«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين (3)

الدار البيضاء اليوم  -

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين 3

مشعل السديري
بقلم : مشعل السديري

(هارون الرشيد) بويع له بالخلافة في الليلة التي توفي فيها أخوه، وولد في تلك الليلة المأمون، وكانت ليلة عظيمة لم ير مثلها في بني العباس؛ مات فيها خليفة، ووُلي خليفة، ووُلد خليفة.
ويقال إنه بينما كان (الرشيد) يطوف في قصر له إذ مر بجارية له (.....) وتسحب أذيالها من التيه، فراودها، فقالت يا أمير المؤمنين إنك هجرتني مدة ولم يكن عندي علم بموافاتك، فانتظرني الليلة حتى أتهيأ، فلما أصبح انتظرها فلم تجئ، فقام ودخل عليها وسألها إنجاز الوعد، فقالت: أما علمت أن (كلام الليل يمحوه النهار). فطلب من الشعراء مصعب والرقاشي وأبو نواس: ليقل كل واحد منكم شعراً يكون آخره «كلام الليل يمحوه النهار».
وأكثر ما أعجبه ما قاله (أبو نواس):
وخود أقبلت في القصر (.....)/ ولكن زين (.....) الوقار
وقد سقط الردا عن منكبيها/ من التجميش وانحل الإزار
وهز الريح أردافاً ثقالاً/ وغصناً فيه رمان صغار
هممت بها وكان الليل ستراً/ فقام لها على المعنى اعتذار
وقالت في غد فمضيت حتى/ أتى الوقت الذي فيه المزار
وقلت الوعد سيدتي فقالت/ كلام الليل يمحوه النهار
فقال له: ويلك أكنت مطلعاً علينا أو ثالثنا في القصر؟ فقال: لا والله يا أمير المؤمنين، ولكن نظرت إليك فعرفت ما في نفسك وعبرت عما في ضميرك. فأمر له بأربعة آلاف درهم ولصاحبيه بمثلها.
قال أعرابي للرشيد يوماً: يا هارون، فغضب وقال ما حملك ألا تناديني بكنيتي؟، فقال: الله كنّى أعداءه فقال: «تبت يدا أبي لهب»، وسمّى أحبابه وقال لنبي الله: (يا عيسى) - عندها هدأ الرشيد ونكّس رأسه.
أقام أحد الولاة الحدّ على (شاة)، فقالوا له: إنها بهيمة، فرد عليهم: الحدود لا تعطل. فانتهى خبره إلى الرشيد، فلما وقف بين يديه قال: من أنت؟ قال: مولى لبني كلاب، فضحك الرشيد وقال: كيف بصرك بالحكم؟ قال: الناس والبهائم عندي واحد في الحق ولو وجب الحق على بهيمة حتى لو كانت أمي أو أختي، فلن تأخذني في الله لومة لائم، فأمر الرشيد بألا يستعان به إطلاقاً.
قال السماك الزاهد للرشيد وقد دعاه إلى قدح ماء ليشربه، فقال له يا أمير المؤمنين لو منعت منك هذه الشربة بكم تشتريها؟ فقال الرشيد بملكي كله. فقال له السماك: فلو منعت خروجها منك و(لم تتبول) فبكم تشتريها؟ فقال هارون: بملكي كله. فقال: لا خير في ملك لا يساوي شربة ولا بولة - يتبع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين 3 «وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين 3



GMT 05:57 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

ما حاجتنا إلى مثل هذا القانون!

GMT 05:52 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

الوحش الذي ربّته إسرائيل ينقلب عليها

GMT 13:01 2023 الإثنين ,22 أيار / مايو

منطق ويستفاليا

GMT 09:32 2023 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

"المثقف والسلطة" أو "مثقف السلطة" !!

GMT 04:57 2022 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

‎"فتح الفكرة التي تحوّلت ثورة وخلقت كينونة متجدّدة"

GMT 11:50 2021 الثلاثاء ,26 تشرين الأول / أكتوبر

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 18:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 08:12 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

أويلرز يفوز على مونتريال في دوري هوكي الجليد

GMT 05:03 2017 الأربعاء ,27 أيلول / سبتمبر

شخص ملثم أضرم النار داخل مسجد فجر الاربعاء

GMT 17:08 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

"المغرب اليوم" يكشف عن أجر "جون سينا" في" التجربة المكسيكية"

GMT 06:44 2018 الأربعاء ,26 أيلول / سبتمبر

"كالابريا" أحد كنوز إيطاليا الخفية عن أعين السائحين

GMT 01:14 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

مرتجي يؤكد استعداد الأهلي إلى "حدث تاريخي"

GMT 06:21 2018 الإثنين ,02 تموز / يوليو

أحلام تهتف باسم الملك وتُغني للراية الحمراء

GMT 20:38 2018 الأربعاء ,06 حزيران / يونيو

"شعبي نايت لايف" حفلة ضخمة للطرب في عيد الفطر
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca