والآن... ماذا عن ملف البيئة والبترول والغاز؟

الدار البيضاء اليوم  -

والآن ماذا عن ملف البيئة والبترول والغاز

مشاري الذايدي
بقلم : مشاري الذايدي

من أوراق الخريف التي تطايرات مع العاصفة الأوكرانية الروسية، ورقة التدروش في محراب «الطاقة النظيفة» وتقديس الحكي في موضوعات البيئة، كما وصفها الزميل نديم قطيش بـ«الديانة الليبرالية الجديدة».
بعدما كان الغرب يضغط ويشنّ الحملات لردع إنتاج البترول والغاز، و«شيطنة» هذه الطاقة الحيوية لمعاش الناس وحياة الاقتصاد، هاهو اليوم ينكص على عقبيه، ويطالب دول البترول والغاز بزيادة الإنتاج.
في تقرير غني كتبه الزميل زيد بن كمي، في هذه الصحيفة، نكتشف الكثير من الحقائق بعيداً عن تهاويل الغرب في موضوع الطاقة، على خلفية الأزمة الروسية، وروسيا من عمالقة الطاقة في العالم. قادة دول الاتحاد الأوروبي في وقت سابق تنادوا لفرض «ضريبة الكربون» للحدّ من استخدام الوقود الأحفوري، وكان القرار له أثره الواضح على شركات النفط واتضح بشكل أكبر مع الأزمة الحالية.
كما سبق ذلك اتفاق باريس الشهير الذي وُقِّع عام 2015، ودخل حيّز التنفيذ في نوفمبر (تشرين الثاني) 2016، والذي شدّد بشكل أساسي على مكافحة إنتاج الطاقة التقليدية، وتشجيع الطاقة التي يسمونها الجديدة.
في لقطة ذكية، تحدّث تقرير الزميل زيد عن تناقض صارخ في هذا الصدد، وخلاصته:
فاتح بيرول، وهو الرئيس التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، حثّ خلال مؤتمر الطاقة الذي عُقد في الرباط بداية الأسبوع، الدول المنتجة على ضخ مزيد من الخام لتحقيق الاستقرار في الأسواق، وقال: «على كل دولة منتجة للنفط أن تتحلى بالمسؤولية وضخ مزيد من النفط في السوق».
لكن بيرول هذا نفسه كان قد صرّح في مايو (أيار) 2021 بأن «الطريق إلى الحياد الكربوني ضيّق لكن لا يزال من الممكن تحقيقه. إذا أردنا الوصول إلى ذلك بحلول عام 2050، فنحن لسنا بحاجة إلى مزيد من الاستثمارات في مشروعات جديدة للنفط والغاز والفحم».
المشكلة أنه في خضّم الهوس الغربي، غير البريء، في «ديانة البيئة» الجديدة - مع أن ملف البيئة بدون تسييس أمر مشروع - تمّ الدعس على مصالح الدول النامية.
حول هذا استشهد التقرير بمقال نُشر في سبتمبر (أيلول) 2021 في «فورين أفيرز» شنّ فيه نائب الرئيس النيجيري، يمي أوسينباغو، هجوماً على الدول الغربية لأنها لم تراعِ الدور المحوري الذي تلعبه تلك الأنواع من الطاقة في دعم نمو الاقتصادات النامية، خصوصاً في دول أفريقيا.
وفي الختام لا بدّ من الإصغاء لهذا الصوت المؤثر في هذا الميدان، حيث جدّد الأمير عبد العزيز بن سلمان، وزير الطاقة السعودي، تحذيره من نشوء تحديات أمام صانعي السياسات جراء ارتفاع الأسعار، واصفاً الحملة ضد الاستثمارات في قطاعي النفط والغاز بأنها «قصيرة النظر وسيكون لها أثر على الرفاهية العالمية»، مع التأكيد على أن السعودية إلى ذلك ماضية في خططها في الاستثمار بالطاقة النظيفة ونقاء البيئة.
صفوة القول، خلاصة عظيمة قالها الخليفة علي بن أبي طالب من قبل: كلمة حقّ أريد بها باطل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

والآن ماذا عن ملف البيئة والبترول والغاز والآن ماذا عن ملف البيئة والبترول والغاز



GMT 05:57 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

ما حاجتنا إلى مثل هذا القانون!

GMT 05:52 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

الوحش الذي ربّته إسرائيل ينقلب عليها

GMT 13:01 2023 الإثنين ,22 أيار / مايو

منطق ويستفاليا

GMT 09:32 2023 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

"المثقف والسلطة" أو "مثقف السلطة" !!

GMT 04:57 2022 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

‎"فتح الفكرة التي تحوّلت ثورة وخلقت كينونة متجدّدة"

GMT 17:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 02:52 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

العثور على أهرامات متنوّعة قبالة سواحل جزر البهاما

GMT 05:32 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

"جواغوار" تطرح سيارتها طراز E-1965 للبيع 5 حُزيران

GMT 16:36 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

العجز المالي لمولودية وجدة يبلغ 700 مليون سنتيم

GMT 15:14 2015 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

صعقة كهربائية تودي بحياة عامل بناء ضواحي مراكش

GMT 05:18 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يحددون مكان بداية مرض الزهايمر المدمر في المخ

GMT 05:42 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

سراييفو تعتبر واحدة من أكثر المدن إثارة في أوروبا

GMT 04:34 2018 السبت ,10 شباط / فبراير

عَرْض سيارة إلتون جون موديل 1997 الوحيدة للبيع

GMT 07:41 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

تجميع أكبر خريطة قديمة بعد أكثر من 400 عام

GMT 04:41 2014 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

مها أمين تطرح مجموعة جذابة من تصميمات "الكروشيه"

GMT 17:30 2016 الخميس ,29 أيلول / سبتمبر

الهولندي أرين روبن يسعى للبقاء مع "بايرن ميونيخ"

GMT 03:09 2014 الجمعة ,19 كانون الأول / ديسمبر

بريطانية تنجب 4 توائم دون تدخل طبي وبعد انتظار 4 سنوات
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca