آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

الثرثرة أسبابها وطرق علاجها

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - الثرثرة أسبابها وطرق علاجها

القاهره ـ المغرب اليوم

تتحدثين بكثرة، لا بل إنك تثرثرين بكثرة. وتدركين تماماً أن تلك الثرثرة تدفع العديد من الأشخاص إلى الهروب منك، لكن تستمرين فيها. ما السبب وما هي الدوافع؟ تقول لك صديقتك إنك تثرثرين بكثرة، وتطلب منك التخفيف قليلاً من تلك العادة المزعجة لكنك لا تنجحين لسوء الحظ. فهذا أقوى منك. لكن هل فكرت يوماً في الأسباب الكامنة وراء تلك الثرثرة؟ رفض الواقع الباطني على رغم إدراكك للمشاكل الكثيرة التي تسببها ثرثرتك، ومنها انزعاج الآخرين لا بل نفورهم منك، فإنك تجدين فائدة ثانوية في ثرثرتك المفرطة. فضجيج الكلام يمنعك من التفكير، أي أنك تستخدمين الكلام بمثابة درع لحماية نفسك من عالمك الداخلي، لعدم إدراكك لحقيقة رغباتك وعواطفك وخيالاتك. إنها طريقة للهروب من أعماق الذات الحميمة، وهذا دليل على اضطراب كبير في الاستقرار الداخلي. بالفعل، يظن الشخص أنه قد يدمّر ذاته في حال التعبير بالكلام عن كل ما يختلجه من مشاعر وعواطف. لذا، يلجأ إلى الثرثرة لمجرد الحفاظ على السيطرة وعدم الخروج عن الحدود المسموحة. وقد تكون هذه الثرثرة المتواصلة دليلاً أيضاً على شيء نخفق في التعبير عنه. فإذا كان الشخص عاجزاً مثلاً عن الإجابة على أسئلة أساسية (من هو؟ ماذا يرغب في أن يكون؟)، يتحول إلى الثرثرة الفارغة والعقيمة لإخفاء ذلك القلق الوجودي. بالفعل، يقول علماء النفس إنه كلما تضاءلت ثقتنا في أنفسنا، ازدادت ثرثرتنا، وأصبحنا أكثر ميلاً للغوص في المواضيع التافهة التي لا تتطرق إلى الأمور الجوهرية. يمكن معالجة هذه المشكلة عبر التواصل مجدداً مع الباطن، وعقد الصلح مع العواطف المكبوتة، والكشف عن رغبات دفينة، حتى لو كان هذا الأمر مزعجاً. لمساعدتك على ذلك، ننصحك بممارسة تمارين الاسترخاء لأن الارتخاء الجسدي يفضي حتماً إلى ارتخاء نفسي، وهذه انطلاقة جيدة للإصغاء إلى الذات. خوف من الفراغ قد تكون ثرثرتك المتواصلة ناتجة عن رغبتك في عدم حصول أي توقف أو سكوت في المحادثة بينك وبين الآخرين. فبعض الأشخاص يخافون من الصمت بكل بساطة، وأنت ربما واحدة منهم. بالفعل، يخشى بعض الأشخاص أن يتمكن الفريق الآخر في المحادثة من كشف حقيقتهم خلال لحظات الصمت، أو الحكم عليهم بطريقة سلبية، ولذلك يصرّون على التفوه بأي شيء لمجرد ملء الوقت وعدم حصول أي فراغ. هكذا، تكون الثرثرة المتواصلة طريقة لحماية الذات من الآخرين. كما أن الكلام المتواصل، وقول أي شيء لمجرد ملء الوقت، قد يكون محاولة للفت انتباه الآخر وإقناعه بعدم التخلي عنا. وهذا أمر شائع جداً عند الأشخاص الذين يفتقدون إلى الثقة في النفس، ويظنون أنهم غير قادرين على لفت الانتباه إليهم. لذا، وبسبب الإحساس الكبير بالذنب، يتفوه هؤلاء الأشخاص بسيل من الكلمات والعبارات للتعويض نوعاً ما عن الإحساس بالتفاهة أو عدم الجدوى. إذا كانت هذه هي حالتك، حاولي دوماً سماع سؤال الشخص الآخر الذي يحاورك قبل الشروع في الكلام أو الإجابة. وإذا لم يطرح عليك الشخص الآخر سؤالاً، وجهي له أنت السؤال وانتظري الجواب بدل الشروع في سرد رواية طويلة عن جولتك الأخيرة في التسوق أو النادي الرياضي. هكذا، تتعلمين رويداً رويداً التخلي عن الهوس الكلامي وتتعلمين قواعد التواصل الصحيحة، علماً أن الإصغاء للآخر هو أول تلك القواعد وأكثرها أهمية. الخوف من التجرد تشعرين بحاجة دائمة إلى التكلم عن كل ما يجري في حياتك، حتى لو كانت أموراً تافهة وغير مهمة. هذا شبيه نوعاً ما بالأشخاص الذين يحتفظون بدفتر خصوصيات ويسجلون فيه كل شيء، بما في ذلك أتفه الأمور وأبسطها. لكن الفرق بينك وبينهم أنك تفعلين ذلك بصوت عال أمام شهود! يقول علماء النفس إن هذه الثرثرة هي نوع من المحاولة غير الموفقة لابتكار معنى غير موجود، ومحاولة فهم أسباب الوجود في هذا العالم. وتبرز هذه الحالة خصوصاً عند الأشخاص الذين يجدون صعوبة في النفاذ إلى التجرد أو الرمزية. فلأسباب مختلفة، لم يكتسبوا خلال الطفولة القدرة على التفكير في الذات، أو التفكير في التجارب الذاتية أو التفكير في الآخرين. نتيجة ذلك، أصبح هؤلاء الأشخاص راشدين وملتصقين بالواقع، الذي يجدون صعوبة في حلمه وتخيله. إذا كنت واحدة من هؤلاء الأشخاص، ثمة احتمال كبير أن أمك لم تكن تتحدث إليك كثيراً عندما كنت صغيرة، ولم تصف لك العالم كما يجب. لذا، ها أنت اليوم تحاولين سدّ ذلك النقص عبر فعل الشيء المناقض تماماً. إذا باتت الثرثرة المفرطة معاناة حقيقية بالنسبة إليك، عليك اللجوء إلى المعالج النفسي لمساعدتك على فهم أحداث معينة حصلت في حياتك، والتفكير فيها واستخراج العبر منها، ومنحها معنى واضحاً بطريقة أخرى غير الثرثرة المزعجة لك وللآخرين.

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الثرثرة أسبابها وطرق علاجها الثرثرة أسبابها وطرق علاجها



GMT 13:52 2022 الجمعة ,06 أيار / مايو

5 خطوات ترجع نضارة بشرتك من تانى

GMT 15:00 2022 الأحد ,16 كانون الثاني / يناير

نصائح لحماية طفلك من فيروس كورونا ونزلات البرد

GMT 04:44 2021 الأحد ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح للتعامل مع الزوج الذي لا يريد الإنجاب

GMT 19:58 2021 الخميس ,25 آذار/ مارس

وصفات طبيعية للشعر الهايش والمجعد

GMT 18:07 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تخلصي من رائحة الفم مع زيت جوز الهند

GMT 19:16 2020 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

أبرز مشاكل الشعر في فصل الشتاء وطرق حلّها والوقاية منها

GMT 19:02 2020 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

أسباب ظهور حبوب الابط وكيفية علاجها

GMT 14:19 2020 الأربعاء ,13 أيار / مايو

بريشة الفنان هارون

GMT 21:42 2016 الأحد ,06 آذار/ مارس

عشبة باما الصينية وفوائد علاجية مذهلة

GMT 12:54 2013 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

البربير الخضرة الغنية الرخيصة تقلل الإصابة بأمراض القلب

GMT 21:17 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

داليا كريم تنقذ أسرة فقيرة وتعيدها إلى منزلها بعد ترميمه

GMT 08:19 2018 الأربعاء ,06 حزيران / يونيو

تعرف علي أفضل المطاعم المميزة في روسيا

GMT 22:00 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

توقيف مدير مؤسسة بنكية للاشتباه في صلته بجريمة مراكش
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca