لبنان الوطن البديل لسوريا!

الدار البيضاء اليوم  -

لبنان الوطن البديل لسوريا

عماد الدين أديب

لبنان الذى نعرفه كشعب وأرض ووطن ونظام قد يتغير تماماً بين ليلة وضحاها.

نحن نعيش الآن فى ظرف إقليمى شديد السيولة وشديد التقلُّب، والأعمال العسكرية على الأرض تتغير بين يوم وآخر وتؤثر بشكل كبير على المستقبل السياسى للأنظمة والمنطقة.

الوضع فى سوريا الآن شديد التعقيد من الناحية العسكرية، حيث تتداخل العمليات اليومية العسكرية مع صورة الوضع السياسى.

القوى المتداخلة فى الأعمال العسكرية هى قوى النظام وحزب الله والحرس الثورى الإيرانى وقوى مرتزقة النظام من ناحية، وهناك داعش والقوى المتحالفة معها فى ناحية أخرى، وهناك جبهة النصرة وجبهة الفتح فى ناحية ثالثة، وهناك الأكراد فى ناحية رابعة، وهناك العلويون الذين يسكنون الساحل فى ناحية خامسة، وهناك الدروز، وأخيراً هناك شعب من اللاجئين والنازحين.

يحدث ذلك فى ظل نشاط استخبارى محموم وقوى من قبَل مخابرات تركيا وقطر والسعودية والإمارات وإيران وروسيا وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة.

وفى حال سوء الأوضاع بالنسبة لنظام الرئيس بشار الأسد، فإنه من المتوقع أن تحدث حالات نزوح جماعى كبرى فى اتجاه تركيا والأردن ولبنان، ويُتوقع أن تحصل لبنان على النصيب الأكبر من هذا النزوح.

إذا حدث ذلك فإن الوضع الديموجرافى المختل حالياً بسبب وجود حجم نازحين سوريين يساوى أكثر من نصف سكان لبنان، سوف يزداد اضطراباً، وستكون له تداعيات سياسية داخلية خطيرة.

لن يصبح لبنان هو لبنان الحر السيد المستقل، بل سيصبح لبنان هو الوطن البديل للسوريين.

فى حال توجُّه سوريا نحو منطق الدويلات فإن هناك مشروعاً لتغيير خارطة لبنان كى تنسجم مع الخارطة الجديدة لسوريا.

منطق دويلات الميليشيات لا يهدد لبنان فقط، بل يهدد كل دول المنطقة وعلى رأسها مصر والعراق والسعودية.

منطق دويلات الميليشيات هو نموذج مطلوب أن يعمم فى المنطقة حتى يصبح مقبولاً وسارياً على الجميع، وبحيث يطبق على مصر والعراق والسعودية.

من هنا يجب أن تقف مصر بقوة مع بقاء لبنان موحداً وتقف مع سوريا ضد التقسيم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان الوطن البديل لسوريا لبنان الوطن البديل لسوريا



GMT 05:57 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

ما حاجتنا إلى مثل هذا القانون!

GMT 05:52 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

الوحش الذي ربّته إسرائيل ينقلب عليها

GMT 13:01 2023 الإثنين ,22 أيار / مايو

منطق ويستفاليا

GMT 09:32 2023 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

"المثقف والسلطة" أو "مثقف السلطة" !!

GMT 04:57 2022 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

‎"فتح الفكرة التي تحوّلت ثورة وخلقت كينونة متجدّدة"

GMT 18:21 2022 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

متى وأين المصالحة التالية؟

GMT 18:16 2022 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

درس للمرشحين الأميركيين

GMT 18:08 2022 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

التيه السياسي وتسييس النفط

GMT 04:55 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

إصابة عبد العالي المحمدي لا تدعو إلى القلق

GMT 02:01 2017 الخميس ,15 حزيران / يونيو

جميلة عوض تنتهي من تصوير دورها في "لا تطفئ الشمس"

GMT 20:36 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

رجل أمن يخنق زوجته وينام بجوار جثتها 3 أيام

GMT 09:44 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

كيلى جينر ترفع شعار "الأمومة مش سهلة"

GMT 13:51 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

قصات رالف أند روسو تعرض قصات من وحي الأميرات

GMT 03:10 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

محكمة بريطانية تفرج عن سيدة متهمة بالتطرف لرعاية أطفالها

GMT 02:11 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

9 أفلام يتنافسون على شباك التذاكر في موسم منتصف العام

GMT 09:18 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

20 درهمًا لمتابعة ديربي الشمال الأربعاء

GMT 06:27 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

ساندرا تشوي تبحث أحدث صيحات الموضة مع "جيمي تشو"
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca