آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

تغير المناخ وتدخل البشر يهددان محمية الشعافين الطبيعية الأشهر في ليبيا

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - تغير المناخ وتدخل البشر يهددان محمية الشعافين الطبيعية الأشهر في ليبيا

طبيعة - صورة تعبيرية
طرابلس - الدار البيضاء

بعدما شكّلت طويلا موئلا للتنوع الحيوي، تواجه محمية الشعافين الطبيعية على بعد أقل من مئة كيلومتر من العاصمة الليبية طرابلس، تهديدات مختلفة جراء تبعات التغير المناخي والأنشطة البشرية. وقد أدرجت منظمة اليونسكو الشهر الماضي هذه المحمية الواقعة في مدينة مسلاتة على بعد ساعتين بالسيارة إلى الشرق من العاصمة الليبية باتجاه جبل نفوسه، ضمن شبكتها لمحميات المحيط الحيوي. غير أن التنوع الحيوي في المحمية الأشهر في ليبيا يواجه تحديات طبيعية تتمثل في الجفاف والحرائق، وأخرى بشرية مرتبطة بإزالة الغابات والزحف العمراني، ما يجعلها على الدوام في مرمى التهديد.

ويقول رئيس الجمعية الليبية للأحياء البرية أنس القيادي إن "تغيرات المناخ المستمرة، وما رافقها من ندرة سقوط الأمطار وموجات الجفاف في فصل الصيف الطويل، جعلت المحمية عرضة بشكل متواصل للحرائق طيلة السنوات الماضية"، حسبما نشرت وكالة الصحافة الفرنسية. ويعدد رئيس المنظمة غير الحكومية في تصريحات للوكالة عوامل عدة تساهم في تفاقم الوضع بينها قطع الأشجار والتوسع العمراني. لكنّ القيادي يأمل في أن يساعد إدراج اليونسكو المحمية ضمن شبكتها لمحميات المحيط الحيوي على حماية الموقع. وتُعتبر المحمية الممتدة على مساحة 83060 هكتارا، موطنا لمجموعة متنوعة من الأصناف النادرة والمهددة بالانقراض، بحسب اليونسكو.

وتضم محمية الشعافين أكثر من 350 نوعا نباتيا، بينها أجناس نادرة تُستخدم في الصناعات التجميلية والعطرية، إضافة إلى أكثر من 20 نوعاً من الطيور والحيوانات، بعضها مهدد بالانقراض. كما يعيش حوالى 65 ألف شخص في محيط المحمية. وقد صنفت ليبيا الشعافين محمية طبيعية سنة 1978 خلال حكم معمر القذافي. لكن خلال العقد المنصرم الذي اتسم بالعنف، لم توفر الدولة الليبية بانقساماتها ومؤسساتها الضعيفة، حماية كافية للمحميات الطبيعية التسع في البلاد والتي تواجه تهديدات متنامية جراء الأنشطة البشرية. ويؤكد أنس القيادي وجود مبادرات كثيرة غير حكومية لصون المحميات الطبيعية في البلاد. ويقول "أطلقنا قبل أيام 36 سلحفاة من النوع المهدد بالانقراض" نحو محمية الشعافين، إضافة إلى حملات ري الأشجار بشكل تطوعي في أوقات مختلفة من العام، بهدف المحافظة قدر الإمكان على الغطاء النباتي من آثار موجات الجفاف.

ويضيف القيادي "نتيجة بُعد المصدر المائي عن المحمية، نُضطر بمساعدة عدد من المتطوعين، إلى إطلاق حملات ري وتشجير جديدة، لكنها تحتاج إلى رعاية مستمرة". وقد عانت بلدان متوسطية عدة هذا العام موجات جفاف وحرائق غابات، بينها خصوصا الجزائر المجاورة. وأفلتت ليبيا بدرجة كبيرة من هذا الوضع خلال العام الحالي، لكن موجات الجفاف والحرائق في البلاد منذ عام 2015 تسببت في نفوق عدد من الحيوانات الزاحفة بعضها مهدد بالانقراض، على غرار الضبع المخطط والسلحفاة البرية وطائر الحبارى. كما أتت الحرائق على الكثير من أشجار الغابات المعمرة العائدة إلى قرون مضت. ومع كل هذه التحديات التي تواجه محمية الشعافين الطبيعية، نجحت جهود خبراء ليبيين في الاستحصال على دعم من اليونسكو من خلال إدراجها ضمن شبكة المنظمة لمحميات المحيط الحيوي، وهو أول موقع ليبي ينضم إلى القائمة.

ويرمي إدراج الموقع ضمن هذه الشبكة إلى تعزيز التنمية المستدامة وحماية النظم الإيكولوجية الأرضية والبحرية والساحلية، إضافة إلى تشجيع جهود صون التنوع الحيوي. ويوضح الباحث وعضو هيئة التدريس بكلية العلوم في جامعة طرابلس طارق الجديدي أن ضم محمية الشعافين إلى قائمة اليونسكو يشكل بداية لمشروع حقيقي للمحافظة على واحدة من أهم المحميات الطبيعية في ليبيا. ويقول الجديدي الذي قاد عملية تقديم ملف الترشيح من داخل محمية الشعافين، لوكالة الصحافة الفرنسية إن الموقع سيحظى بفضل هذا الإدراج "باهتمام دولي من المنظمات المهتمة بالشأن البيئي والنباتي والحيواني، وستقام فيها دراسات لتطويرها". كما ان من شأن ذلك المساهمة في تحسين الأوضاع الاقتصادية للسكان المحللين، بحسب الجديدي. وأشارت "اليونسكو" خلال إعلانها ضم المحمية إلى شبكتها، إلى أن أكثرية سكان المحمية يكسبون حياتهم من السبل التقليدية للزراعة المستدامة إضافة إلى جمع الأخشاب وتربية النحل، لافتة إلى أن المنطقة تشتهر "بجودة زيتونها وزيتها".

ويؤكد الجديدي أن خطوة اليونسكو ستدعم "ظروف السكان المحليين بشكل مباشر أو غير مباشر"، وستسهم في جعل المحمية "مثالا للمحيط الحيوي المتكامل الذي يقاوم التصحر ويوفر بيئة خضراء حيوية". ويوضح الجديدي أن مشروع ضم مواقع ومحميات طبيعية لقائمة اليونسكو لن يتوقف، إذ ستقدم ليبيا ملفين جديدين قريباً، الأول موقع وادي الناقة شرق البلاد، والثاني جبال أكاكوس في الجنوب.

قد يهمك أيضاً :

آلاف طيور "الرافعة" تغزو المحمية الطبيعية الإسرائيلية في طريقها إلى أوروبا

"محمية البردي" وجهة مثالية لعشاق الطبيعة في الشارقة

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تغير المناخ وتدخل البشر يهددان محمية الشعافين الطبيعية الأشهر في ليبيا تغير المناخ وتدخل البشر يهددان محمية الشعافين الطبيعية الأشهر في ليبيا



GMT 18:00 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تبحث أمراً مالياً وتركز على بعض الاستثمارات

GMT 08:31 2018 الخميس ,20 أيلول / سبتمبر

سعر الدرهم المغربى مقابل اليورو الخميس

GMT 13:15 2015 الأحد ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

روماو يحدد قائمة لاعبي "الجيش" لمواجهة "المغرب الفاسي"

GMT 03:32 2017 الجمعة ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة توضح دور الخوف في عملية انقراض الحيوانات
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca