إلى أين تتجه السعودية الآن؟.. «إصلاح ولكن لا تراجع»

الدار البيضاء اليوم  -

إلى أين تتجه السعودية الآن «إصلاح ولكن لا تراجع»

بقلم : عماد الدين أديب

إلى أين تتجه السعودية داخلياً وخارجياً عقب أزمة «خاشقجى»؟

أمس الأول، رسمت صورة أقرب إلى الاكتمال فى شكل توجهات السياسة السعودية عقب أزمة قتل الزميل جمال خاشقجى -رحمه الله- وقد ساعدتنى هذه الملامح خلال زيارتى إلى الرياض، التى استغرقت 12 يوماً، فى فهم الصورة.

جاء الأول من خلال أهم عناصر الخطاب المهم الذى ألقاه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمام مجلس الشورى السعودى، والثانى من خلال تصريحات مهمة للغاية أدلى بها وزير الخارجية السعودى عادل الجبير لصحيفة «الشرق الأوسط».

كل من الخطاب والتصريحات يكملان بعضهما البعض فى توضيح كيف فهمت وقرأت السعودية حادث «خاشقجى»؟ وكيف استوعبته واحتوته؟ وما الذى اتخذته من مسارات وقرارات تتعلق بسياستها الداخلية والإقليمية فى المستقبل القريب؟

كان رهان أعداء المملكة أن تقصف مسألة ردود فعل جريمة خاشقجى بتركيبة المعادلة التى اتبعتها المملكة منذ حكم الملك سلمان، ثم بعد تولى الأمير محمد بن سلمان ملف الإصلاح الشامل فى البلاد حتى أصبح ولياً للعهد.

كلام الملك سلمان، وتصريحات الجبير تعكس 3 مبادئ رئيسية:

1 - أن العاصفة التى هبت على السعودية منذ 3 أكتوبر قد تمت السيطرة على مفاعيلها، وأنه يجرى التعامل معها بفهم وشفافية ورغبة صادقة فى الاستيعاب والفهم والتصحيح.

2 - أن الخطأ الجسيم الذى أدى إلى حدوث ما حدث يخضع الآن للتحقيق ثم الإصلاح، ثم عمل نظام وهيكل وآلية ونظام رقابة ومتابعة تضمن عدم تكراره.

3 - أن المملكة بقيادة مليكها وولى عهدها لن تخضع للابتزاز، ولن تتراجع عن دورها فى فلسطين واليمن ومقاومة الإرهاب، والتصدى للمشروع الإيرانى.

وجاء كلام الملك سلمان ليؤكد دعمه الواضح والصريح للمشروع الإصلاحى الذى أسسه وتبناه ولى العهد، من خلال دعم غير محدود لدور القطاع الخاص فى تحقيق الخطة التنموية التى تؤدى إلى «حلم 2030»، ولعل أهم الدروس المستفادة مما حدث هو أن أى مشروع إصلاحى مثله مثل أى عمل صادر عن اجتهاد إنسانى، مهما أوتى من الحكمة والعلم، هو قابل للتعديل والمراجعة والتصويب من خلال ما يظهر من نتائج إيجابية أو سلبية تظهرها التجربة الفعلية اليومية.

وكانت تصريحات الوزير عادل الجبير، هذه المرة، صارمة، حادة، حازمة أكثر من أى مرة أخرى، ومخالفاً لصوته ونبرته المعتادة فى استخدام السقف الدبلوماسى الهادئ حينما أكد الآتى:

1 - أن المملكة ممثلة فى خادم الحرمين وولى عهده هى خط أحمر، ولن نسمح بمحاولات المساس بقيادتنا أو النيل منها من أى طرف كان.

2 - أنه حسب ما أعلنته النيابة السعودية أنه لم يتم حتى تاريخه تسليم أى أدلة من الجانب التركى.

3 - جاء أخطر وأهم ما قاله الوزير الجبير فى حواره هذا -من وجهة نظرى- أننا استفسرنا من الجانب التركى عن أى تسريبات يمكن أن تنسب أى دور إلى ولى العهد، وأكدوا لنا بشكل قطعى أن ولى العهد ليس المقصود بهذه التصريحات.

نقلا عن الوطن

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إلى أين تتجه السعودية الآن «إصلاح ولكن لا تراجع» إلى أين تتجه السعودية الآن «إصلاح ولكن لا تراجع»



GMT 11:48 2022 السبت ,11 حزيران / يونيو

الرتاق

GMT 10:14 2022 الإثنين ,30 أيار / مايو

نقاش مع زميلين كبيرين

GMT 06:25 2021 الجمعة ,17 كانون الأول / ديسمبر

الساحر محمد صلاح

GMT 13:10 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

لو كنت من القيادة الفلسطينية

GMT 11:20 2020 الثلاثاء ,18 آب / أغسطس

سر الاتفاق الإماراتي مع إسرائيل (1)

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 19:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 15:38 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

انفراجات ومصالحات خلال هذا الشهر

GMT 04:11 2016 الخميس ,20 تشرين الأول / أكتوبر

تقنية جديدة تظهر النصِّ المخفي في المخطوطات القديمة

GMT 13:52 2016 الأحد ,20 آذار/ مارس

كريم طبيعي مزيل لرائحة العرق

GMT 08:47 2016 الإثنين ,11 كانون الثاني / يناير

البامية للوقاية من الأمراض المستعصية والاكتئاب
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca