في الموصل سقط «داعش» وآخرون

الدار البيضاء اليوم  -

في الموصل سقط «داعش» وآخرون

بقلم : عبد الرحمن الراشد

قبل عامين جاء سقوط الموصل مدوًيا، وسقط معه نوري المالكي رئيس الحكومة، الذي ظن العالم استحالة إخراجه رغم انتهاء رئاسته. بسقوط الموصل في يد «داعش» سقطت مزاعم كثيرة.

المالكي، الذي هيمنت عليه فكرة السلطة المطلقة، ظن أنه بضرب القوى السنية المعارضة له في البرلمان، وإخراجهم من الحكومة، وإرسال قواته إلى الأنبار لتأديبهم، وحرق خيامهم، سيقضى على الإرهاب والمعارضة أو هكذا باعها للشعب العراقي. جاء سقوط الموصل ليثبت أن المالكي صنع من الدولة آلة لخدمة أهدافه فقط، حتى فرغها من مضمونها الدستوري والشعبي والأخلاقي. سقوط الموصل جر المالكي إلى الهاوية فسقط سقطة مريعة بعد أن اتضح أنه يعلم بالخطر ولم يفعل شيئا، وأنه عين مقربيه غير الأكفاء لقيادة الجيوش، وسمح للفساد بدرجة طالت المؤسستين الأمنية والعسكرية.

سقوط الموصل كذلك فضح أكذوبة المعارضة السنية في محافظات مثل الأنبار. كانوا يزعمون أن من «حرر» الأنبار هم لفيف من المعارضة الوطنية من بعثيين ومجلس عشائر ونقشبندية، لنكتشف سريًعا أنه «داعش» بأعلامه السوداء وممارساته الإجرامية.

وفي الخندق نفسه سقطت الأصوات العربية المتحمسة للمعارضة العراقية المسلحة والحكومات التي كانت قد انخدعت بها. نعم هناك بعثيون غاضبون، ومجلس عشائر معارض، ونقشبندية معارضة، وما دام أن النظام يتعمد تهميشهم سيستمرون شوكة في خاصرته، لكنهم لم يكونوا من استولى على الرمادي ولاحًقا الموصل بل كان تنظيم داعش الإرهابي الذي باشر تصفيتهم أيًضا، حيث قتل عدًدا من قيادات النقشبندية رغم توسل قائدهم عزة الدوري، نائب الرئيس الراحل صدام حسين، في شريط صوتي أُذيع بناء على شروط حكام الموصل الجدد من الدواعش، ورغم توسله قام بإعدام عدد منهم.

من الأكاذيب التي راجت عقب استيلاء «داعش» على الموصل بطولات وهمية روجت لها إيران تظهر صورقاسم سليماني قائد إيران الذي لا يقهر، وهو المكلف بإدارة حروبها في الخارج، ظهر محاًطا بعسكره يتعهد بتحرير الموصل قريًبا. مر عامان على الحدث، ولم نر أحًدا يدخل المدينة إلا الآن.

قوات إيران، وميليشياتها، تحارب بلا كلل لكنها ليست معجزة عسكرية كما يروج لها النظام، ولولا الدعم اللوجيستي والاستخباراتي من الأميركيين، والقوات المتحالفة معهم، لن يتمكنوا من الاستيلاء على الموصل دون خسائر هائلة، كما اتضح ذلك في معاركهم في سوريا، التي عجزوا عن فك الحصار عن قريتين إلا بجهود متعددة وزمن طويل وخسائر هائلة. ونجحوا في تهديم المدن السورية مستعينين بالقوات الجوية الروسية لكنهم لم يستولوا عليها. الموصل أثبتت أن الجنرال سليماني مجرد أسطورة إعلامية، وعرت خرافات الانتصارات الإيرانية، وأنها حامية العراق وسوريا الأسد.

الموصل اليوم تحرر بقوة دولية تتقدمها القوات العراقية وتنخرط فيها قوة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة وتشاركها قوى إقليمية مثل تركيا.

سقوط الموصل برهن على أن النظام الطائفي في العراق مستحيل نجاحه كنظام سياسي، وأعجز من أن ينجح في الحفاظ على كيان الدولة آمًنا مستقًرا ومزدهًرا. وما محاولة الطائفيين لاستثمار الانتصار المتوقع في الموصل إلا وسيلة لإقناع أتباعهم بأنهم يمثلون الانتصار، متجاهلين أنهم السبب في الهزيمة والمأساة المزمنة، والتي ستتكرر ما دام أن الطائفيين على الجانبين يتاجرون بعواطف الناس ومآسيهم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في الموصل سقط «داعش» وآخرون في الموصل سقط «داعش» وآخرون



GMT 18:24 2022 الأحد ,09 تشرين الأول / أكتوبر

إرضاء واشنطن مهمة صعبة

GMT 18:26 2022 الإثنين ,03 تشرين الأول / أكتوبر

بعد غياب الـ«بي بي سي»

GMT 12:17 2022 الجمعة ,30 أيلول / سبتمبر

هل هي نهاية «الإخوان»؟

GMT 23:04 2022 الأربعاء ,14 أيلول / سبتمبر

هل يحافظ تشارلز على العرش؟

GMT 16:01 2022 الأربعاء ,07 أيلول / سبتمبر

كوشنر وترمب والمنطقة

GMT 05:41 2015 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

صور لبومة تشبه مارلين مونرو عندما تفرّق ريشها بسبب العواصف

GMT 12:31 2015 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

7 مناورات مشتركة للقوات البرية الروسية في 2016

GMT 12:14 2016 الثلاثاء ,27 أيلول / سبتمبر

بدء أعمال المنتدى الدولي للطاقة في الجزائر

GMT 02:16 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

فرحة عارمة تعم شوارع المغرب بعد فوز فريق الوداد البيضاوي

GMT 17:52 2016 الجمعة ,15 إبريل / نيسان

المجوهرات دليل على حب الرجل للمرأة

GMT 19:26 2017 السبت ,16 أيلول / سبتمبر

"إلعب إلعب" أغنية سناء محمد الجديدة على يوتيوب
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca