أخر الأخبار

طريق الحج المصرية

الدار البيضاء اليوم  -

طريق الحج المصرية

زاهي حواس
بقلم :زاهي حواس

يستحق الأستاذ الدكتور علي إبراهيم الغبان بكل تقدير أن يُطلق عليه إنديانا جونز آثار السعودية؛ فهو من أشهر الأثريين بالمملكة العربية السعودية، ظل على قمة العمل الأثري في المملكة لسنوات طويلة، حقق خلالها الكثير من الإنجازات، وله العديد من المؤلفات والأبحاث التي أثرت العمل الأثري بالمملكة العربية السعودية. ومن أهم أبحاث الدكتور الغبان بحثه عن طرق الحج المصرية، التي هي من أهم طرق الحج إلى بيت الله الحرام خلال قرون عديدة، كان السفر براً عن طريق القوافل هو الوسيلة الأكثر شيوعاً وأهمية.
وينصبّ بحث الدكتور الغبان على وصف طرق الحج داخل المملكة العربية السعودية ومحطات القوافل، وحسب ما نشره كان لحجاج مصر في العصور الإسلامية المبكرة بعد رحيلهم من مدينة مدين طريقان؛ الأولى داخلية تتجه جنوباً اتجاه الشرق ليمر على شغب، ثم بدأت بعدها تمر على عدد من المحطات إلى أن تصل إلى وادي القرى، حيث تلتقي في السقيا الخشبية بطريق الحج الشامية لتسلكا معاً طريق المدينة المنورة. أما الطريق الأخرى، فهي الطريق الساحلية، حيث تسير قوافل الحجيج بعد مدين على طول ساحل البحر الأحمر مروراً على محطات أو استراحات القوافل، وأهمها وأشهرها عينونا، النبك المويلح، ضباء، العويند، الحوراء، الأحساء مغيرة، ينبع، وأخيراً الجار، ومنها تتجه قوافل الحجيج إلى بيت الله الحرام مروراً بالجحفة وخليص وعسفان وإلى المدينة المنورة مروراً ببدر.
يؤكد الدكتور الغبان، أن الطريق الداخلية كانت هي الأكثر استخداماً وذلك خلال القرنين الأول والثاني الهجريين، وخلال القرن الثالث الهجري بدأت الطريق الساحلية في سحب البساط من الطريق الداخلية؛ نظراً للعديد من الظروف السياسية والاقتصادية، وكان دائماً السبب الأمني هو الأكثر تأثيراً.
زاد استخدام الطريق الساحلية حتى انتهى الأمر إلى هجرة الطريق الداخلية. واستمر سفر الحجاج على الطريق الساحلية حتى منتصف القرن الخامس الهجري، بعدها تحولوا إلى السفر بحراً عبر عيذاب. كان ذلك التحول سبباً مباشراً لما عُرف في ذلك الوقت بالشدة المستنصرية نسبة إلى الخليفة الفاطمي المستنصر بالله، وخلالها شحت مياه النيل حتى ضربت المجاعة البلاد، وقد نتج من ذلك عجز الفاطميين عن دفع نفقات الطريق، ثم بسبب احتلال الصليبيين أيلة، وهي من أهم المحطات على الطريق والمعبر الوحيد إلى الجزيرة العربية. وبالطبع، نتج من توقف استخدام الطريق البرية الساحلية لقرابة العامين تدهور العمارة على امتداد محطات هذه الطريق التي ذكرناها من قبل، حيث كان موسم الحج والقوافل التي تمر بهذه الطريق هما سببا ازدهار الحياة والاقتصاد في تلك المدن. كذلك، ظهرت الآثار السيئة لتوقف استخدام الطريق الساحلية البرية على النشاط العمراني والاستيطاني بشمال الحجاز.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طريق الحج المصرية طريق الحج المصرية



GMT 05:57 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

ما حاجتنا إلى مثل هذا القانون!

GMT 05:52 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

الوحش الذي ربّته إسرائيل ينقلب عليها

GMT 13:01 2023 الإثنين ,22 أيار / مايو

منطق ويستفاليا

GMT 09:32 2023 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

"المثقف والسلطة" أو "مثقف السلطة" !!

GMT 04:57 2022 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

‎"فتح الفكرة التي تحوّلت ثورة وخلقت كينونة متجدّدة"

GMT 21:12 2014 الأربعاء ,29 كانون الثاني / يناير

ماسك العسل وزيت الزيتون لليدين

GMT 01:34 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

الأردنية رحمة الخطيب تُصمم "خفات" الشتاء عصرية من الكروشيه

GMT 19:53 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 02:19 2019 الجمعة ,29 آذار/ مارس

مجالات جديدة وأرباح مادية تنتظرك

GMT 01:07 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

منى أحمد تؤكّد أن رجل الميزان يكون محط أنظار النساء

GMT 19:30 2018 الإثنين ,27 آب / أغسطس

العثور على جثة ملقاة في الشارع في مراكش

GMT 07:15 2018 الثلاثاء ,24 تموز / يوليو

اكتشفي فنادق تعدكِ بإجازات لا تُنسى في الامارات

GMT 05:01 2018 الأحد ,17 حزيران / يونيو

وجبات تحبس الأنفاس بمطعم في السماء

GMT 22:53 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

معلول يعترف بالتحايل على لاعبي تونس من أجل الإفطار
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca