(وثائق) عن بعض أمراء المؤمنين

الدار البيضاء اليوم  -

وثائق عن بعض أمراء المؤمنين

مشعل السديري
بقلم : مشعل السديري

حكى السلامي الشاعر قال: دخلت على (عضد الدولة)، فمدحته فأجزل لي العطاء وبين يديه حسام خرواني فرآني ألحظه، فرمى به إليَّ وقال: خذه، فقلت: وكل خير عندنا من عنده، فرد عليَّ غاضباً: ذاك أبوك، فبقيت متحيراً لا أدري ما أراد، فجئت أستاذي فشرحت له الحال، فقال: ويحك! قد أخطأت عظيمة، لأن هذه الكلمة لأبي نواس يصف كلباً حيث يقول:
أَنعَتُ كَلباً أَهلُهُ مِن كَدهِ/ قَد سَعِدَت جُدودُهُم بِجَدهِ
وَكُل خَيرٍ عِندَهُم مِن عِندِهِ
قال: فعدت متوشحاً بكساء ثقيل فوقفت بين يديه فقال: ما بك؟ فقلت: أصبت بحمى قوية، فسألني: هل تعرف سبب حماك؟!، قلت له: نظرت في ديوان (أبو نواس)، فتبسم وهو يردد: لا بأس عليك من الحمى، ودعا له.
كما روي أن عضد الدولة بعث القاضي أبا بكر الباقلاني في رسالة إلى ملك الروم، فلما ورد مدينته عرف الملك خبره ومحله من العلم، ففكر الملك في أمره، وعلم أنه لا يفكر له إذا دخل عليه كما جرى رسم رعيته أن يقبل الأرض بين يدي الملك، فتجنبت له الفكرة أن يضع سريره الذي يجلس عليه وراء باب قصير لا يمكن أن يدخل أحد منه إلا راكعاً ليدخل القاضي منه في تلك الحال.
فلما وصل القاضي إلى المكان تذكر نصيحة (عضد الدولة) فأدار ظهره، ودخل من الباب وهو يمشي إلى خلفه، وقد استقبل الملك بدبره حتى صار بين يديه، ثم رفع رأسه وأدار وجهه حينئذ علم الملك من فطنته وهابه، وأصبح بعدها لا يدخل مراسيل أمير المؤمنين إلا من أبواب شديدة الارتفاع.
وذكر (الهمداني) في تاريخه أنه بلغ إلى عضد الدولة خبر قوم من الأكراد يقطعون الطريق، ويقيمون في جبال شاقة، فلا يقدر عليهم، فاستدعى أحد التجار ودفع إليه بغلاً عليه صندوقان فيهما حلوى قد شيبت بالسم، وأكثر طيبها، وأعطاه دنانير، وأمر أن يسير مع القافلة.
ففعل التاجر ذلك وسار أمام القافلة، فنزل القوم وأخذوا الأمتعة والأموال وانفرد أحدهم بالبغل وصعد به مع جماعتهم إلى الجبل، وشلحوا التاجر وجماعته من ثيابهم وجعلوهم عراة، فلما فتح الصندوق وجد الحلوى يفوح طيبها، فرأوا ما لم يروه أبداً قبل ذلك، فأمعنوا في الأكل بعد مجاعة، فانقلبوا فهلكوا عن آخرهم، فبادر التاجر إلى أخذ أموالهم وأمتعتهم وسلاحهم، واستردوا المأخوذ عن آخره، ورجعوا إلى عضد الدولة يبشرونه بما حصل.
فقال: الحمد لله أن هذه المكيدة محت أثر العاتين، وحصدت شوكة المفسدين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وثائق عن بعض أمراء المؤمنين وثائق عن بعض أمراء المؤمنين



GMT 05:57 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

ما حاجتنا إلى مثل هذا القانون!

GMT 05:52 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

الوحش الذي ربّته إسرائيل ينقلب عليها

GMT 13:01 2023 الإثنين ,22 أيار / مايو

منطق ويستفاليا

GMT 09:32 2023 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

"المثقف والسلطة" أو "مثقف السلطة" !!

GMT 04:57 2022 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

‎"فتح الفكرة التي تحوّلت ثورة وخلقت كينونة متجدّدة"

GMT 11:50 2021 الثلاثاء ,26 تشرين الأول / أكتوبر

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 18:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 08:12 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

أويلرز يفوز على مونتريال في دوري هوكي الجليد

GMT 05:03 2017 الأربعاء ,27 أيلول / سبتمبر

شخص ملثم أضرم النار داخل مسجد فجر الاربعاء

GMT 17:08 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

"المغرب اليوم" يكشف عن أجر "جون سينا" في" التجربة المكسيكية"

GMT 06:44 2018 الأربعاء ,26 أيلول / سبتمبر

"كالابريا" أحد كنوز إيطاليا الخفية عن أعين السائحين

GMT 01:14 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

مرتجي يؤكد استعداد الأهلي إلى "حدث تاريخي"

GMT 06:21 2018 الإثنين ,02 تموز / يوليو

أحلام تهتف باسم الملك وتُغني للراية الحمراء

GMT 20:38 2018 الأربعاء ,06 حزيران / يونيو

"شعبي نايت لايف" حفلة ضخمة للطرب في عيد الفطر
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca