إيران: جاك الذيب جاك ولده!

الدار البيضاء اليوم  -

إيران جاك الذيب جاك ولده

مشاري الذايدي
بقلم : مشاري الذايدي

لدينا مثل عامّي في السعودية وربما في بعض دول الخليج يقول: «جاك الذيب... جاك ولده»، ومعناه بالفصحى هو: «سيهاجمك الذئب أو سيهاجمك ولده». والعبرة من المقولة هي حين يظلّ مصدر التهديد لك مستمراً بشكل مستنزف وابتزازي، فتظل أنت مشدود الأعصاب وفي حالة استنفار دائم بسبب «توقع» هجوم الذئب الكبير أو الصغير اليوم أو غداً.
ما يجري اليوم من التسريبات والتوقعات عن فحوى الاتفاق الجديد مع النظام الإيراني الذي أبرمته أميركا ومن معها من الدول الغربية، يسري عليه هذا المثل الذي أسلفناه.
نحن في بلاء بخصوص إيران منذ بدايات عهد أوباما إلى بدايات عهد بايدن وبينهما عهد ترمب الذي نقض ما فعله سلفه أوباما ثم نقض نقضه خلفه بايدن... وهكذا في دورة مدمرة لا يبدو لها نهاية في الأفق المنظور.
دول الخليج والدول العربية التي لها علاقة مباشرة بإيران، وأهمها العراق ولبنان وسوريا واليمن، معنية مباشرة بمستقبل وقوة أو ضعف النظام في طهران، فهو الفاعل الأول، بالسلب طبعاً، في شؤون هذه الدول.
رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لبيد، حذّر الدول الغربية قبل يومين بأن الاتفاق «السيئ» المطروح على الطاولة بشأن البرنامج النووي الإيراني، سيمنح خزائن إيران ما يعادل 100 مليار دولار سنوياً، مما «يقوض» استقرار الشرق الأوسط. وأضاف لبيد الذي تحدث إلى قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا في الأيام الأخيرة: «أخبرتهم بأن هذه المفاوضات وصلت إلى النقطة التي يجب أن يتوقفوا فيها ويقولوا (كفى)».
والسؤال إلى متى ونحن نرقب هذه المسرحية العبثية بين الغرب وإيران، في حين أننا نحن جيران إيران الطرف المعني الأول بما جرى وسيجري مع هذا النظام؟
لقد فعلها أوباما بعيداً عن الأنظار في عمان وغير عمان مع مراسيل النظام الخميني، واستيقظنا ذات يوم على واقع جديد يمنح النظام المال والشرعية في مقابل ما يقال عن «ضمانات» ما لإبطاء وليس منع البرنامج النووي غير السلمي.
واليوم يفعلها بايدن، والأصحّ، فريق أوباما السابق وبقية الأوباميين، مع كثير من الكلمات التطمينية لمن يفترض بهم أنهم «حلفاء» واشنطن في المنطقة.
لكن إذا تدفقت هذه المليارات لخزائن «الحرس الثوري» و«فيلق القدس»، وأنفقت على «حزب الله» اللبناني و«الحشد» العراقي والحوثي اليمني و«سرايا الأشتر» في البحرين و«حزب الله» في السعودية والكويت وغيرها من الميليشيات، ناهيك عن دعم «القاعدة» نفسها... فكيف ستضمن واشنطن أمن هذه الدول؟
يقولون: نعم نعرف شرور «الحرس الثوري» ورجال خامنئي في المنطقة، ولكن الأهم اليوم هو منع أو إبطاء القنبلة النووية وكسب بعض الوقت... ولو تغاضينا عن خلل وعلل هذا الطرح السقيم، فماذا لو كسب رجال المرشد الرهان وأعلنوا عن قنبلتهم الموعودة، كما فعلت كوريا الشمالية من قبل؟
ولو كنت محل أصحاب القرار في طهران، لرأيت أن عدم وجود القنبلة النووية، والاكتفاء بالتلويح بها، يمنحني مكاسب كثيرة ومتنوعة، أكثر من الوصول لها. على طريقة: «جاك الذيب... جاك ولده»!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران جاك الذيب جاك ولده إيران جاك الذيب جاك ولده



GMT 05:57 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

ما حاجتنا إلى مثل هذا القانون!

GMT 05:52 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

الوحش الذي ربّته إسرائيل ينقلب عليها

GMT 13:01 2023 الإثنين ,22 أيار / مايو

منطق ويستفاليا

GMT 09:32 2023 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

"المثقف والسلطة" أو "مثقف السلطة" !!

GMT 04:57 2022 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

‎"فتح الفكرة التي تحوّلت ثورة وخلقت كينونة متجدّدة"

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 19:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 15:38 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

انفراجات ومصالحات خلال هذا الشهر

GMT 04:11 2016 الخميس ,20 تشرين الأول / أكتوبر

تقنية جديدة تظهر النصِّ المخفي في المخطوطات القديمة

GMT 13:52 2016 الأحد ,20 آذار/ مارس

كريم طبيعي مزيل لرائحة العرق

GMT 08:47 2016 الإثنين ,11 كانون الثاني / يناير

البامية للوقاية من الأمراض المستعصية والاكتئاب
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca