آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

يضم مجموعة ضخمة من أشهر الأعمال الفنية في العالم

معرض لندني يستكشف بالتكنولوجيا مراحل عمل الفنان الشهير ليوناردو دافنشي

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - معرض لندني يستكشف بالتكنولوجيا مراحل عمل الفنان الشهير ليوناردو دافنشي

المعرض اللندني «ناشونال غاليري»
لندن-الدار البيضاءاليوم

ما الوقت الذي يقضيه زائرٌ لمعرض فني في التمعن بالأعمال المعروضة وفهمها؟ في كثير من الأحيان لا يتعدى الأمر ثواني بسيطة، لينتقل بعدها الزائر للعمل التالي، وهو ما يريد معرض جديد في «ناشونال غاليري» بلندن تغييره أو لفت النظر له. فالغاليري الذي يضم مجموعة ضخمة من أشهر الأعمال الفنية في العالم، قرر أن يلحق بركب برامج تلفزيونية تخصصت في إبراز الجانب الخفي من الأعمال الفنية باستخدام التكنولوجيا الحديثة، منها ما لجأ لخبراء الترميم والعلماء لسبر أغوار اللوحات القديمة، وفحص تاريخها، وتحليل طبقاتها للكشف عن مراحل عمل الفنان. وبما أن 2019 هو عام الاحتفال بمرور 500 عام على وفاة ليوناردو دافنشي، فقد قرر مسؤولو الغاليري ضرب عصفورين بحجر واحد، أو لنقل بمعرض واحد. وهكذا يفتتح معرض تفاعلي يمزج ما بين المتعة الفنية والتقنية الحديثة تحت عنوان «ليوناردو... عش مع تحفة فنية».

المعرض مختلف عن غيره في كثير من النواحي، أولها أنه يعرض لوحة واحدة فقط وهي «عذراء الصخور»، وهي من مقتنيات «ناشونال غاليري»، وعبر أربع قاعات فقط يدعو العرض الزائر للتمهل قليلاً للاستمتاع، ومحاولة الدخول في عالم دافنشي، وطريقة رسمه. وتصف كارولين كامبل مدير «ناشونال غاليري» للمجموعات والبحث العرض بقولها: «المعرض بأكمله يتمحور حول التمهل أمام اللوحات. نريد أن نقنع الزائر بقضاء وقت أكثر في النظر للوحة عظيمة، لأننا نعتقد أن أفراد الجمهور قد يقضون 15 ثانية فقط أمام أي لوحة في الغاليري». وفي سبيل إقناع الزائر بذلك يعمد الغاليري لعمل ما لا يفعله أي متحف من قبل عبر تقديم هذا العرض الغامر.

في البداية، يأخذنا المعرض إلى ميلانو عام 1483، حين كلف ليوناردو دافنشي برسم لوحة لكنيسة سان فرنسيسكو غراندي، يختصر العرض الكثير من التفاصيل التاريخية حول بداية تكليف ليوناردو بالعمل والخلافات مع الكنيسة حول تفاصيل الشخصيات، ما أدى بالفنان لبيع اللوحة لعميل آخر (موجودة الآن بمتحف اللوفر)، ثم إعادة الاتفاق معه ليرسم نسخة محدثة من اللوحة نفسها أتمها في عام 1509، عموماً نترك كل تلك التفاصيل جانباً، وإن كنا سنعود للنسخة الأولى من اللوحة لاحقاً.

القاعة هنا واسعة، ولا تحمل الكثير سوى إسقاط ضوئي على الحوائط حولنا يرسم معالم مدينة ميلانو في ذلك الوقت، مع التركيز على كنيسة سان فرانسيسكو غراندي، حيث ستقبع اللوحة بعد ذلك. وعبر العرض الضوئي على لوحات من القماش الشفاف التي تتدلى من السقف، نرى عرضاً لبناء الكنيسة وموقع اللوحة بها مع بعض المعلومات حول ميلانو. العرض هنا ساحر وغامر بمعنى الكلمة، يبدأ بعرض بصري بسيط سرعان ما يتطور مع الاستعانة بالمؤثرات الصوتية، ليجذبنا لداخل خريطة ميلانو ومبانيها وإلى داخل بناء الكنيسة.

القاعة التالية تدعونا للتجربة بأنفسنا في مفهوم الضوء عبر أكثر من منصة بتحريك مفاتيح الإضاءة المسلطة على بعض القطع مثل صخرة ولوحة تمثل امرأة جالسة، والهدف هنا هو تخيل عملية الرسم وتحديد مصادر الإضاءة.

غير أن التجربة الفنية المذهلة تكمن في الغرفة الثالثة، حيث ندخل لحجرة أعدت على أنها استديو الرسم الخاص بدافنشي، لا تعنينا قطع الديكور المتناثرة، وتمثل مناضد وعلب ألوان وأدوات مختلفة، فالمهم هنا هو اللوحة الموجودة أمامنا في شكلها النهائي، وأيضاً شاشة العرض البصري أعلى. عبر العرض الضوئي والتعليق الصوتي المختصر نرى مراحل رسم اللوحة مع التركيز على تفاصيلها في الشاشة العلوية. طبقة فطبقة نتابع مراحل الرسم من بداية تلوين الخلفية باللون الأبيض ثم رسومات بالفحم تتكون أمامنا للشخصيات في اللوحة، نسمع صوت مرور قطعة الفحم على اللوحة، وننسى أننا في معرض حديث بوسط لندن، ونتخيل أننا في مرسم دافنشي. نرى ما تنفذه يداه، يتكون أمامنا من الرسومات التي يعدلها ثم يلغي بعضها إلى وضع الألوان المختلفة إلى الوصول للشكل النهائي. بينما يقدم العرض على الشاشة العليا مقارنة بين نسختي اللوحة بأسلوب ساحر.

لوحة واحدة مررنا أمامها في الغاليري كثيراً، ولم نرها بمثل هذا الوضوح، ولم نتفاعل معها بمثل الانتباه والشغف نفسه، هل هذا هو الاتجاه الجديد في العروض الفنية؟ لا أعتقد، ولكن هو اتجاه يخرجنا من حالة الألفة التي تتكون بيننا وبين أعمال فنية كثيرة. عموماً العرض، رغم بعض نقاط الضعف فيه، يمثل تجربة ممتعة وثرية.

وقد يهمك أيضاً :

علماء يكشفون عن التمثال الوحيد ضمن أعمال ليوناردو دافنشي

اكتشّاف سر تتبع عيني "الموناليزا" لمُشاهدي لوحة ليوناردو دافنشي

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معرض لندني يستكشف بالتكنولوجيا مراحل عمل الفنان الشهير ليوناردو دافنشي معرض لندني يستكشف بالتكنولوجيا مراحل عمل الفنان الشهير ليوناردو دافنشي



GMT 03:36 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

تعرفي على أهم صيحات المكياج لشتاء2018

GMT 17:04 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 05:48 2018 الثلاثاء ,10 إبريل / نيسان

أفضل الطرق لتثبيت مساحيق التجميل على البشرة

GMT 14:35 2016 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

بودريقة يثير غضب الناصيري وجماهير الوداد البيضاوي

GMT 18:36 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 12:35 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

عشرات القتلى جراء حريق داخل مستشفى في كوريا الجنوبية

GMT 04:55 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

الفنانون الذين فارقوا الحياة خلال عام 2017

GMT 11:09 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

الطقس و الحالة الجوية في الريش

GMT 23:31 2014 الإثنين ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

بيتزا الجمبري

GMT 12:44 2016 الخميس ,21 إبريل / نيسان

اهم فوائد النعناع

GMT 18:35 2017 الخميس ,21 أيلول / سبتمبر

أبرز 10 سيارات "SUV" حاضرة في معرض فرانكفورت 2017

GMT 23:40 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

ربيع فايز يحصد ذهبية في بطولة أميركا المفتوحة للرماية

GMT 05:36 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

الافصاح عن عطر جاسمن نوار المبهر من بولغاري

GMT 04:35 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

طرق الحج المقدسة تحتل أوروبا وتحفظ ذكريات الماضي

GMT 12:25 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تشعر بالإرهاق وتدرك أن الحلول يجب أن تأتي من داخلك

GMT 23:50 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

باتريس كارتيرون يُراقِب العائدين من الإعارة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca