آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

على أمل أن يجدن ولو بعد حين وظائف تليق بمستواهن العلمي

جامعيات يحملن شهادات عليا ويعملن نادلات في المقاهي المغربية

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - جامعيات يحملن شهادات عليا ويعملن نادلات في المقاهي المغربية

جامعيات يحملن شهادات عليا ويعملن نادلات في المقاهي المغربية
سلا ـ حسناء عتيب

يقضي الواحد منا سنوات عدة في الدراسة للحصول على عمل يليق بمؤهلاته العلمية التي كد واجتهد من أجلها، إلى أن يصطدم بالواقع ، وتنسف الأحلام التي عاشها. واتجهت فتيات بعد حصولهن على شهادات جامعية وبعد طول انتظار، للعمل نادلات في المقاهي والمطاعم  على أمل أن يجدن ولو بعد حين، وظائف تليق بشهاداتهن. لم تكن تظن فاطمة ذي الأربعة والعشرين ربيعا أن تنتهي دراستها في الاقتصاد للعمل نادلة بإحدى المقاهي ، كانت أحلامها تكبر كلما تدرجت في سنواتها الدراسية، ومع حصولها على الإجازة كانت الفرحة الكبرى. لم تسعها الفرحة وقتها، وضعت الشهادة في إطار وعلقتها بالصالون، كيف لا وهو المقر الرئيسي لاجتماعات العائلة، وهي فرصة أيضا للتأكيد للعائلة المحترمة أن هذه الشهادة هي خلاصة للسنوات الأربع التي قضتها بالجامعة، وأن الفرج قريب لا محالة. كانت رغم الأرقام المهولة التي تصدرها المندوبية السامية للتخطيط والتي تؤكد ارتفاع مستوى البطالة، إلا أنها كانت دائما تتسلح بالمثل القائل " الحياة أمل"، إلا أن السنوات مرت والحال كما هو عليه، لم يتغير قط.  في إحدى مقاهي العاصمة الرباط كان اللقاء الأول "، هناك حيث تنتقل الفتاة العشرينية واسمها سناء منذ أربعة شهور مضت بين طاولات المقهى، سعيدة بعملها الذي لم تجد عنه محيدا، لتقدم المشروبات والأطعمة للزبائن، رغم كل المضايقات التي تتعرض لها. وقالت سناء "في الماضي كانت مهنة النادلة توكل غالبا للواتي لم تنهين دراستهن، أو ممن ضاقت بهن الدنيا ولم تجدن بديلا عنها،  بينما في عصرنا الحالي ومع متطلبات الحياة الجديدة وارتفاع نسبة البطالة المهول يوما بعد أخر جعلني أرضى بنادلة كبديل عن الجلوس في المنزل". وأضافت وعيناها تسترقان النظر لصاحب المقهى خوفا من غضبه " منذ حصلت على الإجازة في الآداب العصرية، وأنا أضع سيرتي الذاتية في مختلف المؤسسات لمدة عامين لكن دون جدوى، لم أجد غير مهنة نادلة في انتظار إيجاد عمل يليق بمؤهلاتي". الأرقامُ الأخيرة لمديريَّة الخزينة والمال الخارجيَّة، كشفت عن تزايدِ عدد البطالة في المغرب بـ 50 ألف شخص، على نحوٍ ارتفعَ معهُ معدل البطالة إلى 9,4 في المائة خلال الربع الثالث من 2012، مقابلَ 9,1 في المائة في الفترة نفسهَا من 2011، مسجلا بذلك تراجعا في سوق الشغل بـ 0.3 نقطة. وأضافت المديرية، فِي مذكرتها لشهر كانون الثاني / يناير 2013، والتي تمَّ نشرهَا أخيرا أن معدل البطالة المستند في قياسه إلى وسطِ الإقامة، انتقل من 13,5 إلى 14 في المائة بِالوسط الحضري، وذلكَ بسبب تزايد معدل البطالة وسطَ شريحة الشباب المتراوح عمرهَا ما بينَ 15 و 24 عاما بنسبة 2.8 نقطة وما بين 25 و 34 عاما بنسبة 1 .2 نقطة. أمَّا في القرىِّ ، فانتقل معدل البطالة من 4,1 إلى 4,2 في المائة، وذلك صلةً بالارتفاع في معدل بطالة الشباب ما بين 15 و 24 عاما (0,7 في المائة)، و 35 و 44 سنة (0,6 نقطة). وعلَى مستوَى ميدان العمل، انتقل الحجمُ الإجمالي من 10 ملايين و 492 ألفاً خلال الربع الثالث من 2011 إلى 10 ملايين و 548 ألفا خلال الفترة عينهَا من 2012، الأمرُ الذِي يحيلُ إلَى إحداثِ 56 ألف منصب شغل صافٍ، و 124 ألف منها أحدثَ في قطاع الخدمات، أيْ بارتفاعِ 3% من حجم العمل بالقطاع، بينمَا فقدَ قطاعُ الصناعة 41 ألف منصب عمل، وخسرَ فيه قطاعُ البناء 40.000 منصب، وهيَ خساراتٌ يخشَى الكثيرون أن تلقي بظلالهَا على الشارع، والذي يكون مردهُ إلى استمرار ارتفاع نسبة البطالة في ضوء ارتفاع تكاليف المعيشة. وكثيرات هن الفتيات اللواتي حكين عن معاناتهن اليومية مع الزبائن من جهة، وأرباب العمل من جهة أخرى، حتى أن بعضهن يرفضن وبشدة البوح بما داخلهم خوفا من فقدانهن لعملهن لشعورهن بكونهن أسيرات الحاجة. وقالت نادلة بإحدى المطاعم بالعاصمة المغربية "إنها أصبحت تعاني الأمرين، مرارة التحرش ومرارة السكوت عنه خوفا من الفضيحة والطرد من العمل، لأن أصابع الاتهام سوف تتجه مباشرة إليها وليس إلى الزبون". قاطعتها نجاة مؤكدة أطروحتها "صحيح، وحتى إن أردنا إثبات حالة التحرش، فكيف يمكن ذلك؟ لهذه الأسباب وغيرها سيظل موضوع التحرش الجنسي بعيداً عن المعرفة الكاملة لصورته الحقيقية، بل قل ولا حتى جانباً كبيراً منه". وانتقلنا إلى مقهى آخر حيث الشارع مليء بالمقاهي وقلما تجد قهوة تبعد عن أخرى، استقبلتنا سعاد (نادلة) بابتسامة مثيرة انطلقت من ثغرها الذي يزهر بأحمر الشفاه الزاهي تسأل عن طلبنا، وبعد برهة تقدمت نحونا حاملة على "صينية" ما طلبناه، بادرناها بالسؤال بعدما علمنا مسبقا عن مستواها الجامعي، وعن سبب عملها كنادلة بالرغم من شهادتها الجامعية، نظرت إلينا بعينيها الزرقاوتين وأطلقت تنهيدة عميقة كسرت الصمت الذي لفنا، ثم قالت كأنها تسرد نصا من مقال" جميل أن  تخصص ندوات وأيام دراسية لمعالجة التهرب المدرسي ودراسة تبعاته وما ينجم عنه من أثار سلبية، سواء على مستوى الأفراد أو المنظومة التربوية أو المجتمع بصفة عامة، لكن الأجمل منه هو تهيئ ظروف ملائمة لخريجي الجامعات وتهيئتهم لسوق العمل في منشآت القطاع الخاص، والتعرف على أهم مقومات النجاح على المستويين الشخصي والمهني، بدل شحنهم بمقررات لا تسمن ولا تغني من جوع".  

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جامعيات يحملن شهادات عليا ويعملن نادلات في المقاهي المغربية جامعيات يحملن شهادات عليا ويعملن نادلات في المقاهي المغربية



GMT 12:18 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 19:14 2019 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

يبدأ الشهر بالتخلص من بعض الحساسيات والنعرات

GMT 11:40 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 17:27 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 20:11 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تجنب الخيبات والارتباك وحافظ على رباطة جأشك

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 17:59 2019 الثلاثاء ,23 تموز / يوليو

تستاء من عدم تجاوب شخص تصبو إليه

GMT 11:31 2019 الجمعة ,29 آذار/ مارس

منع جمهور الرجاء من رفع "تيفو" أمام الترجي

GMT 08:41 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة وصادمة في حادث قتل الطفلة "إخلاص" في ميضار

GMT 06:39 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"بيكوربونات الصودا" حل طبيعي للتخفيف من كابوس الشعر الدهني
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca