آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

"أستوديو الجماهير" قصص بنكهة الأحلام والكوابيس لحسن بحراوي

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  -

مجموعة "أستوديو الجماهير"
الرباط - المغرب اليوم

تحتفي المجموعة القصصية، لحسن بحراوي، بعالم حكائي يقع في منتصف المسافة بين الواقع والخيال، واقع يفضح السارد ثغراته ويعري على سوءاته، وخيال يجمح أحيانًا حتى يبلغ حدود العجائبي ثم يتراجع ليلامس السخرية، ويشيع ضربًا من الفودفيل المسلي، ومن النوع الأخير مثلًا سلسلة الأحداث الملغزة التي يعيشها البطل عالم الأحياء ومربي الطيور في قصة "فندق المسافرين"، إذ يقع فريسة هواجس ليلية تتناهى إليه فيها أصوات طلقات لا وجود لها سوى في كيانه، المتداعي من جراء وجود صعب وروح تائهة، أو تلك الرسالة الغريبة الواصلة إلى السارد في قصة "ستوديو الجماهير"، بشأن استلام صور جنائزية لم يلتقطها قط، بل لم يسبق له أن زار المدينة حيث يوجد مقر المرسل الذي يدعي مسكها.

وكذلك ومثال تلك الرغبة المشبوبة في قصة "شاي في باريس"، التي تسكن الزوجة في شرب كأس من الشاي على قمة برج إيفيل والموانع العجائبية التي وقفت دونها، وتحقيق هذه النزوة الإنسانية البريئة، أو رحلة العذاب المكتنزة بالألغاز على متن طائرة عجيبة في قصة "رحلة أهل الشمال إلى بلاد السنغال"، وغيرها من المواضيع نوعية حريفة المذاق، التي تخترق السائد والمألوف، وتعانق عوالم تستعصي على الفهم والتأويل، اللّهم بالتحليق معها في مجرات الوهم والاحتمال.

وفي قصص أخرى، تزداد حصة الواقعية بما لا يقاس على مقدار الخيال، وتصير على قاب قوسين أو أدنى من حكايات أهلية، تغوص عميقًا في دقائق الحياة اليومية الاعتيادية لمواطنين عاديين أو استثنائيين، تجرفهم تيارات وتنال منهم آفات لم يكونوا يتوقعونها بأي وجه من الوجوه، ويحدث ذلك مثلًا في قصة "السجين" المصورة المآلات الملتبسة التي ينتهي إليها قدماء المعتقلين السياسيين عندما يغادرون الأسوار، مخلفين وراءهم مبادئهم القديمة، ومتنكرين لرفاق المحنة ممن خانتهم الحظوظ وبقوا "أسرى" العالم السفلي، أو كما في قصة "نكرولوجيا مغربية"، إذ يثار موضوع العلاقة الإشكالية بين زمرة  الأحياء، المأخوذين بنشوة الدنيا ولذائذها وجماعة الأموات الذين "يعيشون" أوضاعًا صعبة في مقابر متروكة لنفسها تعاني من الإهمال واليتم المضاعف..

وتعرض مجموعة "أستوديو الجماهير"، علينا كونًا حكائيًا ذا نكهة غريبة بعض الشيء، إذ أن انعدام اليقين هو السمة البارزة لشخوصها، والعيش على حافة الحلم والكوابيس هو ما يميز عوالمها السردية، ببداياتها الملغزة ونهاياتها غير المتوقعة، أما ثيماتها فتختار الغريب من الأحداث والمثير من الوقائع، لتنسج حولها فضاء قصصيًا متميزًا، يضع القارئ في مهبّ التساؤلات، وكل ذلك يمثل تجربة حكائية جديدة وطريفة تفتح أمامنا أفقًا عابرًا للمسافة بين الحقيقة والخيال، وبين الكتابة الواقعية والتعبير الفنطاستيكي، وبين الحداثة المفرطة والعتاقة التي لا يمكن تلافيها، وتلك بعض الرهانات التي تعدنا بها هذه المجموعة لمؤلفها الكاتب المغربي حسن بحراوي.

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أستوديو الجماهير قصص بنكهة الأحلام والكوابيس لحسن بحراوي أستوديو الجماهير قصص بنكهة الأحلام والكوابيس لحسن بحراوي



GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 05:15 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

"جدران من الحدائق" أحدث ديكورات غرف النوم في 2019

GMT 21:16 2018 الثلاثاء ,18 أيلول / سبتمبر

سامح الصريطي يناشد بالدعاء للفنانة نادية فهمي

GMT 15:51 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

العربي القطري يتوج بكأس السوبر لكرة اليد

GMT 17:10 2012 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يوافق على إعارة كونان إلى هجر السعودي

GMT 13:26 2014 الإثنين ,08 أيلول / سبتمبر

حنان الإبراهيمي ترزق بطفلة اختارت لها اسم صوفيا

GMT 22:03 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

"Cupra" تطلق أول سياراتها الكروس أوفر

GMT 04:16 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أم تستفيق بين أحضان طفلها بعد 23 يومًا من الغيبوبة

GMT 02:34 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح ديكورات منزل أكثر جمالًا في خريف 2018

GMT 13:24 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

شريف يتدرب بقوة للمشاركة مع القلعة الحمراء
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca