الرسالة السعودية الأخيرة لمصر

الدار البيضاء اليوم  -

الرسالة السعودية الأخيرة لمصر

بقلم : عماد الدين أديب

سواء استقال الدكتور إياد مدنى، أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامى، طواعية، أو بنصيحة، أو بالأمر من عاصمة بلاده الرياض، فإن ابتعاده عن منصبه يجب أن يُنظر إليه على أنه أقوى صيغة للاعتذار عن الإساءة المقصودة التى ما كان يجب أن تصدر عنه ضد السيد رئيس جمهورية مصر العربية.

وكما هو معروف دبلوماسياً فإن التعامل مع زعماء الدول لا يشمل انطباعات أو وجهات نظر أو تحيزات شخصية، ولكن يتبع التهذيب الدبلوماسى المتعارف عليه، خاصة إذا جاء من أمين عام المنظمة.

وحسب معلوماتى فإن المصادر الرسمية فى الرياض استنكرت، من اللحظة الأولى، تصريحات الدكتور مدنى واستغربتها لأنها تأتى من رجل كان يشغل منصب وزير الإعلام الأسبق، ولأنها لم تطلب منه، من قريب أو بعيد، تلميحاً أو مباشرة، الإقدام على هذه التصريحات المسيئة.

ورسالة الرياض لنا فى مصر، عقب استقالة الدكتور إياد مدنى، صريحة وواضحة، وهى أنه بالرغم من التوتر الحالى فى العلاقات الثنائية، وبالرغم من الإساءات الشخصية التى تصدر من بعض الجهات الإعلامية ضد النظام فى السعودية وضد الملك سلمان شخصياً، فإن الرياض حريصة على أنه إذا وُجد خلاف بين البلدين أن يكون موضوعياً محدداً فى قضايا محددة ولا يتحول إلى مرحلة «الشخصنة» التى تؤدى إلى التراشق بالألفاظ وزيادة التوتر إلى حد القطيعة بين البلدين.

وفى يقينى أن القاهرة يجب أن تتلقف الرسالة السعودية بحب وامتنان، وترد على التحية بأحسن منها، وتبدأ فى «حوار هادئ وموضوعى وشفاف» يحدد النقاط فوق الحروف حول:

1- الموقف من نظام الأسد.

2- مستقبل علاقة القاهرة مع طهران.

3- الإجابة عن السؤال العظيم الذى يقلق كل دول الخليج الآن وهو: هل هناك تحول جذرى فى التحالفات المصرية إقليمياً؟

وحتى يكون سؤالى واضحاً: هل قررت القاهرة الآن، ونهائياً، الانتقال من معسكر الصداقة مع الغرب ودول الخليج العربى إلى معسكر روسيا وإيران وحلفائهما فى سوريا والعراق واليمن ولبنان؟

هذا سؤال لا يحتمل فى إجابته أن يكون هناك أى التباس أو غموض.

أنا لا تعنينى الإجابة المصرية بقدر ما يعنينى أن تكون -هذه المرة- صريحة واضحة دقيقة وتفصيلية للأشقاء الذين وقفوا معنا بشجاعة ورجولة فى أصعب اللحظات وأعقدها.

ما أحوجهم لنا الآن، وما أحوجنا لهم الآن وغداً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرسالة السعودية الأخيرة لمصر الرسالة السعودية الأخيرة لمصر



GMT 11:48 2022 السبت ,11 حزيران / يونيو

الرتاق

GMT 10:14 2022 الإثنين ,30 أيار / مايو

نقاش مع زميلين كبيرين

GMT 06:25 2021 الجمعة ,17 كانون الأول / ديسمبر

الساحر محمد صلاح

GMT 13:10 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

لو كنت من القيادة الفلسطينية

GMT 11:20 2020 الثلاثاء ,18 آب / أغسطس

سر الاتفاق الإماراتي مع إسرائيل (1)

GMT 14:19 2020 الأربعاء ,13 أيار / مايو

بريشة الفنان هارون

GMT 21:42 2016 الأحد ,06 آذار/ مارس

عشبة باما الصينية وفوائد علاجية مذهلة

GMT 12:54 2013 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

البربير الخضرة الغنية الرخيصة تقلل الإصابة بأمراض القلب

GMT 21:17 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

داليا كريم تنقذ أسرة فقيرة وتعيدها إلى منزلها بعد ترميمه

GMT 08:19 2018 الأربعاء ,06 حزيران / يونيو

تعرف علي أفضل المطاعم المميزة في روسيا

GMT 22:00 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

توقيف مدير مؤسسة بنكية للاشتباه في صلته بجريمة مراكش
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca