آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

سبعينية من تاونات تسابق الزمن لإنقاذ حرفة الفخار القروي من الاندثار

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - سبعينية من تاونات تسابق الزمن لإنقاذ حرفة الفخار القروي من الاندثار

إقليم تاونات
الرباط - الدار البيضاء

في ورشتها، المنزوية في ركن من بيتها الطيني بدوار عين بوشريك ب إقليم تاونات، والتي تشتغل داخلها منذ أزيد من خمسين عاما، تصارع عائشة طبيز، صاحبة الـ74 سنة من العمر، الزمن للحفاظ على حرفة الفخار القروي، التي تعلمتها من والتها منذ نعومة أظافرها، من الاندثار.وبفضل شهرتها كأقدم حرفية فخار بمنطقتها، بات منزل عائشة مقصدا للراغبات والراغبين في تعلم أصول تشكيل وتلوين الفخار بالطريقة التقليدية، من المغاربة والأجانب، كما أصبح بيتها، الذي حولته إلى متحف يزخر بتشكيلة من أنواع الفخار القروي، وجهة مفضلة للراغبين في الاطلاع على تاريخ هذا الموروث الثقافي.

وترى عائشة طبيز، المعروفة بـ”ماما عائشة”، والتي لا تخفي شغفها الكبير بحرفتها، أن توريث صناعة الفخار يعد السبيل الوحيد للمحافظة عليها من الاندثار، مؤكدة على أن تشبثها بحرفتها، التي يقتصر مزاولتها بدوار عين بوشريك على أنامل النساء دون الرجال، لن يكبحه كبر سنها.وأضافت “ماما عائشة”، في تصريحها لهسبريس، على أن نساء قليلات بدوارها من لا يزلن متشبثات بهذه الصناعة التراثية، مبرزة أنها تسعى إلى الحفاظ على روح الحرفة  عبر استخدام  الأساليب القديمة واعتماد الصنعة اليدوية الخالصة في جميع مراحل الإنتاج.

واستطاعت عائشة طبيز باعتماد أسلوبها التقليدي في صناعة الفخار القروي أن تجعل من دوار عين بوشريك ذائع الصيت داخل المغرب وخارجه، حيث أصبح يجذب أفواجا من السياح من أجل تعلم هذه الحرفة، أو لاقتناء قطع فخارية يفوح منها عبق التراث.

تشبثها بصناعة الفخار القروي، فتح لعائشة الباب للمشاركة في معارض وطنية وخارج أرض الوطن، كان آخرها الاحتفاء بها كضيفة شرف في المعرض الوطني للفخار والزليج الذي نظم بمدينة فاس، وتنظيمها لمعرض لمنتوجاتها الفخارية إلى جانب تقديمها لدرس تطبيقي في صناعة الفخار القروي بقلعة صال بفرنسا 

كما اختيرت تشكيلة من المصنوعات الفخارية لعائشة طبيز لتزيين قصر البديع بمراكش خلال احتضان، سنة 2019، لأول عرض للأزياء تقدمه دار “كريستيان ديور” الفرنسية بالمغرب، فضلا عن تأثيث قطعها الفخارية لعدد من الفنادق المصنفة بالمغرب.

وتمر صناعة الفخار القروي لدى عائشة طبيز من عدة مراحل، تبدأ بنقل الطين الصالح للعجن من سفح الجبل، الذي يطل على قريتها، على ظهر الدواب، ليتم سحقه ضربا متتاليا بعصا وغربلته للحصول على حبيبات دقيقة من الطين خالية من الشوائب.

وفي مرحلة موالية، يتم خلط دقيق الطين بالحصى قبل عجنه بالماء وتركه ليلة كاملة، لتأتي مرحلة تشكيل العجين بالأيدي على شكل أواني فخارية، مثل “المجمر”، و”الخابية” و”القصعة” و”الكنبورة” والمزهريات، ليتم تجفيف هذه الأواني تحت أشعة الشمس بعض الوقت، استعدادا لوضعها وسط النار الموقدة من الحطب والتبن وروث البقر المعروف بـ”اللوكيد”؛ وأخيرا، تأتي مرحلة صقل الأواني الفخارية بحجر وتزيينها برسوم بسيطة باستعمال ملونات طبيعية.من جانبه، قال محمد لكحال، ابن عائشة طبيز والمهتم بالفخار القروي بمنطقة الريف، أن صناعة  الفخار البلدي من الحرف القديمة المتوارثة عبر أجيال، مبرزا أن الأواني الفخارية لا زالت تلقى رواجا ملحوظا في الأسواق الداخلية بسبب تفضيل الأسر المغربية استعمالها في الطبخ والزينة، رغم المنافسة التي تلقاها من قبل الأواني البلاستيكية.

وأكد لكحل، أن الأجانب يقبلون على الأواني الفخارية؛ نظرا لجمال شكلها وتصنيفها ضمن المنتوجات التراثية العريقة، مشيرا إلى أن ذلك يدفعهم، ليس لاقتناء الأواني الفخارية وحسب، بل لتعلم هذه الحرفة لنقلها إلى بلدانهم. وتابع لكحال أن صناعة الفخار القروي بأنامل نسائية باتت حرفة معرضة للاندثار بدوار عين بوشريك والريف عامة، مضيفا أنها لم تعد تجذب، اليوم، فتيات القرى اللواتي لا يردن تمريغ أياديهن في الطين، وهو ما أدى، وفق المتحدث ذاته، العارف بقطاع الفخار القروي، إلى تراجع عدد الورشات بقريته إلى ستة، بعد أن كان مجموعها يتعدى الستين خلال تسعينات القرن الماضي.

قد يهمك ايضا :

الجواهري يؤكد ارتفاع المديونية الخارجية المغربية بنسبة 18%

الشاهد يؤكد أمام البرلمان التونسي أن التوازنات المالية في خطر

 
casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سبعينية من تاونات تسابق الزمن لإنقاذ حرفة الفخار القروي من الاندثار سبعينية من تاونات تسابق الزمن لإنقاذ حرفة الفخار القروي من الاندثار



GMT 03:36 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

تعرفي على أهم صيحات المكياج لشتاء2018

GMT 17:04 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 05:48 2018 الثلاثاء ,10 إبريل / نيسان

أفضل الطرق لتثبيت مساحيق التجميل على البشرة

GMT 14:35 2016 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

بودريقة يثير غضب الناصيري وجماهير الوداد البيضاوي

GMT 18:36 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 12:35 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

عشرات القتلى جراء حريق داخل مستشفى في كوريا الجنوبية

GMT 04:55 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

الفنانون الذين فارقوا الحياة خلال عام 2017

GMT 11:09 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

الطقس و الحالة الجوية في الريش

GMT 23:31 2014 الإثنين ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

بيتزا الجمبري

GMT 12:44 2016 الخميس ,21 إبريل / نيسان

اهم فوائد النعناع
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca