أجانب يقاتلون مع ثوار سوريا

الدار البيضاء اليوم  -

أجانب يقاتلون مع ثوار سوريا

عبد الراحمن الراشد

رفض معاذ الخطيب رئيس الائتلاف السوري الانتقادات الموجهة للمعارضة لسماحها بمشاركة مقاتلين أجانب في المعارك، ورد عليها: بأي حق تطلبون منا ذلك ولا أحد يفعل شيئا ضد الروس والإيرانيين وعناصر حزب الله الذين يقاتلون إلى جانب النظام؟ المبدأ والتوقيت يقولان: الخطيب على حق، حتى في الحروب توجد قواعد اشتباك يفترض أن تطبق على الجانبين. قوات الأسد لم تحترم شيئا منها حتى تطالب قوات المعارضة بالالتزام بها مع أنها الطرف الأضعف. تستخدم الطائرات والأسلحة الثقيلة في قصف المدن والقرى، وتهاجم المستشفيات والمدارس، وتستخدم سيارات الإسعاف لنقل مسلحيها. الممارسات زادت سوءا مع الهزائم التي منيت بها القوات الحكومية، حيث بدأت تستخدم غازات وأسلحة كيماوية آخرها أمس في ريف دمشق. منذ بداية الانتفاضة ضد نظام بشار الأسد قبل عامين، وكانت مجرد مظاهرات احتجاجية لأكثر من أربعة أشهر، كنا نتوقع التصادم، وأنه سيكون أكثر شراسة من كل ثورات الربيع الأخرى مدركين طبيعة النظام الأمنية العسكرية. لقد كان يقتل الناس بالعشرات وهي تتظاهر، ويقتل الذين يحاولون سحب الجثث من الشوارع لدفنها. وكنا ندري بأن المواجهة إن طالت فإن سوريا ستكون أكثر ساحات الحرب إغراء تستقطب المجاميع الإرهابية أيضا، لرمزيتها التاريخية وجاذبيتها السياسية، وسيكون صعبا على العالم حينها السيطرة على الوضع. نحن الآن نقترب من هذه النقطة، هناك تقارير تزعم وجود نحو 15 ألف مقاتل أجنبي من الجهاديين بعضهم أقرب إلى فكر «القاعدة»، وبعضهم ينتمي إليها فعلا. ربما في الرقم مبالغة، ومع هذا فمن المؤكد أن سوريا صارت المغناطيس الذي يجتذب المقاتلين من أنحاء العالم، خاصة أن النظام يترنح وبشائر النصر تغري الجهاديين بالتقاطر على عاصمة الخلافة الأموية التاريخية. ولو أن الذين ينتقدون المعارضة السورية، لأنها ترضى بالقتال إلى جانب حلفائها الأجانب، كانوا سارعوا مبكرا لدعم الثوار السوريين قبل عام ونصف ربما ما كنا قد أصبحنا في هذا الوضع المعقد. كان إسقاط الأسد حينها أسهل من اليوم، لم يكن هناك روس وإيرانيون إلى جانبه، وكان التوقيت ملائما، فالربيع العربي حينها يبرر أي تدخل ضد نظام قمعي، كما حدث في ليبيا وبه تم إسقاط الديكتاتور القذافي. الآن، لم يعد ممكنا فتح جبهة جديدة ضد الأجانب المتطرفين الذين جاءوا من فرنسا وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة وأستراليا، وكذلك من الدول العربية. فالحرب فقط بين معسكرين، الأسد والثوار. فيها يتقاتل نحو مائتي ألف، كيف يمكن أن يقال للثوار قاتلوا الذين يقاتلون معكم؟! الثوار سيرحبون بكل رجل وبندقية، من دون أن يسألوا مع من ولماذا يقاتل. المأساة عليهم صارت أعظم من أن تمنحهم ترف الاختيار. مائة ألف قتيل وخمسة ملايين مشرد مبرران يفرضان قبول أي مساعدة ولو من الشيطان. هذا هو منطق المعارضة الذي لا يمكن لأحد محاججته، ففي الحروب لا تستطيع تحرير مخالفات مرور، وهذه أسوأ حروب المنطقة وأكثرها بشاعة. نقلاً عن جريدة الشرق الأوسط

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أجانب يقاتلون مع ثوار سوريا أجانب يقاتلون مع ثوار سوريا



GMT 05:57 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

ما حاجتنا إلى مثل هذا القانون!

GMT 05:52 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

الوحش الذي ربّته إسرائيل ينقلب عليها

GMT 13:01 2023 الإثنين ,22 أيار / مايو

منطق ويستفاليا

GMT 09:32 2023 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

"المثقف والسلطة" أو "مثقف السلطة" !!

GMT 04:57 2022 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

‎"فتح الفكرة التي تحوّلت ثورة وخلقت كينونة متجدّدة"

GMT 18:21 2022 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

متى وأين المصالحة التالية؟

GMT 18:16 2022 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

درس للمرشحين الأميركيين

GMT 18:08 2022 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

التيه السياسي وتسييس النفط

GMT 12:18 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 19:14 2019 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

يبدأ الشهر بالتخلص من بعض الحساسيات والنعرات

GMT 11:40 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 17:27 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 20:11 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تجنب الخيبات والارتباك وحافظ على رباطة جأشك

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 17:59 2019 الثلاثاء ,23 تموز / يوليو

تستاء من عدم تجاوب شخص تصبو إليه

GMT 11:31 2019 الجمعة ,29 آذار/ مارس

منع جمهور الرجاء من رفع "تيفو" أمام الترجي

GMT 08:41 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة وصادمة في حادث قتل الطفلة "إخلاص" في ميضار

GMT 06:39 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"بيكوربونات الصودا" حل طبيعي للتخفيف من كابوس الشعر الدهني
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca