بعض شيوخنا أخطر من «داعش»

الدار البيضاء اليوم  -

بعض شيوخنا أخطر من «داعش»

بقلم : عماد الدين أديب

للأسف الشديد، اكتشفت فى السنوات الأخيرة أن بعض شيوخنا يشكلون خطراً على مجتمعنا أكثر مما يشكله الإرهاب التكفيرى الذى تمثله «داعش».

اكتشفت ذلك، بعد أن عشت حياتى أحترم وأجل علماء الدين المحترمين، وأرى أن فى علمهم واجتهادهم الاستنارة والفكر السليم لصحيح الدين والدنيا.

ولكن تراكمت فى السنوات الأخيرة عشرات من المواقف والفتاوى والتصريحات لعلماء كنا نثق فى تقواهم وعلمهم ورجاحة عقلهم وحسن تقديرهم لطبيعة الظروف التى نحياها التى تفرض عليهم وعلينا ما يعرف «بفقه الأولويات» فى مجتمع يعانى من الفوضى، ومهدد بالتقسيم، ويئن من البطالة، ويصرخ من ارتفاع الأسعار ولديه توترات خطيرة على كافة حدوده المشتركة مع جيرانه.

وأخيراً سمعنا كلاماً عن ارتداد باحث إسلامى، وسمعنا تصريحاً عن تكفير إخواننا وأشقائنا فى الوطن، أقباط مصر.

إن هذا الجنون هو لعب بالنار وتحريض إجرامى من الممكن أن يدمر نسيج المجتمع المصرى، الذى عاش أكثر من 1500 عام فى تآخ وتجانس بين كافة أديانه وطوائفه.

إن مثل هذه التصريحات هى صيغة تحريض على إشعال حرب دموية بين عنصرى هذه الأمة، مثلما يحدث لو اقتنع شاب أو مجموعة شباب بتصريح منسوب لعالم دارس ومسئول سابق بالدولة عن «كفر الأقباط» وقام -بناء على ذلك- بارتداء حزام ناسف وقام بنسف كنيسة بمن فيها؟

هل القاتل هنا هو من فجر نفسه أم من قام بتحريضه ودس هذه الفكرة المسمومة فى عقله وقلبه؟

إن «تسويق الفتنة» الدينية والمذهبية بين أبناء الوطن الواحد هو جريمة الجرائم التى يجب أن يعاقب عليها القانون العام لهذه البلاد فى هذا التوقيت التاريخى الحرج.

إن جسد مصر يئن منذ عام 2011 بجراح مخيفة كلما قمنا بمداواتها ومنع النزيف منها، يخرج علينا كل صباح من يريد فتح جرح جديد كبير وأعظم.

هذه فتنة كبرى إن لم نتحرك بوعى وشجاعة لوقفها سوف تلتهم الجميع دون تفرقة بين مسلم ومسيحى.

إن خطر «دعاة الفتنة» فى ظل فوضى الفتاوى وانعدام الوعى وضياع المرجعية الدينية الواعية هو أكبر وأكثر فداحة من الذين يمسكون فى أيديهم مدافع رشاشة لقتلنا أو يرتدون أحزمة ناسفة.

وتذكروا قول سيد الخلق عليه أفضل الصلاة والسلام «والله لو قام أهل صنعاء بقتل رجل بغير حق لقاتلتهم فيه» إلى آخر الحديث.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بعض شيوخنا أخطر من «داعش» بعض شيوخنا أخطر من «داعش»



GMT 11:48 2022 السبت ,11 حزيران / يونيو

الرتاق

GMT 10:14 2022 الإثنين ,30 أيار / مايو

نقاش مع زميلين كبيرين

GMT 06:25 2021 الجمعة ,17 كانون الأول / ديسمبر

الساحر محمد صلاح

GMT 13:10 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

لو كنت من القيادة الفلسطينية

GMT 11:20 2020 الثلاثاء ,18 آب / أغسطس

سر الاتفاق الإماراتي مع إسرائيل (1)

GMT 12:18 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 19:14 2019 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

يبدأ الشهر بالتخلص من بعض الحساسيات والنعرات

GMT 11:40 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 17:27 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 20:11 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تجنب الخيبات والارتباك وحافظ على رباطة جأشك

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 17:59 2019 الثلاثاء ,23 تموز / يوليو

تستاء من عدم تجاوب شخص تصبو إليه

GMT 11:31 2019 الجمعة ,29 آذار/ مارس

منع جمهور الرجاء من رفع "تيفو" أمام الترجي

GMT 08:41 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة وصادمة في حادث قتل الطفلة "إخلاص" في ميضار

GMT 06:39 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"بيكوربونات الصودا" حل طبيعي للتخفيف من كابوس الشعر الدهني

GMT 00:42 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

تعرف على أبرز صفات "أهل النار"

GMT 15:58 2018 الأحد ,08 إبريل / نيسان

"القرفة" لشعر صحي بلا مشاكل ولعلاج الصلع

GMT 11:49 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

توقيف صاحب ملهى ليلي معروف لإهانته رجل أمن

GMT 11:52 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

"زيت الخردل" لشعر صحي ناعم بلا مشاكل
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca