السيسى ونهاية شهر العسل!

الدار البيضاء اليوم  -

السيسى ونهاية شهر العسل

عماد الدين أديب

انتهى شهر العسل للمشير عبدالفتاح السيسى كبطل قومى، وبدأت رحلته مع الصبر والألم والنقد والمحاسبة الشعبية التى لا ترحم سواء من الخصوم أو المؤيدين. بدأت رحلة الاختبار الصعب، وبدأ المشوار شبه الانتخابى لرجل يدرك تماماً أن مصلحته الشخصية كإنسان أن يبقى فى منصبه كوزير دفاع وأن ألمه وشقاءه سيكون فى تحمل مسئوليات رئاسة مصر فى حال فوزه المتوقع. خصوم «السيسى» هم الإخوان وأنصارهم و6 أبريل وبعض ثوار يناير الذين يرون فى المؤسسة العسكرية -إذا حكمت- الشر المطلق. أما أزمة «السيسى» الأكثر إيلاماً ستكون مع أنصاره الذين يزغردون الآن فى الشوارع والميادين فرحاً وابتهاجاً بالرجل الذى يعتقدون أنه سوف يحقق كل الأحلام دفعة واحدة فى شهور قليلة. الألم الأكبر عند «السيسى» لن يكون حينما يعارضه خصومه التقليديون، ولكن حينما يخرج الذين أيدوه بجنون، ليرفضوه بجنون؛ لأنه لم يوفر لهم كل شىء بضغطة زر وباستخدام عصا المارشالية السحرية! أكبر أخطاء الحاكم، وهنا نتحدث عن أى حاكم فى مجتمع مأزوم فى الداخل والخارج ويعانى متاعب جسيمة فى كل الملفات، هو ارتفاع سقف التوقعات والأمنيات. وأفضل ما فعله المشير السيسى فى كلمته المعبرة والصادقة هو أنه لم يعد الناس بالسمن والعسل والأمن والأمان دون أن يدفع معه الشعب تلك الفاتورة الباهظة. لا حل سوف يهبط على أهل المحروسة من السماء، ولكن الحلول يجب أن تأتى من قلب أرض الواقع الذى يحتاج إلى عرق ودموع وأحياناً دماء. وفى يقينى الراسخ أن أولوية الأولويات لحملة المشير السيسى هى أن تحدد بشكل صادق وعلمى ودقيق وبجدول زمنى واقعى بعيد عن الأمنيات المفرطة التحديات الصادمة التى تواجه شعب مصر اليوم وغداً. ولا بد أن يحدد برنامج «السيسى» للمصريين الثمن الكبير الذى يتعين عليهم أن يدفعوه. أهمية ذلك هى أن يعرف كل من سيعطى صوته لـ«السيسى» وبرنامجه من اللحظة الأولى حقيقة الأخطار التى تواجهها البلاد والثمن الذى يجب أن يدفعه والنتائج التى يجب أن يتوقعها. الحل ممكن لكنه ليس بقريب وليس سهلاً! نقلاً عن جريدة "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السيسى ونهاية شهر العسل السيسى ونهاية شهر العسل



GMT 05:57 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

ما حاجتنا إلى مثل هذا القانون!

GMT 05:52 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

الوحش الذي ربّته إسرائيل ينقلب عليها

GMT 13:01 2023 الإثنين ,22 أيار / مايو

منطق ويستفاليا

GMT 09:32 2023 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

"المثقف والسلطة" أو "مثقف السلطة" !!

GMT 04:57 2022 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

‎"فتح الفكرة التي تحوّلت ثورة وخلقت كينونة متجدّدة"

GMT 18:21 2022 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

متى وأين المصالحة التالية؟

GMT 18:16 2022 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

درس للمرشحين الأميركيين

GMT 18:08 2022 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

التيه السياسي وتسييس النفط

GMT 05:41 2015 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

صور لبومة تشبه مارلين مونرو عندما تفرّق ريشها بسبب العواصف

GMT 12:31 2015 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

7 مناورات مشتركة للقوات البرية الروسية في 2016

GMT 12:14 2016 الثلاثاء ,27 أيلول / سبتمبر

بدء أعمال المنتدى الدولي للطاقة في الجزائر

GMT 02:16 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

فرحة عارمة تعم شوارع المغرب بعد فوز فريق الوداد البيضاوي

GMT 17:52 2016 الجمعة ,15 إبريل / نيسان

المجوهرات دليل على حب الرجل للمرأة

GMT 19:26 2017 السبت ,16 أيلول / سبتمبر

"إلعب إلعب" أغنية سناء محمد الجديدة على يوتيوب
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca