ااعتقد شعب الأنانغو الملاك الأصليين لصخرة أولورو أنها مسلك الأجداد فطالبوا بمنع تسلقها من قبل السائحين .
توافد مئات الزوار في طوابير طويلة، للصعود لآخر مرة على صخرة أولورو الاسترالية، المعروفة سابقًا باسم آيرز روك، قبل تطبيق قرار فرض حظر التسلق على الصخرة، نظرًا لموقعها المقدس ومخاوف تتعلق بالسلامة.
وبحسب شبكة ABC الاسترالية، فإن سريان قرار حظر التسلق، بدأ اعتبارًا من اليوم السبت الموافق 26 أكتوبر/ تشرين الأول 2019، بعد قرار بالإجماع اتخذه مجلس منتزه Uluru-Kata Tjuta الوطني عام 2017P؛ لذا قرر عاشقي هذه الصخرة تسلقها للمرة الأخيرة قبل يوم من تنفيذ القرار.
يأتي هذا في أعقاب معركة شعب أنانغو، المالك التقليدي لصخرة أولورو، بعدما دعا إلى وضع حد للتسلق في هذا الموقع منذ سن 1985، وهو تاريخ استعادته السيطرة على المحمية التي تضم الصخرة، حيث يقولون إن أولورو لها رمزية روحية عميقة، باعتبارها طريقًا سلكه الأجداد.
أولورو عبارة عن تكوين صخري يقع في الجزء الجنوبي من الإقليم الشمالي وسط استراليا، على بعد نحو 353 كم تقريبًا، جوب غرب أليس سبرينجز، ويعتبر أحد أشهر المعالم السياحية الطبيعية في استراليا.
والصخرة عبارة عن تكوين معزول بعد التآكل البطئي لسلسلة الجبال الأصلية، وتشكل وحدة متراصة من حبيبات أركووس وهو نوع من الحجر الرملي، ويصل ارتفاعها إلى 335 م، من بين سهول الكثبان الرملية، وترتفع إلى ما يقرب من 876 مترًا فوق سطح البحر، ويبلغ طول الصخرة أكثر من 2.4 كليو متر، ومحيط قاعدتها 8 كم.
ويتغير لون أولورو حسب الأوقات المختلفة من اليوم والسنة، خاصة مع غروب الشمس وشروقها حيث تتوهج باللون الأحمر، ورغم هطول الأمطار النادر في هذه المنطق إلا أن صخورها تكتسب اللونين الفضي والرمادي خلال الأمطار.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم -يونسكو- أدرجت الموقع الصخري، على قائمة أهم مواقع الجذب السياحي في استراليا، رغم وجوده في منطقة صحراوية نائية، وأظهرت البيانات الحكومية الاسترالية أن حوالي 400 ألف زائر توجهوا نحو ذلك المعلم الاسترالي من بداية العام الجاري 2019 وحتى أواخر شهر يونيو/ حزيران.
الكثير من زائري صخرة أولورو لا يفضلون تسلقها، ولكن قبل بدء سريان الحظر، اختاروا تسلقها للمرة الأولى. وجاء قرار منع تسلق الصخرة في عام 2017، حينما كان نحو 20% فقط من الزوار يتسلقون، واحتفالًا بقرار منع التسلق تقيم المحمية احتفالات حتى نهاية هذا الأسبوع.
وبحسب موقع سي إن إن عربية، يؤمن شعب الأنانغو الذي يعتبر الصخرة مقرًا مقدسًا، بأنها تشكلت خلال Dreamtime، وهي فترة قديمة جدًا يعتقدون أن خلالها خلقت كل الأحياء، التي لا تزال أرواحها موجودة.
بعض التصرفات أثارت شعب الأنانغو، ما دفعهم لدخول مناظرات طويلة حول تسلق صخرة أولور، ففي عام 2009، تقدم منتزه Uluru-Kata Tjuta بمقترح لمنع تسلق الصخرة بشكل تام، لكنه فشل في جذب الدعم الحكومي، إذ رأى المعارضون أن منع التسلق يؤذي قطاع السياحة الاسترالي.
وفي عام 2010، لم تأخذ سائحة فرنسية قدسية المكان لدى السكان المحليين بعين الاعتبار، وخلعت ملابسها، لتبقى بملابس السباحة فوق الصخرة.
ولكن مع مرور الزمن، تراجع أعداد الزوار متسلقي الصخرة، لعوامل بعضها يتعلق بالأمان، نظرًا لقسوة التضاريس وارتفاع درجات الحرارة، فمنذ عام 1958، لقى نحو 36 شخصًا حتفهم أثناء تسلق الصخرة.
واختار المنتزه يوم 26 أكتوبر، موعدًا لمنع تسلق الصخرة، نظرًا لأهميته التاريخية، فهو يوافق الذكرى الـ34 لإعادة ملكية صخرة أولورو لأصحابها الأصليين وهم شعب الأنانغو.
ورغم منع التسلق فإن القرار لن يمنع السياح من زيارة المنطقة والقيام بفعاليات أخرى حلو أولورو.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر