العالم من وجهة نظر بوتين (1)

الدار البيضاء اليوم  -

العالم من وجهة نظر بوتين 1

عماد الدين أديب

ما رؤية العالم اليوم من منظور عينى فلاديمير بوتين؟

يرى بوتين العالم على أنه عالم مأزوم بسبب أزمة القيادة الأمريكية، وضعف الاقتصاد الأوروبى، وانخفاض الإنتاج والاستهلاك فى الصين.

يرى بوتين أن هذا الوضع هو «فرصة تاريخية» لدخول روسيا من الباب الملكى للأزمة ومحاولة المزاحمة على مقعد قيادة العالم بعدما كانت حكراً على واشنطن منذ سقوط الاتحاد السوفيتى القديم.

وبناء على تلك الرؤية تحرك بوتين فى جورجيا، وأوكرانيا، وشبه جزيرة القرم وسوريا.

فى كل حالة من هذه الحالات كان المنهج والأسلوب والتكنيك واحداً وهو:

1- اعتماد عنصر المفاجأة.

2- استخدام القوة العسكرية فى فرض الواقع.

3- التشدد السياسى إزاء ردود الفعل الدولية والاستعداد للمواجهة حتى آخر مدى.

وللآن بعدما فاجأ بوتين العالم بدخول سوريا عسكرياً، يعود ويفاجئ الجميع بالخروج منها.

هنا يبرز السؤال: هل خرج بوتين من سوريا عسكرياً، لأنه حقق ما أراد؟ أم لأنه اكتشف أنه غير قادر؟!

هنا لا بد أن نعرف لماذا دخل بوتين سوريا من الأساس؟

يتردد أن الدخول الروسى جاء بطلب إيرانى تقدم به قاسم سليمانى، أحد أكبر رجالات الحرس الثورى الإيرانى لبوتين بعدما كاد نظام الأسد يسقط ميدانياً، حتى إنه وصل إلى السيطرة على 17٪ فقط من الأراضى السورية.

الهدف الروسى فى سوريا هو ذات الهدف الاستراتيجى فى شبه جزيرة القرم.

فى الحالتين، الهدف الأعلى استراتيجياً هو الحصول على منافذ بحرية استراتيجية سواء فى بحر قزوين أو فى المياه الدافئة للبحر المتوسط.

الآن ضمن بوتين فعلياً ورسمياً وجود جنوده وضباطه وقطعه البحرية فى «طرطوس»، و«أحميم»

والآن تحقق هدفه فى دعم قوات الأسد فى إعادة 50٪ من الأراضى التى ضاعت منه.

كان دخول بوتين يهدف بالدرجة الأولى إلى إضعاف معارضى الأسد ميدانياً، وتوجيه ضربات مرهقة، وليست قاضية بشكل نهائى.

عالم بوتين، هو عالم ضابط الاستخبارات سريع الحركة، الذى يحسن استغلال الفرصة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العالم من وجهة نظر بوتين 1 العالم من وجهة نظر بوتين 1



GMT 18:06 2022 السبت ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أمريكا والسعودية.. عودة التوتر

GMT 04:40 2022 الثلاثاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

هرمجدون... واللعب على نغمة نهاية الزمان!

GMT 15:53 2022 السبت ,01 تشرين الأول / أكتوبر

الردع بالتهويش أم حرب نهاية العالم؟

GMT 23:09 2022 الأربعاء ,14 أيلول / سبتمبر

قوات المهرّج على حدود روسيا

GMT 18:33 2022 الجمعة ,09 أيلول / سبتمبر

كيف بنى الغرب العدو الروسي؟

GMT 10:56 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ننشر 10 تساؤلات بشأن تعويم الدرهم

GMT 02:23 2014 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

السياحة الجنسية ظاهرة خطيرة تُثقل كاهل المجتمع في مراكش

GMT 18:29 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

تسيير أول خط طيران مباشر بين بابوا غينيا الجديدة والصين

GMT 21:23 2018 الثلاثاء ,04 أيلول / سبتمبر

إنقلاب سيارة "پورش" يقودها سعودي في طنجة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca