آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

المقابر اليهودية في طنجة حكايات العيش المشترك للمغاربة عبر شواهد القبور

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - المقابر اليهودية في طنجة حكايات العيش المشترك للمغاربة عبر شواهد القبور

المقابر اليهودية
الرباط _الدار البيضاء اليوم

يزخر المغرب، المعروف والمعترف به نموذجا للتعايش والاحترام المتبادل بين مختلف مكونات هويته الوطنية، بمعالم أثرية تذكر بأن أناسا من مختلف الأديان عاشوا جنبا إلى جنب في سلام ببلد واحد. وفي هذا الصدد، يعد التراث الجنائزي اليهودي تجسيدا مثاليا للاستثناء المغربي ودليلا على مناخ التعايش السائد في المغرب، فباعتبارها فضاءات مفتوحة للأرشيف تتيح العودة بالزمن عدة قرون، تجسد المقابر الإسرائيلية عمق التجذر الجغرافي والتاريخي والروحي والثقافي لليهودية المغربية. فبحكم توزيعها الجغرافي والقيمة الممنوحة لها، سواء من قبل أفراد الطائفة اليهودية أو إخوانهم المسلمين، تشهد هذه المقابر على وجود طويل الأمد. من هذا المنطلق، فإن "بيوت الحياة" أو "بيت ها هايم"، وفقا للصيغة المكرسة في التقليد اليهودي لتسمية المقبرة، تكتسي

قيمة تاريخية وروحية لا يمكن إنكارها، لكون هذه المقابر تتيح إمكانية تتبع تاريخ العديد من العائلات والرجال اللامعين الذين ساهموا، بطريقة أو بأخرى، في بناء الهوية المغربية. وفي هذا الصدد، سلط رئيس الطائفة اليهودية في الرباط، دافيد توليدانو، الضوء على مدينتي الرباط وسلا اللتان تحتضنان مواقع هامة وعريقة ذات قيمة تاريخية كبيرة، خاصة وأن شخصيات تاريخية مدفونة هناك. وقال توليدانو، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، "يوجد بمقبرة سلا قديس هو الحاخام رفائيل أنقاوة الذي كان أول رئيس لغرف المحكمة الحاخامية في المغرب واعترف به أقرانه بأنه عالم وعادل عظيم"، مشيرا إلى أنه "اعتاد مناقشة الأحكام التي كان يصدرها مع قضاة سلا". وأضاف أنه "في الرباط توجد مقبرتان إحداهما قديمة جدا في وسط المدينة والتي لم نعد ندفن

فيها والأخرى بطريق الدار البيضاء بجوار المقبرة المسيحية وهي أكثر حداثة"، مبرزا أنه يوجد قديسون مهمون كانوا شخصيات من مدينة الرباط، مثل الحاخام إليعازر دافيلا "والذي نقيم من أجله هيلولة، أي موسم ديني في تاريخ وفاته، يجمع العديد من الناس  من المغرب ودول أخرى". تحتضن العديد من المواقع مدافن وأضرحة العديد من الحكماء، مما يجعلها أماكن للتأمل، وممارسة الطقوس وأيضا الحج، وتشجع بالتالي على اللقاء والاحتفاء والخشوع بين أفراد المجتمع المغربي من كل مكان. وفي هذا الإطار، تساهم المقابر الإسرائيلية في الحفاظ على الروابط بين اليهود المغاربة وبلدهم الأم. ويؤكد توليدانو أن "المواطنين المغاربة من ذوي الديانة اليهودية، أينما كانوا، يحافظون على أصولهم واحترامهم للوالدين والأجداد، حيث يأتون بانتظام إلى المغرب"،

مبرزا أن هذه المقابر موجودة في كل مكان في المغرب. وأشار إلى أن هذا التوزيع الجغرافي يظهر وجود اليهود في كل مكان في جميع أنحاء البلاد، ليس فقط في المدن الكبرى ولكن أيضا في المناطق القروية وأبعد أماكن المملكة. وتابع بالقول "الشيء الجميل في بلدنا هو أن جميع السكان قاموا بشكل طبيعي بحماية هذه المقابر ولم يتم تدمير أو انتهاك أي قبر، كما حدث في أماكن أخرى"، مشيدا بـ"تعبئة السلطات والمسلمين من خلال برنامج إعادة تأهيل المقابر اليهودية في المغرب، الذي انطلق سنة 2010 بمبادرة من الملك محمد السادس". واستمر هذا البرنامج الذي شمل 167 موقعا في 40 إقليما بشمال وجنوب المملكة، أربع سنوات، وتطلب تتبع وتنسيق موارد بشرية وتقنية كبيرة، وكذا العمل على تحديد المواقع والبعثات الميدانية لرصد المواقع، من أجل تنسيق العمل الذي يتعين الاضطلاع به. غير أن أهم شيء في هذا البرنامج يكمن في أن المغرب أعاد الوصل، مرة أخرى، مع تراث غني يشكل جزء لا يتجزأ من هويته، مما يؤكد سمعته بمثابة أرض للتعايش بامتياز.

قد يهمك ايضا

دخول النساء إلى المقابر يجر التوفيق ولفتيت إلى المساءلة للبرلمانية

غوتيرش يعرب عن "صدمته وانزعاجه" من اكتشاف المقابر الجماعية في ليبيا

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المقابر اليهودية في طنجة حكايات العيش المشترك للمغاربة عبر شواهد القبور المقابر اليهودية في طنجة حكايات العيش المشترك للمغاربة عبر شواهد القبور



GMT 20:11 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تجنب الخيبات والارتباك وحافظ على رباطة جأشك

GMT 09:26 2018 الثلاثاء ,26 حزيران / يونيو

إعادة سلحفاة نادرة إلى مياه خليج السويس بعد علاجها

GMT 01:32 2014 الأحد ,27 تموز / يوليو

طريقه عمل مفركة البطاطا

GMT 08:20 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

منزل بريطاني على طريقة حديقة حيوان يثير الإعجاب في لندن

GMT 06:11 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

أسهل طريقة لإعداد مكياج رائع لجذب الزوج

GMT 00:03 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

قرار بخصوص مشروع ملكي مغربي يُربك حسابات إلياس العماري

GMT 13:59 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

هجرة "النجوم" شرًا لا بد منه

GMT 04:24 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

السجن 10 سنوات للجهادي المرتبط بمهاجمة "مانشستر أريينا"

GMT 16:31 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

فنانة صاعدة تهدد مخرج مغربي بـ"فيديو إباحي"

GMT 10:51 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنان أمير كرارة يفاجئ المعجبين بإطلالة مختلفة تمامًا

GMT 22:31 2015 الإثنين ,09 آذار/ مارس

الأزرق والأخضر أبرز ألوان المطابخ في 2015
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca