سليمان تقي الدين يترجل: سنتابع.. على الطريق!

الدار البيضاء اليوم  -

سليمان تقي الدين يترجل سنتابع على الطريق

طلال سلمان

 

ولقد شَيَّعناك في الرحلة الأخيرة، أيها القلم المشع فكراً وثقافةً وإصراراً على أن نكسر حواجز التخلف والتعصب، ومَن جعل كتابته نوراً يهدي إلى الغد الأفضل: كان العديد من رفاق نضالك يتحلقون من حولك في دائرة الحزن وتلمع عيونهم بالإصرار على إكمال الرسالة بالحفر في قلب الصعب.
كانت بعقلين دامعة وقد ازدحم بيتها بمن باغتهم رحيلك المؤقت.
لقد أضفت إليها مكتبة من نتاجك المشع، محتلاً مكانتك بين السلف الصالح من جدودك وأبناء عمومتك الذين أعطوها، بل أعطونا جميعاً، من فكرهم ونتاج عقولهم، في الفكر السياسي كما في الفقه، وفي الأدب والنقد الاجتماعي... لكأن أسرتك، آل تقي الدين، مؤسسة فكرية ـ ثقافية تحترف إنتاج الجديد المختلف من الكتب المرجعية ونشرها أعمدة من نور على طريق أجيالنا الجديدة.
وكنا، أسرتك في «السفير»، نلتف من حول جثمانك معتزين بأننا زاملناك فصادقناك وصرت منا وصرنا معاً نجتهد في زرع مصابيح الكلمة المشعة على الطريق، نحاول قهر الظلمة والتعصب وترسبات عصور القهر الاستعماري والعمى الطوائفي والمذهبي.
رافقناك وقد ترجلت وواكبناك في الرحلة الأخيرة واجمين: لقد رحلت باكراً أيها الذي لم يسقط قلمه من يده، ولم يهجره الإيمان بقدرتنا على التغيير نحو الأفضل؛ استحال الحزن صمتاً عميقاً، ثم سمعناك تهتف من داخل نعشك: هيا إلى العمل، لا تتوقفوا، تابعوا الطريق إلى منتهاه.. اقهروا الضياع والتخاذل وشهوة السلطة، أنظروا إلى الناس من حولكم والتيه يكاد يأخذهم بعيداً عن أنفسهم. قاتلوا بالفكر، بالكلمة البكر، بكشف الزيف والتزوير والتخلف، واجهوا الطائفيين والعنصريين وتجار الشعارات ذات الدوي الذي يعكس الفراغ فيها.
بعقلين في حداد، يا سليمان، وكذلك المنتديات الفكرية والثقافية ومنابر التنوير.
على اننا سنحملك في ضمائرنا وفي أقلامنا، وسنحاول ان نكمل ما بدأت. لقد تعلمنا معك ومنك الكثير.. وسنحاول تعويض «السفير» غيابك عنها باستذكارك دائماً فيها.
نم هانئاً أيها الفارس الذي لم يقدر له ان يكمل رحلته إلى أهدافه ـ الأمنيات: ستظل معنا وفي عقول مقدريك نموذجاً للرجل الصلب بفكره المشع وثباته الجبار على مبادئه.
إلى اللقاء، يا رفيقي وصديقي وقدوتي طالما استطعت إلى ذلك سبيلاً... و «السفير» شاهد وشهيد.
طلال سلمان

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سليمان تقي الدين يترجل سنتابع على الطريق سليمان تقي الدين يترجل سنتابع على الطريق



GMT 05:57 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

ما حاجتنا إلى مثل هذا القانون!

GMT 05:52 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

الوحش الذي ربّته إسرائيل ينقلب عليها

GMT 13:01 2023 الإثنين ,22 أيار / مايو

منطق ويستفاليا

GMT 09:32 2023 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

"المثقف والسلطة" أو "مثقف السلطة" !!

GMT 04:57 2022 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

‎"فتح الفكرة التي تحوّلت ثورة وخلقت كينونة متجدّدة"

GMT 18:21 2022 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

متى وأين المصالحة التالية؟

GMT 18:16 2022 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

درس للمرشحين الأميركيين

GMT 18:08 2022 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

التيه السياسي وتسييس النفط

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 19:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 15:38 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

انفراجات ومصالحات خلال هذا الشهر

GMT 04:11 2016 الخميس ,20 تشرين الأول / أكتوبر

تقنية جديدة تظهر النصِّ المخفي في المخطوطات القديمة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca