الرياض - أ.ف.ب
يضاعف وزير الخارجية الاميركي جون كيري تصريحاته المطمئنة تجاه الرياض قبل لقاء مرتقب مع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز الاثنين محاولا احتواء اختلاف وجهات النظر مع الحليف الابرز في المنطقة حيال سوريا وايران.ودعا كيري خلال تفقده سفارة بلاده في العاصمة السعودية الى ابقاء العلاقات بين واشنطن والمملكة على "المسار الصحيح".واضاف "لدينا في الوقت الحاضر الكثير من الامور البالغة الاهمية التي علينا بحثها للتثبت من ان العلاقات السعودية الاميركية تسير على الطريق الصحيح، والمضي قدما والقيام بالامور التي يترتب علينا انجازها".واعتبر ان السعودية التي تقيم واشنطن معها علاقات واسعة بدات ابان الثلاثينيات هي "اللاعب الابرز في العالم العربي".وتنتقد الرياض تقاعس الولايات المتحدة في الازمة السورية ولم تتوان في ابداء غضبها ازاء قرار الرئيس الاميركي باراك اوباما التخلي عن توجيه ضربة لنظام الرئيس السوري بشار الاسد.كمت تبدي السعودية قلقا متزايدا حيال تقارب محتمل بين واشنطن وطهران تدفع ثمنه الدول العربية في الخليج.واعرب كيري عن "كبير الامتنان" للملك عبد الله (90 عاما) الذي سيستقبله بينما " لا يلتقي كثيرا من الاشخاص هذه الايام".واللقاء هو الاول من نوعه بين الملك وكيري الذي يزور السعودية للمرة الثالثة منذ تعيينه في منصبه مطلع العام الحالي.وقد اعلنت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جنيفر بساكي ان كيري "سيعيد تاكيد الطبيعة الاستراتيجية للعلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية".وسيبحث مع الملك عبد الله "انهاء الحرب في سوريا" والاوضاع في مصر حيث تؤيد الرياض السلطة الجديدة دون ادنى تحفظ والمفاوضات بين القوى الكبرى وايران حول برنامجها النووي، بحسب بساكي.واعلن كيري في القاهرة المحطة الاولى في جولته ان بلاده ستقف الى جانب حلفائها في المنطقة.وقال في هذا الصدد "سنكون الى جانب السعوديين والاماراتيين والقطريين والاردنيين والمصريين والاخرين لن ندع هذه الدول لتكون هدفا لهجمات من الخارج".لكنه اشار الى ان واشنطن ربما تكون اختارت "تكتيكا" مختلفا عن حلفائها بالنسبة لسوريا لكن الهدف يبقى واحدا.واوضح في هذا السياق "نتشارك جميعا الهدف ذاته (...) وهو انقاذ الدولة السورية واقامة حكومة انتقالية (...) بامكانها منح الفرصة للشعب السوري لاختيار مستقبله" لكنه اضاف "نعتقد بان الاسد لا يجب ان يكون جزءا منها".وتسعى واشنطن وموسكو والامم المتحدة وسط صعوبات كبيرة الى عقد مؤتمر جنيف 2 بمشاركة المعارضة والنظام من اجل التوصل الى حل سياسي ينهي نزاعا اوقع 120 الف قتيل منذ اندلاعه في اذار/مارس 2011، بحسب احدى المنظمات غير الحكومية.من جهة اخرى، تراقب السعودية بقلق ذوبان الجليد بين واشنطن وايران التي من المحتمل ان تشارك في مؤتمر جنبف 2.واستاءت الرياض تجاه ذلك واعلنت في 18 تشرين الاول/اكتوبر رفضها مقعدا غير دائم في خطوة غير مسبوقة بهدف الاحتجاج على "عجز" المجلس وبالتالي واشنطن ايضا، ازاء النزاع السوري.وقال مسؤول اميركي رفيع في وزارة الخارجية ان السعوديين "واضحون للغاية بالنسبة لما يشكل قلقا لهم ونتفق معهم تماما في هذا الامر. نحن لا نتجه مطلقا لتغيير نظرتنا الى دعم ايران للعمليات الارهابية والمجموعات الارهابية في المنطقة".واضاف ان "محادثات خمسة زائد واحد تسير بكل وضوح نحو التاكد من ان ايران لن تمتلك سلاحا نوويا ونتفق تماما مع السعودية في هذه النقطة. والسؤال هو التاكد من انهم يتفهمون تفاصيل موقفنا الحازم" تجاه طهران.وحول التوتر في العلاقات، قال احد المحللين ان العلاقات السعودية الاميركية لن تصل الى نقطة الانقطاع.واضاف فريديريك ورهي من مؤسسة كارنيغي "رغم العاصفة السعودية، فان اسس العلاقات بين البلدين، مثل التنسيق في مجال الاستخبارات وقوة ايران العسكرية، تبقى راسخة".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر