كلام بالبلدى فى العلم اللى بجد

الدار البيضاء اليوم  -

كلام بالبلدى فى العلم اللى بجد

خالد منتصر
بقلم : خالد منتصر

يعنى إيه علم؟ لغاية النهارده كتير مننا مايعرفوش يعنى إيه علم تجريبى حقيقى ويعنى إيه علماء! علشان كده حاكتب بالبلدى وباللغة العامية علشان نبسط ونعطى أمثلة ونقرب المفهوم، أول حاجة بيقولها ويرددها أعداء العلم الحقيقى هى أنه نسبى ومابيقدمش الحقيقة المطلقة، إيه رأيكم إن دى سر قوته، إنه بيقول أنا لا أدعى إنى أعرف كل حاجة، أنا لسه ماعرفش كل حاجة، وحافضل ماعرفش، بس مش حابطل محاولات علشان أعرف.

وعلى فكرة قوة العلم فى إنه مابيحزقش ولا بيصرخ ولا أتباعه بيطلعوا يتظاهروا أو يفجروا علشان يثبتوا مصداقيته، هو بيعترف من الأول إنه بيحاول، علشان كده مش حتلاقى المتطرف علمياً اللى لو تجربته طلعت غلط كذا مرة وبطرق مختلفة، يطلع يكابر ويصرخ ويعاند ويشتم اللى راجعوه من المحكمين فى المجلة العلمية أو المؤتمر العلمى، العلم مافيهوش علماء لحومهم مسمومة untouchable، العالم بيفرح بالنقد، بل بيطالب بنقد اكتشافه أو نظريته، لأن غرضه هو الوصول إلى الحقيقة مش حشد الأتباع وزيادة القطيع ورا شىء لا يمكن إثباته فى معمل ولا بتجربة، العالم الحقيقى مابيتقمصش من نقد فكرته، ولا بيتهم اللى نقده بالازدراء، ولا بيقول عليه مرتد، أكبر تجمع ديمقراطى فى العالم هو المؤتمر العلمى، الأستاذ فيها يحترم رأى الأستاذ المساعد، بل الأقل منه، ويطلب فتح باب المناقشة حول محاضرته أو بحثه، يوجه السائلون السهام تلو السهام، إذا صمدت نظريته أوكى، ويخرج الجميع سعداء معارضين ومؤيدين، لأن هناك خطوة اقتربت من الحقيقة.

فى العلم كل شىء خاضع للنقاش، وكل فكرة معرضة للسؤال، وأى رأى لازم يستلقى على طاولة التشريح بدون خجل، ويترك نفسه لمشارط التفنيد والدحض، ومش من حق الفكرة إنها ترفض وتتعالى، ومش من حق الرأى إنه يحتج ويستثنى، مافيش فى العلم فكرة مقدسة، أو رأى فوق النقد، مافيهوش فكرة صح للأبد، هى دوماً تحت الاختبار.

المعادلة العلمية فى المعمل مش عايزة 30 كتاب عنعنة وتفسير للتفسير وشرح للشروح وهامش على الهوامش، المعادلة واضحة ومكتوبة بلغة عالمية لا تحتمل التأويل والتهويمات والتخيلات وتضارب الإفتاءات، يفهمها ساكن الإسكيمو وفلوريدا والكونغو، وماحدش فيهم بيكره أو بيقتل التانى بسبب اختلاف فهمه للمعادلة، الكتاب العلمى متغير، والكتاب اللى نازل من أربع سنوات بينخفض سعره، لأن المعلومات اللى فيه اتغيرت نسبة كبيرة فيها، وبعضها أصبح مكانه المتحف وتجاوزته حقائق واكتشافات علمية أحدث، أما الكتاب العلمى أو الطبى مثلاً اللى بقاله عشرين سنة فده مش حتلاقيه إلا عند بتاع الروبابيكيا!! على عكس الكتاب الأدبى أو التراثى اللى ساعات قيمته بتزيد علشان هو قديم، العلم زى العمارة ناطحة السحاب، دور فوق دور، ومافيش دور تانى حيتبنى إلا لما الأولانى يخلص، لكن فى الأدب والإنسانيات بيوت متجاورة زى بيوت القرية القديمة، فى العلم الكمبيوتر أفضل من الآلة الكاتبة، لكن فى الأدب والفن لوحة الموناليزا مش لازم تبقى أقل من الجرنيكا، ولا عطيل أفضل من الإلياذة، لو فهمنا العلم حنقدر نفهم إزاى نبنى المستقبل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كلام بالبلدى فى العلم اللى بجد كلام بالبلدى فى العلم اللى بجد



GMT 05:57 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

ما حاجتنا إلى مثل هذا القانون!

GMT 05:52 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

الوحش الذي ربّته إسرائيل ينقلب عليها

GMT 13:01 2023 الإثنين ,22 أيار / مايو

منطق ويستفاليا

GMT 09:32 2023 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

"المثقف والسلطة" أو "مثقف السلطة" !!

GMT 04:57 2022 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

‎"فتح الفكرة التي تحوّلت ثورة وخلقت كينونة متجدّدة"

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 19:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 15:38 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

انفراجات ومصالحات خلال هذا الشهر

GMT 04:11 2016 الخميس ,20 تشرين الأول / أكتوبر

تقنية جديدة تظهر النصِّ المخفي في المخطوطات القديمة

GMT 13:52 2016 الأحد ,20 آذار/ مارس

كريم طبيعي مزيل لرائحة العرق

GMT 08:47 2016 الإثنين ,11 كانون الثاني / يناير

البامية للوقاية من الأمراض المستعصية والاكتئاب
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca