غضب الشباب ويأس الشيوخ

الدار البيضاء اليوم  -

غضب الشباب ويأس الشيوخ

عماد الدين أديب
الرباط - المغرب اليوم

بينما كنت أحتسى فنجاناً من الشاى بالنعناع على أحد المقاهى الشهيرة فى عاصمة عربية، وبينما أنا غارق فى محاولة التفكير فى اسم مطعم جيد المذاق، ابن حلال فى الأسعار، قاطعنى شاب فى العشرينات من عمره، وسحب مقعده وجلس على طاولتى دون استئذان، وبادرنى بلهجة عدائية:

الشاب: عاجبك اللى بيحصل يا أستاذ؟

العبد لله: قبل الإجابة عليك لم أتعرف بسيادتك؟

الشاب (معتذراً): أنا آسف، أنا أحمد، وأنهيت دراسة هندسة الكهرباء فى أفضل جامعة هنا فى العاصمة.

العبد لله: أهلاً، تشرفنا، ما هو سؤالك؟

الشاب: هل يرضيك ما يحدث الآن فى عالمنا العربى؟

العبدالله: فى أى مجال، وفى أى عاصمة؟

الشاب: كل شىء خارج السيطرة، كل شىء يدار ويفرض علينا من الخارج.

العبد لله: كيف؟ أعطنى مثالاً.

الشاب: مليون مثال ومثال من المحيط إلى الخليج.

انظر إلى تعطيل تشكيل الحكومة فى بغداد، وتظاهرات البصرة، انظر إلى التعقيدات المتعمدة لإفشال تشكيل الحكومة فى لبنان، وتأمل الوضع الاقتصادى الصعب.

العبد لله: فى النهاية ستكون هناك حكومة فى العراق، وأخرى فى لبنان، مهما طال الزمن.

الشاب: تلك هى المأساة يا عزيزى!

العبد لله: كيف؟

الشاب: إن عنصر الوقت لا معنى له فى عالمنا العربى! إن تاريخ المنطقة هو تاريخ الفرص الضائعة.

ما يتم إنجازه فى العالم فى يوم ننجزه فى شهر، وما يتم إنجازه فى شهر، ننجزه فى عام، وما يتم إنجازه فى عام ننجزه أو لا ننجزه طوال العمر.

العبد لله: أنت ترى المسألة بنظرة سوداوية موغلة فى التشاؤم.

الشاب: وأنتم يا معشر الإعلام تبيعون للرأى العام الأوهام والأكاذيب وتخدّرون عقول ومشاعر الناس.

العبدالله: نحن ضحايا مثلكم، نحن لا نمتلك سوى قلم أو ميكروفون أو كاميرا.

الشاب: هذا ليس بالقليل، الإعلام الآن أهم من الدبابات والمدافع والصواريخ، لكنكم ويا للأسف تضعونه فى خدمة الحكام.

العبد لله: الكلام سهل، والتجربة صعبة، وقواعد ومساحات التعبير مسألة تحتاج إلى التدقيق والفهم.

الشاب: أتحداكم أن تخرجوا علينا وتسموا الأشياء والأشخاص بأسمائهم، وتشرحوا للرأى العام من الفاسد؟ ومن المستبد؟ ومن القاتل؟ ومن يمول الإرهاب؟ ومن يعطل تشكيل الحكومات فى عالمنا العربى؟

العبد لله: إن شاء الله قريباً يتحقق لك هذا الحلم.

الشاب: يعنى متى بالضبط يا أستاذ؟

العبد لله (بعد تفكير طويل وتردد): بعد مائة عام وعليك خير.

وانتهى الحوار..

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غضب الشباب ويأس الشيوخ غضب الشباب ويأس الشيوخ



GMT 04:12 2018 الثلاثاء ,04 أيلول / سبتمبر

الإرهاب والفساد السياسي

GMT 04:38 2018 الثلاثاء ,24 تموز / يوليو

بين سياسة ترمب وشخصيته

GMT 04:35 2018 الثلاثاء ,24 تموز / يوليو

استئذان فى إجازة

GMT 02:59 2018 الإثنين ,23 تموز / يوليو

العراق نموذجا!

GMT 02:57 2018 الإثنين ,23 تموز / يوليو

عيون وآذان " ترامب في صحافة بلاده والعالم - 2"

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 19:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 15:38 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

انفراجات ومصالحات خلال هذا الشهر

GMT 04:11 2016 الخميس ,20 تشرين الأول / أكتوبر

تقنية جديدة تظهر النصِّ المخفي في المخطوطات القديمة

GMT 13:52 2016 الأحد ,20 آذار/ مارس

كريم طبيعي مزيل لرائحة العرق

GMT 08:47 2016 الإثنين ,11 كانون الثاني / يناير

البامية للوقاية من الأمراض المستعصية والاكتئاب
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca