آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

نشطاء يسائلون مسار التحولات المجتمعية والانتقال الديمقراطي في المغرب

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - نشطاء يسائلون مسار التحولات المجتمعية والانتقال الديمقراطي في المغرب

العلم المغربى
الرباط - كمال العلمي

أي مشروع مجتمعي جديد لليسار في المغرب؟ بهذا السؤال افتتح “منتدى الفكر والمواطنة” برنامجه الثقافي السنوي 2022-2023، وذلك في ندوة حول التحولات المجتمعية ورهان الديمقراطية، الجمعة، بمدينة الرباط.وينبع اختيار موضوع الندوة، وفق ما هو مسطّر في ورقتها التقديمية، من “اقتناع جماعي بضرورة عودة المفكرين والمثقفين إلى حلبة السياسة لإعادة الروح للعمل السياسي وفتح أفق جديد للديمقراطية في بلدنا، بعد أن تحول الحقل السياسي إلى حلبة للصراع المحموم بين المصالح والامتيازات الفردية والفئوية”.

وفاء حجي، رئيسة منتدى الفكر والمواطنة، قالت إن طرح التحولات المجتمعية التي شهدها المغرب خلال العقود الثلاثة الأخيرة للنقاش، يكتسي أهمية بالغة، نظرا لارتباط هذه التحولات بالانتقال الديمقراطي، كما أن تسليط الضوء عليها يمكن من تحديد الأسباب التي أدت إلى تراجع اليسار، والحركة التقدمية ككل.وأضافت أن صوت اليسار لم يعد مسموعا في الساحة السياسية اليوم، لافتة إلى أن هناك إشكالا آخر يتمثل في عزوف المواطنين عن دعم اليسار، “رغم الدور الكبير الذي لعبه منذ ستينات القرن الماضي إلى مطلع الألفية الجديدة”.

وشددت المتحدثة ذاتها على أن المرحلة التي يمر منها المغرب حاليا تقتضي ضرورة عودة المثقفين إلى الساحة لتغذية الفكر السياسي في البلاد، وإعطائه دفعة جديدة.من جهته، قال علي بوعبيد، المندوب العام عن مؤسسة عبد الرحيم بوعبيد، إن الديمقراطية كمفهوم تواجه، سواء في المغرب أو غيره من البلدان، صعابا توجب إعادة التفكير في مضامينها.وأضاف: “كنا نعرّف الديمقراطية بشكل بدائي، واليوم هناك أشياء جديدة ومتشعبة، فهناك من يعتبر أن الديمقراطية مرتبطة فقط بالانتخابات، أي فرز الأغلبية، وبمجرد الوصول إلى هذا الهدف يمكن أن تحكم كما شئت، وهذا تصور نمطي محض يجب أن تواجهه قراءة أخرى”.

ودعا المتحدث ذاته إلى القيام باجتهاد فكري في المغرب، بناء على التحولات التي تشهدها الديمقراطية في مضامينها، وأن يوازي ذلك بحث عميق في التحولات المجتمعية التي تشهدها المملكة، موضحا أن المغرب راكم تجربة مهمة في التشخيص، بفضل الأبحاث التي تقوم بها مؤسسات مثل المندوبية السامية للتخطيط حول الأسرة، والمدرسة، وغيرها، ولكنها تفتقر إلى قراءة متكاملة وإلى تحليل وتفسير.سارة سوجار، ناشطة حقوقية وسياسية، تطرقت لمسألة اشتغال الدولة على ضبط المجتمع، السياسي والمدني، وكذلك الأفراد، ما يؤدي إلى إعادة إنتاج الأفكار نفسها، مبرزة أن المؤسسات “أصبحت مطبّعة مع هذه الممارسات”.

وتوقفت سوجار عند النقطة المفصلية التي شكلتها لحظة 2011، إبان الحراك المجتمعي الذي شهده المغرب، مبرزة أن الديناميات التي تمخضت عن هذه اللحظة خلقت تمردا على كل ما له علاقة بأنماط الضبط الكلاسيكية، غير أن السلطة واكبت هذا التحول وطوّرت آليات ضبط جديدة لإمالة ميزان القوى لصالحها، ومقابل ذلك “استمر التمرد والمقاومة المدنية”، على حد تعبيرها.

وعلى الرغم من المقاومة المدنية لآليات ضبط الدولة، اعتبرت سوجار أن المقاومة المنبعثة من المجتمع لم تمكن من تقديم جواب حاسم لإرساء مغرب ما بعد 2011 على سكة الديمقراطية، ما جعل البلد، تضيف المتحدثة، “يسير بسرعتين، حيث استمر غضب الشارع، وإن تأرجح بين لحظات المد والجزر، لكن الفاعلين السياسيين لم يواكبوا الوضع الجديد، ما أدى إلى بلوكاج جديد استغلته السلطة لخلق آليات ضبط جديدة”.

وانتقدت سوجار عدم مواكبة الفاعل السياسي للتحولات التي يشهدها المجتمع المغربي، معتبرة أنه لا يزال يعيد الخطاب نفسه ويحلل الأوضاع بآليات التحليل القديم نفسها في وقت هناك جيل جديد من الشباب بأفكار جديدة وبتصور جديد للوضع السياسي والوضع بشكل عام.وأضافت الناشطة الحقوقية والسياسية عينها أن “الدولة ترى، بعد حراك 2011، أن هناك بؤرتين للتوتر، هما الشارع ومواقع التواصل الاجتماعي، ولجأت إلى ضبطهما بالقمع والاعتقالات والقوانين التمييزية، وذلك بالتدخل في الحياة الشخصية للناس، ومتابعتهم في قضايا مثل العلاقات الجنسية خارج الزواج، والإجهاض”.

وخلصت سوجار إلى أن خروج المغرب من الوضعية الراهنة “يقتضي الانخراط في نقاش عمومي صريح وجريء، سواء في وسط اليسار، أو لدى جميع الفعاليات المناضلة التي تمارس المقاومة والممانعة”، مبرزة أن “النضال داخل المؤسسات مهم، ولكن يجب أن يوازيه النضال أيضا في الشارع وفي مواقع التواصل الاجتماعي”.وفي نظر سوجار، فالتغيير “يأتي بالاحتجاج وبالحوار والجلوس إلى طاولة المفاوضات من أجل الوصول إلى توافقات”، مشددة على أن المدخل الأساسي لتحقيق التغيير هو تحقيق انفراج سياسي، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، “لأنه لا يمكن أن تكون لأي مبادرة مصداقية دون الإفراج عن المعتقلين”، على حد تعبيرها.

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :

فيدرالية اليسار تخسر الانتخابات البرلمانية وتحمل "الإدارة والمال" المسؤولية

أحزاب اليسار المغربية توقف حملتها الانتخابية حداداً على مصرع مهاجرين

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نشطاء يسائلون مسار التحولات المجتمعية والانتقال الديمقراطي في المغرب نشطاء يسائلون مسار التحولات المجتمعية والانتقال الديمقراطي في المغرب



GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 05:15 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

"جدران من الحدائق" أحدث ديكورات غرف النوم في 2019

GMT 21:16 2018 الثلاثاء ,18 أيلول / سبتمبر

سامح الصريطي يناشد بالدعاء للفنانة نادية فهمي

GMT 15:51 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

العربي القطري يتوج بكأس السوبر لكرة اليد

GMT 17:10 2012 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يوافق على إعارة كونان إلى هجر السعودي

GMT 13:26 2014 الإثنين ,08 أيلول / سبتمبر

حنان الإبراهيمي ترزق بطفلة اختارت لها اسم صوفيا

GMT 22:03 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

"Cupra" تطلق أول سياراتها الكروس أوفر

GMT 04:16 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أم تستفيق بين أحضان طفلها بعد 23 يومًا من الغيبوبة

GMT 02:34 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح ديكورات منزل أكثر جمالًا في خريف 2018

GMT 13:24 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

شريف يتدرب بقوة للمشاركة مع القلعة الحمراء
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca