آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

كشف لـ"المغرب اليوم" أن الوضع الحالي أصبح سيئًا جدًا

هادي مرعي يؤكد أن الصحافين أداة ملاك القنوات من سياسيين

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - هادي مرعي يؤكد أن الصحافين أداة ملاك القنوات من سياسيين

رئيس مركز القرار السياسي للدراسات في العراق هادي جلو مرعي
بغداد – نجلاء الطائي

في ظل تصاعد حمى الخلافات السياسية والاحتقان الواضح بين مكونات الشعب العربي على خلفية تطورات سياسية، وتحولات في المنظومة شرق الأوسطية، وفي ظل التمدد الغربي الواسع في المنطقة والتزاحم الإقليمي، الذي يرجح كفة الصدام على الوئام، والتنابذ بدل التسامح فإن التنبؤ بمستقبل الدولة العراقية في ظل هذه التأثيرات لا يبدو ميسرًا إلا في حدود ضيقة للغاية.

وتحدث رئيس مركز القرار السياسي للدراسات في العراق هادي جلو مرعي وفق معطيات المرحلة وما خلفته التحولات الهائلة، التي طبعت العالم والمنطقة بسلوك سياسي وعقائدي مختلف ليصف جملة من  التطورات التي يمكن أن تؤدي بالعراق إلى أن يكون ساحة للتجاذب والصدام، ويرسم صورة لما يمكن أن يكون عليه واقع الدولة العراقية في الفترة المقبلة مالم يحتكم العراقيون إلى عقد اجتماعي جديد يقرب المكونات العرقية والمذهبية، ويجمعها على نقاط مشتركة لتجنب الفوضى والتقسيم.

وكشف أن الإعلام العراقي مضطرب ملتهب مشتت غائب بحضور المغترب، يبحث عن فرصة ليحاكي الحداثة فيعود الى الوراء دون هوادة، هناك إعلاميون وصحافيون وكتاب وحركة لكنها ليست واثقة، الصحافيون والإعلاميون في بلدنا يعملون في مؤسسات ناقلة لما يريده ملاك تلك القنوات من سياسيين ودينيين وطائفيين وقوميين وتجار، وحتى لصوص كبار يملكون وسائل إعلام مبتزة.

أضاف: "المادحون كثر يبحثون عن فرصة، أو مال وهم موجودون يستخدمون الأساليب التقليدية البالية، لكن الرداحين هم الذين يكونوا جزءًا من حزب، أو سلطة، أو جماعة فيتغنون بها ويطبلون ويزمرون ويرقصون بطرق فاضحة، الخبر وحده لا يغني خاصة حين يكون الناس يعرفون به مسبقًا، والحاجة أكثر للتنوير في وسائل الإعلام، نحن بحاجة إلى صناعة مختلفة وإلى توجيه الناس فهم يعانون من التضليل والعمى المتراكم؛ بسبب الكم الهائل من الأخبار البائسة، وهذه مهمة تقع على عاتق الصحفيين والإعلاميين المنصفين والمتمكنين من وعيهم وذواتهم ولا يعانوا من العقد النفسية والاضطرابات.

تابع: "أنا أستخدم الكوميديا الزرقاء، تجاوزت السوداء، بعد أن خلطتها بعدة ألوان أنتجت زُرقة قاتمة، أحيانًا أسخر في مقال أو في عبارة أطلقها وفي داخلي حريق، أنا لست ساخرًا لكني أسخر كثيرًا، ربما أتصنع، أو أمثل دور الساخر، بإمكاني العودة إلى المقال لأعرف ماذا كنت أريد وأعني لكني لن أعود بصدق، فأنا أعرف لوعتي المرة على أشياء كثيرة، في الحياة، في الذكريات، في الألم الذي يعانيه غيري، في كل معاناتي اليومية، وفي وجعي الذي عرفته عندما فجرت ثورة تنويرية في داخلي منذ الصغر وبسببها لم أعد أتحمل، أو أصبر، أو أتجاهل فصرت أبكي لكل ألم، وعلى كل أحد يعاني حتى لو كان يكرهني ويود التخلص مني.

ووجه تساؤل "هل هي الوصفة التي يمكن أن يتم من خلالها شفاء المريض؟ أم هي الرصاصة التي تطلق عادة على حصان كسرت ساقه في سباق شاق، وتسمى رصاصة الرحمة؟، مضيفًا: " لا أعرف تحديدا، ولكنها خيارات مطروحة على طاولة البحث والنقاش في بلد لايبدو أن مهندسي السيارات المفخخة، والأحزمة الناسفة، والعبوات اللاصقة، وكواتم الصوت لديهم النية في التخطيط لهندسة أشياء أخرى كهندسة الحدائق، ومدن الألعاب والمستشفيات، ودور رعاية الأطفال والمصارف والملاعب والساحات العامة والطرق، هي مهنة إذن اختلط فيها الحابل بالنابل، وجرت إليها أبرياء الناس، ووحوشهم، وأوجدت مساحة لمجموعات بشرية، وتكتلات سياسية لتكون حاضرة في الميدان حد التهريج ،والصراخ دون جدوى، ودون فهم من المتلقي الذي لم يعد يميز بين الألعاب النارية والمفرقعات وبين أصوات الإنفجارات، ودوي صفارات الإنذار والسيارات المفخخة".

وأكد أن الكثير من "الزناة" يحكمون العالم، في شؤون الدين والسياسة والاقتصاد، الصحافة في حقيقتها امراه زانية كالتي وصفها باولو كويلو في رائعته "الزانية" الإعلام نتاج علاقة محرمة أحيانا، وهناك شكل منه جاء بطريقة شرعية لكنه معتل ولم يتلق رعاية صحية كافية، مضيفًا: "لم يبق سوى التقسيم، ولماذا ؟ ففي بلد يرفض أبناؤه التعايش إلا في ظل غلبة طرف على آخر، لا يكون متاحًا للديمقراطية أن تنتعش، وفي بلد فقد سلطة المركزية والدكتاتورية بمعنى الحزم لا التسلط، لا يكون من الحكمة المداومة على الانتظار بينما الناس تقتل، والمجموعات التي تكفر على هواها، وتحتل مناطق بكاملها تستعد لتحويل المنطقة إلى غابة، وتنشر الفكر المتطرف على هواها، وإذن فلا حل سوى باختيار التقسيم وليذهب كل إلى شأنه وليتقاتل إن شاء في ميدانه.

وأشار إلى أن الجيل الذي سبق 2003 جيل مأفون، نتج عنه جيل منافق، نمتلك أجيالا من الصحافيين الباحثين عن المنافع والمكاسب الخاصة، حتى لو كان ذلك سببًا في انحرافهم وغياب أي مشروع للمستقبل، متابعًا: "قد يكون الفساد سببا في هتك الدولة العراقية وهتك الإعلام فيها، لكننا نعول على الصحافيين الأحرار وهم اليوم في الساحة".

وأشار إلى أنه أحيانًا يتمنى أن يضع رأسه على كتف امرأه، أو في حجرها، أو على صدرها، مضيفًا: "نعم للعراق حصة، لكن الغصة سببها الثقافة الواعية التي جعلتني أتحسس الألم في كل مكان وأشعر إن حياتي فاشلة لأن فقيرًا في الجوار، أو جائعا أعرف إنه موجود لكن أين، وطفلا ينام بلا أمل، الإيرانيون ليسوا بدوا مثلي، هم يفكرون في إيران، وليس في العراق، قد يرون إن هذا البلد مكانًا ملائمًا للنفوذ والهيمنة، ومماحكة العرب والتنكيل بهم، لكنهم يحلمون بالإمبراطورية، وليس بالدولة الشيعية، والدولة الشيعية قائمة وتكبر وتتوسع خلال العقود المقبلة وستفاجئ العالم".

وأكد أن الصحافي واحد من الناس له مالهم وعليه ماعليهم، يمتزج بهم ويعيش ويرتكب الحماقات ومسؤوليته لا تتعدى بالضرورة مسؤولية الآخرين، فالشعراء والكتاب والمدونون يعملون بطريقته، الصحافي ينقل النور الذي يصنعه هؤلاء المختلون الذين نسميهم مثقفين، وصدام كان يحكم دولة هي العراق ، فإذا قلنا إن العراق سقط مع صدام، فهذا بلد لا يستحق الاحترام لأن الدول أكبر من حكامها، مشيرًا إلى أن الإعلامي اليوم هو خليفة لذلك الإعلامي المأزم والخائف.

وأوضح أن أميركيا سيدة العالم وداعش كصبي عند معلمة في خان الخليلي، حُررت الأنبار قبل الذهاب إلى الموصل والسيطرة عليها، الموصل نهاية دراماتيكية، والآنبار في القلب، وهو قلب معتل، وإقليم كردستان هتك الدولة العراقية، وهو يستعد لخوض حروب مع السنة والشيعة ليسيطر أكثر ويقضم أكثر، والأكراد يفكرون في مصالحهم الخاصة ولديهم رغبة في دوام تهتك الدولة العراقية وضعفها واستنزافها إلى النهاية، والأكراد فرحوا بتنظيم داعش لكنهم فوجئوا بحماقتها ونوع الخرافة التي تتحكم فيها، كانوا يعتقدون إن بغداد ستستسلم، لكن داعش خدمت بغداد بغبائها وتوجهت إلى آربيل ولو ركزت على هدفها بإسقاط الحكم لكان الكرد سعداء باجتياحها لبغداد.

وأوضح أن الدكتاتورية وضيق الأفق، أسقطت بغداد في يد الأميركيين، حينها انفتحت كل الأبواب واكتشفنا إن كثيرًا من العراقيين مختلون ويملكون صفات الجشع والحقد والكراهية والتحزب والإقصاء، مؤكدًا أن  خصمه هو الإعلامي المزيف، والسياسي المأفون، والموظف اللص، وأن العراق بلاد صعبة تنتج الرجال، فحول الرجال، أنا فحل في الصحافة.

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هادي مرعي يؤكد أن الصحافين أداة ملاك القنوات من سياسيين هادي مرعي يؤكد أن الصحافين أداة ملاك القنوات من سياسيين



GMT 12:18 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 19:14 2019 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

يبدأ الشهر بالتخلص من بعض الحساسيات والنعرات

GMT 11:40 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 17:27 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 20:11 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تجنب الخيبات والارتباك وحافظ على رباطة جأشك

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 17:59 2019 الثلاثاء ,23 تموز / يوليو

تستاء من عدم تجاوب شخص تصبو إليه

GMT 11:31 2019 الجمعة ,29 آذار/ مارس

منع جمهور الرجاء من رفع "تيفو" أمام الترجي

GMT 08:41 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة وصادمة في حادث قتل الطفلة "إخلاص" في ميضار

GMT 06:39 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"بيكوربونات الصودا" حل طبيعي للتخفيف من كابوس الشعر الدهني
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca