صحة الحكام

الدار البيضاء اليوم  -

صحة الحكام

بقلم : عماد الدين أديب

ثارت فى واشنطن خلال الأيام الأخيرة مناقشة واسعة وجدل كبير حول صحة مرشحة الحزب الديمقراطى لسباق الرئاسة الأمريكية السيدة هيلارى كلينتون، وقد أثارت هذه المناقشة استغراب بعض الأصوات فى العالم العربى على أساس أن موضوع صحة المسئولين لا يحتل درجة كبيرة من الاهتمام فى مناقشات الرأى العام ووسائل الإعلام العربية.

فى الدول الديمقراطية المحترمة تعتبر صحة أى مسئول قضية ذات أولوية كبرى، لأن لها علاقة بتأثيرها على قدرة وكفاءة المسئول فى اتخاذ القرار، وقد عرف النظام السياسى الأمريكى ضرورة وجود ما يعرف بـ«الطبيب العام» للدولة، وهو منصب مستقل بعيد عن السلطة التنفيذية يقوم بالكشف الدورى على الرئيس الأمريكى وينشر تقريره عن صحة الرئيس بشكل مفصل.

ولو صح ذلك فى العالم العربى لعرف الناس أن حاكماً عربياً كان يعانى من ازدواج حاد فى الشخصية، وأن زعيماً آخر كان يعانى من آلام حادة من عقاقير علاج مرض سرطان الرئة التى تجعله غير قادر على السيطرة على انفعالاته، ولو وجه الكشف الطبى الصحيح ونشرت التقارير فى حينها لكثير من أصحاب القرارات فى زماننا لاكتشفنا عدم صلاحيتهم لتولى المناصب العامة.

فى الاتحاد السوفيتى القديم لم يستطع طبيب الكرملين توقيع كشف الوفاة على جوزيف ستالين خوفاً من أن يعود إلى الحياة ويقتص منه، وفى جمهورية الاستبداد لم يتمكن الطبيب الشرعى للدولة من الكشف عن عمليات اغتيال كبار المسئولين من خلال دس السم لهم فى الطعام.

إدارة شئون الحكم والفصل فى شئون الناس مسألة فى غاية الحساسية والدقة إلى الحد الذى يستدعى التأكد الكامل من صلاحية الحاكم عقلياً ونفسياً وجسدياً وتمكنه من أداء مهامه بالكفاءة المطلوبة.

وأخطر ما وجه من انتقادات لهيلارى كلينتون فى مسألة صحتها هو عدم شفافيتها فى التعامل مع ملف أزمتها الصحية، وقيل فى الصحافة الأمريكية إن صحة المرشحة الرئاسية هى ذات أولوية كبرى للرأى العام الذى يجب أن يثق فى من سيصدر قرار أى حرب نووية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صحة الحكام صحة الحكام



GMT 11:48 2022 السبت ,11 حزيران / يونيو

الرتاق

GMT 10:14 2022 الإثنين ,30 أيار / مايو

نقاش مع زميلين كبيرين

GMT 06:25 2021 الجمعة ,17 كانون الأول / ديسمبر

الساحر محمد صلاح

GMT 13:10 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

لو كنت من القيادة الفلسطينية

GMT 11:20 2020 الثلاثاء ,18 آب / أغسطس

سر الاتفاق الإماراتي مع إسرائيل (1)

GMT 03:36 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

تعرفي على أهم صيحات المكياج لشتاء2018

GMT 17:04 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 05:48 2018 الثلاثاء ,10 إبريل / نيسان

أفضل الطرق لتثبيت مساحيق التجميل على البشرة

GMT 14:35 2016 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

بودريقة يثير غضب الناصيري وجماهير الوداد البيضاوي

GMT 18:36 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 12:35 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

عشرات القتلى جراء حريق داخل مستشفى في كوريا الجنوبية

GMT 04:55 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

الفنانون الذين فارقوا الحياة خلال عام 2017

GMT 11:09 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

الطقس و الحالة الجوية في الريش

GMT 23:31 2014 الإثنين ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

بيتزا الجمبري
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca