دبلن ـ وكالات
هذا الفيلم البولندي/ التشيكي المشترك شهد عرضه مؤخرا في مهرجان بورتلاند الأميركي. إنه دراما بوليسية تقع أحداثها في الخمسينات من إخراج ديفيد أوندرتشيك الذي أمضى للآن نحو اثنتي عشرة سنة من العمل أنجز فيها تسعة أفلام. يختلف هذا الفيلم في أنه يدور حول حقبة داكنة في التاريخ التشيكي تلت الحرب العالمية الثانية وشهدت سطوة الحزب الشيوعي على البلاد. المحقق هاكل (إيفان تروجان) يرى أن المتّهمين اليهود لم يرتكبوا الجريمة على الرغم من اعترافهم وهو سيسعى لممارسة عمله وتحدي السُلطة التي تسعى للحكم على المتّهمين. لكن الفيلم يناقض نفسه في أكثر من مكان إذ يوضح أن بعض التهمة في مكانها. على الرغم من ذلك، هذا فيلم حديث مصوّر بأسلوب سينما العصر الذي تقع الأحداث فيه ويتحلى بإدارة جيّدة للممثلين وللمرحلة التاريخية فنيّا.
21 سنة وما فوق ما يفعله المخرجان سكوت مور وجون لوكاس هو جعل المشاهد يراجع موقفه من فيلم «آثار السهرة» (أو Hangover) كونهما كتباه. هل يمكن لكتابة اعتبرت حاذقة وماهرة ومليئة بالأفكار الغريبة أن تكون لنفس هذين الشخصين اللذين أقدما على تنفيذ هذا الفيلم؟ هذا الفيلم هو احتفاء بشخصيات شابّة وهي تنتقل من اللابراءة إلى نوع من الرجولة الخالي من المواصفات الصحيحة. الهم هو تصوير عبث الشبّان وهم يحتفلون بصداقتهم وإظهار قدر كبير من أنانيّتهم. في هذا السياق فإن الابتكار الوحيد الذي يسجل للفيلم هو أنه يصوّر أحدهم وهو يتقيأ بالسلوموشن! أرايانوس المخرج الإسباني إيلوي إنسيسو يقدّم هنا عملا نادرا هذه الأيام: محاولة لدراسة أنثروبولوجية لسكان بلدة في مقاطعة غاليسيا الواقعة في شمال غربي إسبانيا. يستعين، بطبيعة الحال، بأبناء ونساء القرية من غير الممثلين ويصوّرهم في حالات شتّى. في الغاية حيث يتبادلون الحديث في وجدانيات مختلفة. في الحانات وهم يغنون جماعيا. في المراعي يعملون أو في الحظائر يتعاملون وحيواناتهم. في هذا السياق سنجد استلهاما من الإيطالي أورماندو أولمي والفرنسي روبرت بريسون والأميركي روبرت فلاهرتي، لكن وعلى الرغم من ذلك، يبلور المخرج أسلوبه الخاص ويصنع فيلما للتاريخ.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر