آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

القوات الحكومية السورية تستخدم "القصف المزدوج" لاستهداف المدنيين

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - القوات الحكومية السورية تستخدم

سعيد المصري في الدفاع المدني السوري وابنه يحيي
دمشق ـ نور خوام

هرع عامل الإنقاذ المتطوّع سعيد المصري، إلى موقع التفجير في بلدة سقبة في الغوطة الشرقية التي يسيطر عليها المتمردون، وحين وصل إلى سيارة الإسعاف أدرك أن الشارع الذي يقطن فيه تم قصفه، ثم أدرك أنه بيته، وكان ابنه يحيى، الذي يبلغ من العمر 3 أشهر وزوجته داخل المنزل، حيث علّق على الحادثة "لا استطيع وصف المشهد، رأيت العديد من الأطفال تحت الأنقاض، وكنت في إنتظار ابني الذي أنجبته بعد 4 أعوام".
القوات الحكومية السورية تستخدم القصف المزدوج لاستهداف المدنيين

وانتظر الزوجان وقتا طويلا لإنجاب طفل آخر، بعدما توفيت ابنتيهما بعد الولادة بوقت قصير، ودون تفكير توجه إلى منزله، وثم صعد الدرج، ووجد ابنه ينزف وسط الزجاج المحطم، وزوجته تصرخ، ونقل يحيى إلى المستشفى، وعاد المصري إلى مكان الحادث لمساعدة الجرحى الآخرين، ويعدّ المصري متطوعًا مع "الخوذ البيضاء"، وهي مجموعة تقوم بعمليات البحث والإنقاذ تحت الأنقاض بعد قيام الحكومة السورية وحلفائها بغارات جوية وتفجيرات في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، وبكاميرات معلقة على الخوذ، يوثقون لحظات الحسرة والضيق في جميع أنحاء البلاد.

ويقع نحو 400 ألف مدني تحت الحصار في الغوطة الشرقية منذ عام 2013، وشهدت أسوأ هجوم كيميائي منذ بدْ الحرب في عام 2011، حين قُتل نحو ألف شخص عندما قصت الحكومة السورية المنطقة بغاز السارين، وتصاعد العنف في المنطقة خلال الشهور الثلاثة الماضية مع استعداد الحكومة لشن هجوم بري على الغوطة الشرقية، وقد قٌتل أكثر من 500 شخص في الغوطة الشرقية خلال الأيام الثمانية الماضية، مما أدى إلى إدانة العالم لما حدث، حيث وصفه الأمين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس، بأنه جهنم على الارض.

ويعيش المصري وغيره في المدينة، على الرغم من علمهم أن منازلهم ربما تدمر في أي يوم، حيث قال المصري " عائلتي في المنزل، ولكن في كل ثانية أتوقع شن غارة جوية، وربما يموت زوجتي وطفلي ووالدي"، وقتل 10 متطوعين من الخوذ البيضاء في سورية خلال الشهر الماضي، بينهم اثنان في الغوطة الشرقية، ونصفهم في ما يعرف بالضربات المزدوجة، حيث قصفت طائرة منطقة ثم عادت لمهاجمتها مرة أخرى بعد وصول عمال الإنقاذ، وأصيب 8 متطوعين بجروح في الغوطة بينهم اثنان في هجوم مزعوم بالكلور مساء الأحد.

وتعرّضت الجماعة، المعروفة أيضا باسم الدفاع المدني السوري، إلى حملات تشويه على الإنترنت أجراها المتصيدون الذين يتهمونها بأنها مرتبطة بتنظيم "القاعدة"، لكن واصلت الجماعة العمل في مناطق خارج سيطرة الحكومة، وإنقاذ المحاصرين تحت الأنقاض بعد الغارات الجوية الحكومية.

وقال نائب رئيس المنظمة، منير مصطفى، إن جميع المتطوعين في الغوطة تم تعبئتهم ويعملون كل يوم، ومع ذلك لا يمكننا مواكبة القصف الذي يوصف بالهستيري، ويحدث بكل أنواع الأسلحة "، مضيفًا "أنّ النظام يستخدم غارات مزدوجة مما يؤدي إلى جرح المتطوعين وقتلهم"، وأدانت جماعات حقوق الإنسان مرارا وتكرارا استراتيجية الضربات المزدوجة، واستخدامها لإيقاع أكبر عدد من الضحايا.

وصدر قرار مجلس الأمن الدولي الذي يطالب بوقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا في جميع أنحاء البلاد بالاجماع يوم السبت، ولكن الرئيس الأسد وحلفائه الروس وإيران واصلوا الهجوم تحت ستار محاربة المتطرفين، وقتل أكثر من 20 شخصًا في الساعات الـ 36 الأولى التي تلت صدور القرار الذي كان من المفترض أن يدخل حيّز التنفيذ دون تأجيل، وبدلا من ذلك، وفي إشارة إلى تدخل موسكو في الشؤون السورية، استبدل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، القرار باقتراحه الخاص بـ"التوقف الإنساني" عن القتال يوميًا من الساعة 9 صباحًا إلى 2 مساء، ولكن الاقتراح الروسي لم يوقف العنف.

وقال عامل إنقاذ آخر "إن النظام السوري وحلفائه الروس يواصلون محاولة تدمير هذا المجتمع"، مضيفًا "بعد اتفاق الأمم المتحدة، استخدموا أسلحة لم تستخدم في الأيام الماضية، استخدموا الكلور، والفوسفور، ووقعت مجازر جديدة، كان هناك أطفال ونساء لم يتمكّن الدفاع المدني من انتشالهم من تحت الأنقاض، وهناك أجزاء من أجسادهم  في الشارع، بجانب الدم المسال في الشوارع، لا أستطيع أن أقول أي شيء إلا اللعنة على العالم كله، واللعنة على كل شيء، الله معنا، وهو الحامي".

 

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القوات الحكومية السورية تستخدم القصف المزدوج لاستهداف المدنيين القوات الحكومية السورية تستخدم القصف المزدوج لاستهداف المدنيين



GMT 03:36 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

تعرفي على أهم صيحات المكياج لشتاء2018

GMT 17:04 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 05:48 2018 الثلاثاء ,10 إبريل / نيسان

أفضل الطرق لتثبيت مساحيق التجميل على البشرة

GMT 14:35 2016 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

بودريقة يثير غضب الناصيري وجماهير الوداد البيضاوي

GMT 18:36 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 12:35 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

عشرات القتلى جراء حريق داخل مستشفى في كوريا الجنوبية

GMT 04:55 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

الفنانون الذين فارقوا الحياة خلال عام 2017

GMT 11:09 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

الطقس و الحالة الجوية في الريش

GMT 23:31 2014 الإثنين ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

بيتزا الجمبري

GMT 12:44 2016 الخميس ,21 إبريل / نيسان

اهم فوائد النعناع

GMT 18:35 2017 الخميس ,21 أيلول / سبتمبر

أبرز 10 سيارات "SUV" حاضرة في معرض فرانكفورت 2017

GMT 23:40 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

ربيع فايز يحصد ذهبية في بطولة أميركا المفتوحة للرماية

GMT 05:36 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

الافصاح عن عطر جاسمن نوار المبهر من بولغاري
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca