تطبيق القانون بأثر رجعى

الدار البيضاء اليوم  -

تطبيق القانون بأثر رجعى

بقلم عماد الدين أديب

ليس المهم أن يتم توقيع اتفاقات أو خطابات نوايا مع دول أو مستثمرين، ولكن الأهم هو القدرة على خلق البيئة اللازمة للاستثمار ووضع الآلية العملية للتنفيذ دون تعذيب.

وبالأمس، وفى ندوة الفرص الاستثمارية بين مصر والسعودية، قال رجل الأعمال المخضرم الشيخ صالح كامل عبارة بالغة الأهمية: «يجب الانتباه إلى عدم تطبيق القوانين على المستثمر بأثر رجعى».

هذه العبارة هى بيت الداء فى الإشكاليات الكبرى التى تواجه المستثمر العربى والأجنبى فى مصر.

يدخل المستثمر السوق المصرية بعقد وشروط ولوائح يوقعها مع الدولة المصرية، وبعد سنوات عديدة يستيقظ ذات صباح ليجد نفسه «متهماً» بخرق القوانين وموضوعاً للتشهير فى وسائل الإعلام بسبب أن القوانين قد تبدلت.

ويجد المستثمر أن الإعفاءات التى ينص عليها عقد التأسيس قد تبخرت، بل أصبحت ديوناً يتعين عليه أن يسددها بأثر رجعى.

وينسى الذى قام بتعديل القوانين واللوائح أن «العقد هو شريعة المتعاقدين»، ويتناسى هؤلاء أيضاً أن مصر ليست السوق الوحيدة المتاحة للاستثمار على ظهر كوكب الأرض، وأن المستثمر الذى يعانى من تجربة مآسى تضارب وتغير القوانين فى مصر يمكن أن يوقف نشاطه إلى الأبد ويهرب إلى أى سوق أخرى تحترمه وتتعامل معه بمنطق ورحمة.

نحن ما زلنا نعيش عام 2016 بثقافة القوانين الاشتراكية فى الستينات.

ما زلنا نرى أن المستثمر الآتى هو «مصاص دماء فاسد» يريد سرقة خيرات وحقوق الشعب المصرى كى يهرّبها إلى خارج الوطن.

نريد من رجال الأعمال أن يأتوا بأموالهم إلى مصر دون أن نتيح لهم الحق فى إخراج أرباحها إلى بلدانهم.

من حقنا أن نأخذ ولكن ليس من حقهم أن يربحوا.

ما زلنا نتعامل مع متر الأراضى فى مصر على أنه «أرض مقدسة» يصل سعرها إلى سعر المتر فى جزيرة مانهاتن وسط نيويورك، رغم أن إجمالى المأهول من الأراضى المصرية هو 7٪ فقط بينما 93٪ ما زالت تبحث عن مشروعات.

عندى سؤال ما زال يؤرقنى: لماذا نصر على اختراع قوانين استثمار خاصة بنا، بينما هناك دول مثل ماليزيا وكوريا الجنوبية والصين وتركيا والمغرب نضجت بمبادئ عالمية لا خلاف عليها؟ لماذا لا نقلدهم؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تطبيق القانون بأثر رجعى تطبيق القانون بأثر رجعى



GMT 11:48 2022 السبت ,11 حزيران / يونيو

الرتاق

GMT 10:14 2022 الإثنين ,30 أيار / مايو

نقاش مع زميلين كبيرين

GMT 06:25 2021 الجمعة ,17 كانون الأول / ديسمبر

الساحر محمد صلاح

GMT 13:10 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

لو كنت من القيادة الفلسطينية

GMT 11:20 2020 الثلاثاء ,18 آب / أغسطس

سر الاتفاق الإماراتي مع إسرائيل (1)

GMT 10:56 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ننشر 10 تساؤلات بشأن تعويم الدرهم

GMT 02:23 2014 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

السياحة الجنسية ظاهرة خطيرة تُثقل كاهل المجتمع في مراكش

GMT 18:29 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

تسيير أول خط طيران مباشر بين بابوا غينيا الجديدة والصين

GMT 21:23 2018 الثلاثاء ,04 أيلول / سبتمبر

إنقلاب سيارة "پورش" يقودها سعودي في طنجة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca