ملاحقة المحرضين على مصر دولياً

الدار البيضاء اليوم  -

ملاحقة المحرضين على مصر دولياً

بقلم : عبد الرحمن الراشد

الجرائم المتكررة التي تستهدف مصر عمل خارجي شرير صار يستوجب تحركاً إقليمياً ودولياً؛ فحجمها وأسبابها يجعلانها أكثر من كونها مشكلة خاصة بمصر والمصريين.

ما حدث أمس بالمنيا ضمن سلسلة أعمال إرهابية مرتبطة بالمعارضة المصرية المسلحة، وكذلك المعارضة التي تحرض بشكل علني.

هذا يدفع للمطالبة باعتبار كل أعمال التحريض والانخراط في التأليب على مصر جريمة دولية، كما هو الحال اليوم بالنسبة لتنظيمات إرهابية، مثل «داعش» و«القاعدة» و«أنصار الشريعة» وغيرها. وعلى الحكومات ووسائل الإعلام التي تسمح بالتحريض على مصر أن تواجه مسؤوليتها، فمسؤوليتها مباشرة فيما يجري على أرض مصر. لا بد أن نقول لها أنتم طرف فيما يحدث في مصر الذي لم يعد يستهدف أجهزة الحكومة كما كانوا يبررون لأنفسهم في السابق، ويعتبرونها حرباً بين النظام والمعارضة. غالبية الجرائم موجهة ضد منشآت مدنية، وضحاياها مدنيون، وفيها تحريض طائفي ديني، إسلامي قبطي.

نحن نتضامن مع الشعب المصري، ولا يمكن أن نقف متفرجين، محايدين تجاه الجرائم المتكررة. ولا يقبل السكوت على عمليات التحريض التي تبرر لمثل هذا الإرهاب البشع المتحالف مع القوى السياسية المعارضة. على جماعة الإخوان المسلمين، والحكومات الداعمة لها، أن تعي خطورة ما تفعله لأنهم مسؤولون عن العمليات الإرهابية، نتيجة لأفعالهم التي تجاوزت المعقول في الخلافات السياسية. وستجد هذه الجماعات، وكذلك الحكومات المتضامنة معها في الجريمة، استهدافها بالمحاصرة الدولية، بالملاحقة والاتهامات التي ستحملها مسؤولية الجرائم التي تشهدها مصر.

لقد تجاوز الخلاف مع الحكومة المصرية كل الحدود. الحملة السياسية والتنظيمية والإعلامية والتمويلية ضد الحكومة المصرية تمادت كثيراً، بعد أن فشلت في خلق حراك مدني سلمي كانت تظن وتتمنى أن يثور. وبعد فشل إعادة سيناريو الربيع المصري صارت خطتها الدعوة والتبرير للانقضاض على الدولة بالقوة.

وكما يحارب العالم تضامنياً «داعش» في العراق وسوريا، فإنه سينظر بعين الغضب إلى ما يحدث في مصر، ولن يكون صعباً ملاحقة الحكومات التي تدعم الجماعات المصرية الإرهابية سواء بالمال أو الإعلام. أكثر من تسعين شخصاً قتلوا في أربعة أعمال إرهابية ذات طابع طائفي في القاهرة والإسكندرية وطنطا، وبالأمس في المنيا.

التوجه الدولي الجديد لا يكتفي بملاحقة التنظيمات الإرهابية، بل يوسع دائرة الملاحقة والمحاسبة إلى الحكومات التي تسمح للجماعات الحاملة للفكر المتطرف، أو تلتقي معها في الخطاب السياسي، وكذلك التي تروج للتطرف إعلامياً وسياسياً. ولم يعد هناك شك في وجود علاقة عضوية بين هذه الجماعات التي تدعي أنها سلمية وتتفق في الوقت نفسه مع الإرهابيين فكرياً. صارت تصنف كجناح سياسي، وهذا ينطبق على جماعة الإخوان المسلمين، والمصرية بشكل خاص.

جريمة المنيا أمس، مثل جريمة مانشستر في بريطانيا قبل أيام، لا تخرج عن دائرة ثقافة العنف وتبرير الإرهاب والدعاية الإعلامية والتمويل غير المباشر. والإرهاب بات جريمة دولية، ولم تعد مشكلة داخلية يكتفي فيها بإرسال التضامن والعزاء

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ملاحقة المحرضين على مصر دولياً ملاحقة المحرضين على مصر دولياً



GMT 18:24 2022 الأحد ,09 تشرين الأول / أكتوبر

إرضاء واشنطن مهمة صعبة

GMT 18:26 2022 الإثنين ,03 تشرين الأول / أكتوبر

بعد غياب الـ«بي بي سي»

GMT 12:17 2022 الجمعة ,30 أيلول / سبتمبر

هل هي نهاية «الإخوان»؟

GMT 23:04 2022 الأربعاء ,14 أيلول / سبتمبر

هل يحافظ تشارلز على العرش؟

GMT 16:01 2022 الأربعاء ,07 أيلول / سبتمبر

كوشنر وترمب والمنطقة

GMT 02:38 2017 الخميس ,26 كانون الثاني / يناير

زيادة طفيفة في التأييد العام للسيدة الأولى ميلانيا ترامب

GMT 07:13 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

توقعات "الأرصاد الجوية" لطقس المملكة المغربية السبت

GMT 17:45 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد يربك حسابات المغرب التطواني ويبعثر أوراق فرتوت

GMT 15:58 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال شخص في ثغر مليلية بتهمة الترويج لـ"داعش"

GMT 14:08 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس المجلس الإقليمي للناظور يوزع خمس سيارات للنقل المدرسي

GMT 17:53 2016 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

مشروب "الشعير المغلي" لخسارة دهون البطن في أسبوع

GMT 04:59 2015 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

جزر تايلاند الوجهة المفضلة للسيّاح في جنوب شرق آسيا

GMT 06:10 2017 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

الشاعرة المغربية الشاوي بشرائيل تزور اسرائيل برأس مرفوع

GMT 01:01 2015 الجمعة ,11 كانون الأول / ديسمبر

أرجل الدجاج تعالج ارتفاع ضغط الدم

GMT 20:20 2016 السبت ,12 آذار/ مارس

المشمش غني بالعناصر والأملاح المعدنية

GMT 08:22 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

الموقفين في جريمة حمزة الشايب يرشدون على هوية صاحب المهمة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca