الفراسة

الدار البيضاء اليوم  -

الفراسة

مشعل السديري
بقلم : مشعل السديري

(الفراسة) هي موهبة لا يمتلكها إلا من أوتي عقلاً راجحاً، وهي خليط من الذكاء ودقة الملاحظة وعدم التسرع وتقليب الأمر من عدة أوجه واحتمالات، وعن نفسي أعترف وأقول: إنني لم أظفر من الفراسة ولا حتى على (قلامة ظفر)، فهي مشرقة وأنا مغرب، لهذا ما أكثر ما كدت أغرق في شبر من الماء لولا أن تداركتني رحمة ربي في آخر لحظة.
ويطيب لي اليوم أن أضع بين أياديكم حوادث قرأتها في كتب التاريخ عن فراسة (علي بن أبي طالب) رضي الله عنه، ومنها:
أتي عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، برجل أسود ومعه امرأة سوداء فقال: يا أمير المؤمنين هذه زوجتي قد أتتني بولد أحمر ليس من صلبي، فقالت المرأة: والله يا أمير المؤمنين ما خنته وإنه لولده، فبقي عمر لا يدري ما يقول، فسئل عن ذلك علي بن أبي طالب، فقال للأسود: إن سألتك عن شيء أتصدقني؟ قال: أجل والله، قال: هل واقعت امرأتك وهي حائض؟ قال: قد كان ذلك، قال علي: الله أكبر إن النطفة إذا خلطت بالدم فخلق الله عز وجل منها خلقاً كان أحمر، فلا تنكر ولدك فأنت جنيت على نفسك.
وفي رواية قال جعفر بن محمد أتي عمر بن الخطاب بامرأة قد تعلقت بشاب من الأنصار وكانت تهواه فلما لم يساعدها احتالت عليه فأخذت بيضة فألقت بصفارتها، وصبت البياض على ثوبها وبين فخذيها ثم جاءت إلى عمر صارخة فقالت هذا الرجل غلبني على نفسي وفضحني في أهلي وهذا أثر فعاله، فسأل عمر النساء فقلن له إن ببدنها وثوبها أثر المني فهم بعقوبة الشاب فجعل المسكين يستغيث ويقول: يا أمير المؤمنين تثبت في أمري فوالله ما أتيت فاحشة وما هممت بها فلقد راودتني هي عن نفسي فاعتصمت، فقال عمر يا أبا الحسن ما ترى في أمرهما فنظر علي إلى ما على الثوب ثم دعا بماء حار شديد الغليان فصب الماء على الثوب فجمد ذلك البياض ثم أخذه واشتمه وذاقه فعرف طعم البيض وزجر المرأة فاعترفت.
وصدق محمد بن حرب عندما قال: من لم ينتفع بظنه لم ينتفع بيقينه، وصواب الظن هو: (الباب الأكبر من الفراسة).
ويقال كذلك: فلان جاسوس القلوب، إذا كان حاذق الفراسة، وإن له نظرة تهتك حجب الضمير، وتصيب مقاتل الغيب، وتنكشف لها مغيبات الصدور، ويقال: هذه فراسة ذات بصيرة، أي: صادقة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفراسة الفراسة



GMT 05:57 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

ما حاجتنا إلى مثل هذا القانون!

GMT 05:52 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

الوحش الذي ربّته إسرائيل ينقلب عليها

GMT 13:01 2023 الإثنين ,22 أيار / مايو

منطق ويستفاليا

GMT 09:32 2023 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

"المثقف والسلطة" أو "مثقف السلطة" !!

GMT 04:57 2022 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

‎"فتح الفكرة التي تحوّلت ثورة وخلقت كينونة متجدّدة"

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 19:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 15:38 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

انفراجات ومصالحات خلال هذا الشهر

GMT 04:11 2016 الخميس ,20 تشرين الأول / أكتوبر

تقنية جديدة تظهر النصِّ المخفي في المخطوطات القديمة

GMT 13:52 2016 الأحد ,20 آذار/ مارس

كريم طبيعي مزيل لرائحة العرق

GMT 08:47 2016 الإثنين ,11 كانون الثاني / يناير

البامية للوقاية من الأمراض المستعصية والاكتئاب
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca