الحمل الثقيل الذى يحمله الرئيس

الدار البيضاء اليوم  -

الحمل الثقيل الذى يحمله الرئيس

عماد الدين أديب

هل تعرفون ما هى أكبر الأزمات التى يتعرض لها ويواجهها الرئيس عبدالفتاح السيسى؟

إنها أزمة صناعة القرار.

أزمة الرئيس مع صناعة القرار، أنه يفكر وحده، ويبحث عن المعلومات وحده، ويصنع القرار وحده، ويتابع تنفيذه وحده، ويقوم بالتسويق له وحده، ويدافع عنه وحده، ويتحمل تبعاته وحده.

الرئيس، وهنا نتحدث عن أى رئيس، هو بحكم الدستور، وبحكم المنصب، وبحكم العرف السياسى هو أعلى سلطة تنفيذية فى البلاد.

والمتعارف عليه، وأيضاً من الطبيعى أن يعاونه فريق استشارى متخصص من أهم وأفضل الخبرات فى البلاد.

والمتعارف عليه أيضاً أن تقوم بقية الأجهزة التنفيذية والسيادية فى الدولة بمعاونته.

والمتعارف عليه أن تقوم سلطات التشريع والقضاء بإقامة نظام الدولة القانونية المدنية المنضبطة التى تهيئ له كرئيس للسلطة التنفيذية أداء مهمته.

والمنطقى أن تكون النخب السياسية مشاركة معه فى تدعيم النظام بالآراء المؤيدة أو المخالفة من أجل إثراء وتوجيه القرار.

للأسف، هذا كله ليس متوتراً فى هذه المرحلة التى نحياها.

وحده يقود الرئيس سفينة الوطن وسط عواصف عاتية، بلا من يحافظ معه على سلامة السفينة، ولا يوجد معه من يعطيه إحداثيات بوصلة السفينة للوصول إلى بر الأمان المنشود.

أرجوكم تخيلوا معى شعور الرجل وهو يواجه تراكمات تاريخية من الفساد الإدارى، وسوء الخدمات، وفشل الجهاز البيروقراطى البالغ 7 ملايين موظف حكومى.

تخيلوا معى مشاعر الرجل وهو يتعامل مع قائمة طويلة وخطرة من التحديات الداخلية والخارجية بينما يرى النخبة السياسية فى حالة مشاجرة عقيمة وعبثية لا تؤدى إلا إلى انقسام وتشرذم وإحباط الحالة النفسية للرأى العام.

من أقسى الأمور على أى قائد سياسى،أو مدير أى نوع من أنواع الأعمال، أن يشعر بأنه وحده دون سواه الذى يحمل الأعباء والمسئوليات الجسام دون أى مساعدة حقيقية ممن حوله.

دور المساعدين هو الدعم والمساندة والمشورة والنصح وتقديم البدائل.

دور المساعدين جعل حياة الحاكم أسهل وأيسر وليست أعقد أو أصعب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحمل الثقيل الذى يحمله الرئيس الحمل الثقيل الذى يحمله الرئيس



GMT 05:57 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

ما حاجتنا إلى مثل هذا القانون!

GMT 05:52 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

الوحش الذي ربّته إسرائيل ينقلب عليها

GMT 13:01 2023 الإثنين ,22 أيار / مايو

منطق ويستفاليا

GMT 09:32 2023 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

"المثقف والسلطة" أو "مثقف السلطة" !!

GMT 04:57 2022 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

‎"فتح الفكرة التي تحوّلت ثورة وخلقت كينونة متجدّدة"

GMT 18:21 2022 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

متى وأين المصالحة التالية؟

GMT 18:16 2022 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

درس للمرشحين الأميركيين

GMT 18:08 2022 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

التيه السياسي وتسييس النفط

GMT 10:56 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ننشر 10 تساؤلات بشأن تعويم الدرهم

GMT 02:23 2014 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

السياحة الجنسية ظاهرة خطيرة تُثقل كاهل المجتمع في مراكش

GMT 18:29 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

تسيير أول خط طيران مباشر بين بابوا غينيا الجديدة والصين

GMT 21:23 2018 الثلاثاء ,04 أيلول / سبتمبر

إنقلاب سيارة "پورش" يقودها سعودي في طنجة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca