آخر تحديث GMT 06:25:28
الدار البيضاء اليوم  -

قرية صغيرة تناضل للبقاء على قيد الحياة بين ناطحات سحاب

الدار البيضاء اليوم  -

الدار البيضاء اليوم  - قرية صغيرة تناضل للبقاء على قيد الحياة بين ناطحات سحاب

قرية صغيرة تناضل للبقاء على قيد الحياة
بكين ـ د.ب.أ

تدرك (يو موي نج)، جيدا أن حياتها لا تتماشى مع النمط المعروف والمتداول للحياة في المدن الكبرى التي تناطح مبانيها الضخمة المرتفعة السحاب.
برغم أعوام عمرها الذي تجاوز المائة بثلاث سنوات، تعيش موي نج في كوخ صغير بأحد الأزقة تم تشييده في زمن أسلافها.
بطبيعة الحال هذا المكان لا يقع وسط عاصمة البنوك والأسواق الحرة في العالم هونج كونج، بل في ضواحيها، والذي يعد من آخر القرى القديمة وتعرف باسم (بوك فو لام)، التي لا تزال تناضل من أجل البقاء وسط كل هذا الطوفان العمراني الرهيب.
«أعيش هنا منذ ثمانين عاما، ولم تنتابني أي رغبة على الإطلاق في الرحيل عن هنا»، تؤكد موي نج، مشيرة إلى أنه «في بوك فو لام، ليس الجو أكثر صفاء والهواء أكثر نقاء فحسب، بل الجيران هنا طيبون ونجد الوقت لنتحدث مع بعضنا من حين لآخر، أو نتشارك بعض المناسبات أو حتى لعب بعض الألعاب التقليدية الخاصة بنا، على العكس تماما من لو كنت أعيش في مبنى ضخم أو ناطحات سحاب حيث لن يعرفني أحد وحتى أقرب الجيران لن يعرف اسمي».لكن الأمور لا تتسم دائما بالهدوء والوداعة في بوك فو لام، حيث يعيش سكانها منذ فترة طويلة في خوف دائم على أراضيهم ومستقبلها.
وفي هذا الصدد، قد تكون مبادرة صندوق الآثار العالمي (WMF)، ومقره نيويورك قد أعطت لهم أملا، حينما ساعدتهم بصورة غير مباشرة على اعتبار البلدة جزءا من تراث الانسانية المهدد بالفناء، مثلها مثل فينيسيا وغيرها من الأماكن الأثرية في العالم.
على العكس، من جانبها ترى السلطات في هونج كونج الأمر بصورة مختلفة، حيث تتعامل مع سكان البلدة على أنهم يحتلون المكان، وتمارس عليهم ضغوطا قوية ومستمرة منذ عقود لكي تقوم بإدراجها ضمن خطط التطوير المستمرة التي تقوم بها لضمان استمرارها كواجهة عالمية حديثة لكبرى المؤسسات المصرفية العالمية.
ومما يزيد من مطامع الإدارة المحلية في المنطقة، كونها تتمتع بموقع ساحر بامتياز، حيث تطل على مشهد بانورامي على الخليج، وهو ما يرفع من قيمتها كمشروع استثمار عقاري من الدرجة الأولى، أخذا في الاعتبار تجاورها مع مدينة مكتظة بالسكان، حيث يعيش الناس في شقق صغيرة كائنة في أبراج مكونة من كتل خرسانية ضخمة لا روح فيها.
حقيقة الأمر، أن مظهر بعض منازل وأكواخ بلدة بوك فو لام، بواجهتها الحجرية المتهالكة وأسقفها المملوءة بالشقوق والثقوب، يجعلها تبدو كما لو كانت جزءا من منطقة عشوائية. ولكن بالاقتراب منها وتأملها مليا، يلاحظ أنه بالرغم من أن معظمها مشيدة بالحجر والآجر والخشب، إلا أنها جميعا مؤثثة على أحدث طراز وتحظى بخدمات وأجهزة تواكب أحدث صيحات التكنولوجيا تطورا.
من ناحية أخرى، يوضح نيجل كو، أحد سكان المنطقة، وتعيش أسرته في بلدة بوك فو لام على مدار أربعة أجيال أن المظهر الخارجي البائس الذي توجد عليه حالة المنازل، يرجع إلى أن السلطات ترغم الأهالي على الإبقاء على الطراز المعماري على حاله الذي كان عليه قبل ثمانين عاما.
ويسعى نيجل كو وأسرته مع الكثير من الأهالي لضمها إلى قائمة الأماكن التي تحظى برعاية مبادرة صندوق الآثار العالمي، ومن ثم، بهدف تحقيق هذا الهدف، ينظمون جولات سياحية إرشادية مرتين كل شهر، لزيادة الوعي والاهتمام بالبلدة وضرورة الحفاظ عليه.
ومن أهم المناطق التي يمكن للسائح أن يزورها في البلدة المقبرة الخاصة في بوك فو لام، التي تقع على الجانب الغربي من جزيرة هونج كونج والتي تتيح للزائر بانوراما مدهشة.

casablancatoday
casablancatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قرية صغيرة تناضل للبقاء على قيد الحياة بين ناطحات سحاب قرية صغيرة تناضل للبقاء على قيد الحياة بين ناطحات سحاب



GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 17:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 19:42 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 15:15 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

بادر بسرعة إلى استغلال الفرص التي تتاح لك اليوم

GMT 03:55 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

النوري يكشف عن أغنية عالمية تجمعه بالكاميروني سينيي

GMT 19:10 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مدرب الهلال يؤكد أن بنشرقي في قمة تألقه

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجم استيراد اللحوم المستوردة

GMT 07:43 2016 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

فرنسا وتكرار التاريخ الاستعماري

GMT 07:04 2016 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

ملعب المسيرة الخضراء في أسفي يستفيد من كراسي جديدة

GMT 23:15 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

سواحل كرواتيا تتمتع بمجموعة مميزة من الجزر الجميلة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca