ستقع عندما تنتهي بطاريتك

الدار البيضاء اليوم  -

ستقع عندما تنتهي بطاريتك

مشعل السديري
بقلم : مشعل السديري

في هذا المقال بالذات، أرجوكم خذوني على قد عقلي، لأنني بالفعل متمخوّل - أي (فيوزي ضاربة) -، فها هي يا سادتي عالمة إماراتية تقول إنها تعيش في سن الـ44 سنة إلا أن جيناتها تبدو وكأنها في سن فتاة في عمر 16 سنة، وإنها من الممكن أن تعيش 129 سنة، كأي شخص في الـ60 من عمره.
وتردف العالمة الإماراتية الحائزة جائزة المرأة العربية الرائدة في المجال الصحي 2019 قائلة: إنه يمكن للإنسان أن يصل إلى ذلك بواسطة إعادة برمجة جيناته – انتهى.
ومناقشة الأعمار، التي هي بيد الله، هي خوض بين الوهم والخيال، وكلام هذه العالمة ذكرني بفيلم (in time)، وفيه رسالة عبقرية مخيفة، ولا بأس من أن استعراضها:
يبدأ الفيلم بأن الإنسان عمره الحقيقي مسجل على الذراع الأيسر (لكل الأبطال ولجميع المشاركين في الفيلم)، فمثلاً من يحتاج لشراء أي شيء يجب أن يستغني عن 20 دقيقة أو ساعة أو يوم مقابل أن يحصل على هذا الشيء.
وفي أحد المشاهد يظهر البطل وهو ينتظر أمه على المحطة ليمنحها من يده بعض الساعات والأيام كي يلحقها قبل أن تموت لأنه يعلم أن المتبقي من عمرها ساعة ونصف فقط وبطارية العمر لديها ستنتهي حيث ستموت بشكل تلقائي.
فعندما استقلت الأم الباص قاصدة ابنها قال لها السائق: سيدتي الإيجار يعادل استهلاك ساعتين من عمرك، وأنت لا تملكين سوى ساعة ونصف فقط، فنظرت للناس حولها نظرة حيرة ورجاء، لكن لم يكترث أحد منهم ولم يمنحها أحد ولا حتى عدة دقائق من عمره.
نزلت الأم وبدأت الجري بسرعة لمقابلة ابنها الذي كان ينوي أن يهديها عشر سنوات من رصيد عمره المسجل على ذراعه حباً لها. من بعيد شاهدا بعضهما البعض وقاما بالجري باتجاه بعض والدقائق تعد والثواني تجري وبمجرد أن وصلا لبعضهما وحضنت ابنها وقعت بعدها وماتت لاستيفائها آخر ثانية من عمرها.
الخلاصة هي: أنك يوماً ما ستقع وتنتهي صلاحية بطاريتك، ولن ينقذك إلا نفسك وسعيك واجتهادك وحلمك. شخصان فقط سيكونان على أتم الاستعداد لتفريغ بطارية عمرهما من أجل أن تعيش أنت وتحقق أحلامك... (أمك وأبوك) هما الوحيدان المستعدان لمنحك دقائق وساعات لأنهما يعتبرانك الأحق بكل دقيقة من حياتهما. إنها الفطرة والمحبة المنقولة بطريقة الوراثة في الدم.
إيّاك ثم إيّاك أن تضيع دقيقة من حياتك في العبث والحسرة والحزن والانتقام والندم على شيء ما يا (فالح).

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ستقع عندما تنتهي بطاريتك ستقع عندما تنتهي بطاريتك



GMT 05:57 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

ما حاجتنا إلى مثل هذا القانون!

GMT 05:52 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

الوحش الذي ربّته إسرائيل ينقلب عليها

GMT 13:01 2023 الإثنين ,22 أيار / مايو

منطق ويستفاليا

GMT 09:32 2023 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

"المثقف والسلطة" أو "مثقف السلطة" !!

GMT 04:57 2022 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

‎"فتح الفكرة التي تحوّلت ثورة وخلقت كينونة متجدّدة"

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 19:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 15:38 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

انفراجات ومصالحات خلال هذا الشهر

GMT 04:11 2016 الخميس ,20 تشرين الأول / أكتوبر

تقنية جديدة تظهر النصِّ المخفي في المخطوطات القديمة

GMT 13:52 2016 الأحد ,20 آذار/ مارس

كريم طبيعي مزيل لرائحة العرق

GMT 08:47 2016 الإثنين ,11 كانون الثاني / يناير

البامية للوقاية من الأمراض المستعصية والاكتئاب
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca