حالة الطوارئ وتعليق العمليات الانتخابية للتعامل مع الوضع.
الخطر الرابع، حسب تيزي باريس، يتمثل في احتمال وقف الأداءات إذا استمرت الأزمة الحالية لفترة أطول، لأنه لا يوجد إجماع عملي إلى حد الساعة على توقع مدة الوباء حتى ولو كانت الأخبار الآتية من الصين إيجابية.
ولمواجهة هذا الوباء، نفذت العديد من البلدان خطط حماية اقتصادية. وقد بادر المغرب إلى إحداث لجنة يقظة اقتصادية، ناهيك عن التعبئة القوية التي رافقت صندوق تدبير جائحة كورونا الذي جمع تبرعات ومساهمات ناهزت 25 مليار درهم، ستضاف إليها 10 مليارات درهم أخرى.
وفي الدول الأوروبية، أحدثت صناديق خاصة في كل من فرنسا بقيمة 45 مليار يورو، وإيطاليا بـ35 مليار يورو، وإسبانيا بـ117 مليار يورو، وألمانيا بـ300 مليار يورو، وإنجلترا بـ12 مليار جنيه استرليني.
إجراءات مستعجلة
يسعى "الميثاق الاقتصادي التضامني" المقترح من طرف "تيزي باريس" لتحقيق أربعة أهداف رئيسية؛ أولها الاستمرار في تعبئة الموارد العامة والخاصة على نطاق واسع لمواجهة فيروس كورونا المستجد، مع ضرورة تقييم هامش المناورة المتاح للدولة على المدى القصير.
وبالإضافة إلى ما سبق، يدعو خبراء "تيزي باريس" إلى إنشاء شبكات أمان اجتماعية للأسر الأكثر هشاشة في القطاعين الرسمي وغير الرسمي لمنع حدوث أزمة وتوترات اجتماعية. ويقدر عدد الأسر الفقيرة بحوالي 2 مليون أسرة، أي ما يعادل 8 ملايين شخص، ضمنهم العاملون لحسابهم الخاص.
وترى المبادرة أن الفئة سالفة الذكر تستحق مساعدات مباشرة مع حد أدنى من الدخل حتى نهاية الوضع، ووقف أداء القروض الاستهلاكية والعقارية، وتوفير الخدمات الأساسية لها بشكل مجاني، كالماء والكهرباء على سبيل المثال.
وأوصى الخبراء في هذا الصدد بالاستهداف على أساس السجل الاجتماعي الموحد لتوفير دخل تضامني لا يقل عن 500 درهم شهرياً لحوالي 2 مليون أسرة، على أن يرتفع المبلغ إلى 2000 درهم لفترة تتراوح ما بين 3 إلى 6 أشهر في حالة نجح الصندوق في حشد مساهمات مالية مهمة.
أما الهدف الثالث للميثاق الاقتصادي التضامني، فيتمثل في الحفاظ على النسيج الاقتصادي بأي ثمن، أي المقاولات المتوسطة والصغيرة، والعاملين لحسابهم الخاص بشكل رسمي، والقطاعات الأكثر تعرضاً للضرر، مثل السياحة وقطاع السيارات.
في حين يركز الهدف الرابع على ضمان استمرارية القطاعات الأساسية، وهي الصحة والفلاحة والتغذية، والاستعداد في حالة إطالة أمد الوباء لأسوأ السيناريوهات على المديين المتوسط والطويل لضمان قدرة الدولة على الأداء بحلول نهاية عام 2020، مع تقييم التأثير على التكاليف والإيرادات.

قد يهمك أيضا : 

خالد الفالح يُؤكّد أنّ هجمات منشآت النفط عرّضت أمن الإمدادات للخطر

 الفالح يكشف عن مشاريع طموحة بين روسيا والسعودية

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تيزي باريس تقترح ميثاقًا اقتصاديًا لمواجهة تداعيات وباء كورونا في المغرب تيزي باريس تقترح ميثاقًا اقتصاديًا لمواجهة تداعيات وباء كورونا في المغرب



GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 05:15 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

"جدران من الحدائق" أحدث ديكورات غرف النوم في 2019

GMT 21:16 2018 الثلاثاء ,18 أيلول / سبتمبر

سامح الصريطي يناشد بالدعاء للفنانة نادية فهمي

GMT 15:51 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

العربي القطري يتوج بكأس السوبر لكرة اليد

GMT 17:10 2012 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يوافق على إعارة كونان إلى هجر السعودي

GMT 13:26 2014 الإثنين ,08 أيلول / سبتمبر

حنان الإبراهيمي ترزق بطفلة اختارت لها اسم صوفيا

GMT 22:03 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

"Cupra" تطلق أول سياراتها الكروس أوفر

GMT 04:16 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أم تستفيق بين أحضان طفلها بعد 23 يومًا من الغيبوبة

GMT 02:34 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح ديكورات منزل أكثر جمالًا في خريف 2018

GMT 13:24 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

شريف يتدرب بقوة للمشاركة مع القلعة الحمراء
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca