(شوكولاتة) من حليب النوق

الدار البيضاء اليوم  -

شوكولاتة من حليب النوق

مشعل السديري
بقلم : مشعل السديري

ضرب جمل مثالاً رائعاً في الوفاء لصاحبه الذي توفي بإحدى قرى مديرية السدة بمحافظة (إب)، وقال عبد الكريم أحد أبناء القرية؛ إن الجمل يرفض مغادرة المقبرة باركاً بجوار قبر صاحبه، تارة يتشممه، وتارة يدور حوله، وتارة يجلس بجواره، في صورة بالغة الإحساس والتعبير عن حزنه على فراق صاحبه.
وأضاف أن صاحب الجمل (علي نعنع) كان يستخدمه في الأعمال الزراعية منذ عدة سنوات، وأن أهالي المتوفى الآن يعانون الأمرّين عند إطعام الجمل الذي يعد شبه مضرب عن الطعام والشراب حزناً وكمداً على فراق صاحبه، مشيراً إلى حرص عدد من أهالي القرية على الحضور إلى المقبرة والتقاط الصور مع الجمل للذكرى والتاريخ - انتهى.
لهذا أحب أهل الجزيرة العربية جمالهم، وتقديراً ووفاء لها في تاريخها المجيد معهم، عندما كانت حياتهم ممتلئة بضائقة العيش من كل جانب، كانت تلك الجمال هي التي تحملهم وتحارب معهم وتضحي من أجلهم، لهذا حافظوا عليها عندما عمّ الرخاء، وكرموها وأقاموا لها المسابقات، سواء بالجري أو الجَمال، ورصدوا الجوائز لها ولأصحابها.
إلى درجة أنه خارج مضمار تلك المسابقات، شيدوا لها فندقاً مفتوحاً مكوناً من 120 حظيرة (5) نجوم، تقدم الخدمات كافة، ويسهر على راحتها 50 شخصاً، ما بين (روم سيرفس) إلى عناية، من تمشيط فراء جلدها، وتدليك مفاصلها، وتعقيمها، وتعطيرها، وسقايتها أيضاً الحليب الساخن.
وقال أحدهم، واسمه (عمير القحطاني)، إنه وضع إبله في ذلك الفندق لمدة 16 يوماً، ودفع لقاء ذلك (180) ألف ريال، وهي على قلبه أحلى من العسل.
وفي الإمارات توزع شركة (نسمة) على جماهير الحضور شوكولاتة، وهي أول شركة في العالم تنتج هذه الشوكولاتة من (حليب النوق)، وذلك بالمشاركة مع محلات (ميغروس) وهي أكبر محلات بيع التجزئة في سويسرا، ومن أراد منكم أن يطلبها، ممكن بواسطة (on line).
وأختم لقرائي قصة مواطنة تسعينية تعيش مع إبلها في شمال المملكة منذ ما يقرب من 30 عاماً، ولا تفارقها نهائياً، وذكرت (شومة العنزي) أن زوجها توفي في حادث، وكان أطفالها صغاراً حينها، لذلك تولت مسؤولية معيشتهم ومتابعة دراستهم وعلاجهم، باستخدام السيارة التي كانت تقودها بنفسها.
وأضافت أن أبناءها الآن متزوجون، وأن الإبل رافقتها في رحلتها، ولم تفارقها طوال تلك المدّة، مؤكدة أنها تعيش معها في أمان وتستأنس بها، وتقول؛ فمثلما هذه الإبل تحن لي إذا فارقتها، فإنني أيضاً لا أتخيل حياتي بدونها، حتى لو أعطوني كنوز (قارون).

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شوكولاتة من حليب النوق شوكولاتة من حليب النوق



GMT 05:57 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

ما حاجتنا إلى مثل هذا القانون!

GMT 05:52 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

الوحش الذي ربّته إسرائيل ينقلب عليها

GMT 13:01 2023 الإثنين ,22 أيار / مايو

منطق ويستفاليا

GMT 09:32 2023 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

"المثقف والسلطة" أو "مثقف السلطة" !!

GMT 04:57 2022 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

‎"فتح الفكرة التي تحوّلت ثورة وخلقت كينونة متجدّدة"

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 19:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 15:38 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

انفراجات ومصالحات خلال هذا الشهر

GMT 04:11 2016 الخميس ,20 تشرين الأول / أكتوبر

تقنية جديدة تظهر النصِّ المخفي في المخطوطات القديمة

GMT 13:52 2016 الأحد ,20 آذار/ مارس

كريم طبيعي مزيل لرائحة العرق

GMT 08:47 2016 الإثنين ,11 كانون الثاني / يناير

البامية للوقاية من الأمراض المستعصية والاكتئاب
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca